تنتج بلدية رأس العين عميروش بمعسكر فحما فاخرا، في كل الأوقات، ويحافظ سكان قراها على نشاط متوارث عن الأجداد في المنطقة، وخاضع لجوانب تنظيمية وقانونية.
قال رئيس جمعية منتجي الفحم بإقليم بلدية رأس العين عميروش بولاية معسكر، محمد بورزين، إنّ المنطقة تتصدّر قائمة منتجي الفحم «الفاخر»، في الجزائر، وتغطي نسبة كبيرة من الولايات بالفحم الذي يدخل في إنعاش نشاطات المطاعم ومحلات الشواء.
وذكر المتحدث أن النشاط المتوارث عن الآباء والأجداد بين سكان المنطقة، يعد مصدر رزق الآلاف من العائلات.
يتمركز نشاط إنتاج الفحم بخمس قرى تابعة لبلدية رأس العين عميروش، أهمها قرية القلانزة، قرية قارون، أهل قادة، الغفافرة وأهل امحمد، حيث تنتشر المئات من الحفر المشكلة لمواقد الفحم التقليدية.
ويُشغِّل نشاط إنتاج الفحم ببلدية رأس العين عميروش حسب رئيس جمعية المنتجين، زهاء 1000 من اليد العاملة، تتراوح كلفتهم بين 1500 دج إلى 8 آلاف دينار، لموقد الفحم الواحد، حيث تنخفض أجور العاملين على إعداد مواقد الفحم ومراقبة احتراقها إلى غاية تحول الخشب حسب السن. ويذكر أن أغلبية المنتجين غير القانونيين يستغلون اليد العاملة الرخيصة للقصر في هذا النشاط.
وأكّد محمد بورزين، أن جمعية المنتجين دعت الناشطين إلى تنظيم المهنة والإنخراط في مبادرات تحفظ البيئة، وتحمي مصدر رزق العائلات من خطر تجميد نشاط إنتاج الفحم بسبب الشكاوى المتزايدة من السكان التجمعات المحاذية لمواقد الفحم، داعيا في ذات الصدد السلطات العمومية إلى تخصيص أماكن ومساحات لأراضي فلاحية غير منتجة لفائدة الناشطين في المجال بعيدا عن التجمعات السكنية.
وأفاد أنّ المساحات التي يشغلها ممارسو نشاط إنتاج الفحم، أغلبها أراضي مؤجرة من طرف أصحاب الأراضي الفلاحية، تم الاستغناء عن النشاط الفلاحي بها بسبب الجفاف وندرة المياه.
وأضاف محمد بورزين أن من بين 50 منتجا للفحم بإقليم بلدية رأس العين عميروش، هناك 20 منتجا فقط استجاب لفكرة تأطير وتنظيم نشاط إنتاج الفحم من خلال تقييده بسجلات تجارية قبل سنتين، حيث تبقى مساهمات هذا النشاط في مداخيل ميزانية بلدية رأس العين عميروش منعدمة، مقابل رواجه وأرباحه المحققة.
نفس المتحدث قال إنه متخوف من نشاط المنتجين غير المؤطرين، وأن السلطات الأمنية ومحافظة الغابات لم تسجل أي مخالفات للمهنيين، تخص قطع الأشجار والاعتداء على المساحات الغابية، حيث يأتي هؤلاء بكميات معتبرة من الأخشاب والحطب من ولايات ومناطق مختلفة بالمرور بالمزاد العلني.
وأشار المتحدث إلى أن الجمعية دعت جميع المنتجين إلى تبني طرق عصرية غير مضرة بالبيئة والسكان من أجل ضمان استمرارية نشاط إنتاج الفحم.
ومع حلول عيد الأضحى وارتفاع نشاط منتجي الفحم، جدد سكان القرى المجاورة لمواقد الفحم بإقليم بلدية رأس العين عميروش، شكاواهم من الانبعاثات السامة لمواقد الفحم، التي عرضت أغلب سكان المنطقة إلى أمراض تنفسية يتصدرها مرض الربو، فضلاً عن درجة الحرارة وحالات الاختناق والتلوث الذي يعاني منه السكان، الذين دعوا إلى إبعاد مواقد الفحم عن محيط التجمعات السكنية.