العنب بدون بذور، أو ما يصطلح عليه عند سكان المنطقة بـ “الموسكا” من أشهر الفواكه التي تشتهر بها ولاية تمنراست في فصل الصيف، وهو ما يجعله يتربع على عرش الفواكه الأكثر طلبا.
يقبل الصغير قبل الكبير على عنب الموسكا، وسط الإجماع على ذوقه الخاص وتفرده عن باقي أصناف العنب الأخرى، سواء المحلية منها أو حتى المستوردة من ولايات أخرى، الأمر الذي يؤكد مكانة «صون بيبا” بإسمها المترجم من اللغة الأجنبية، والذي يحلو السكان تسميته به.
يعرف عنب “الموسكا” أو عنب “السلطانين” بالمصطلح العلمي أو عنب “المائدة” إقبالا كبيرا من طرف مواطني ولاية تمنراست، وحتى الزوار من ولايات أخرى، والتجار الذين غالبا ما يصدرونه لمختلف الولايات، وهذا رغم ثمنه الذي يترواح ما بين 160 دج و300دج، إلا أن ذلك لا يمنع المواطنين مع نهاية شهر جويلية وشهر أوت من الإستمتاع بأكل “الموسكا”، فلا تكاد تخلو مائدة أو قعدة هقارية صيفية منه.
تاريخ وتواجد غرسة الموسكا بالمنطقة
يعتبر القائمين على قطاع الفلاحة بعاصمة الأهقار، سنة 1975 تاريخ أول غرسة للعنب بالمنطقة، وهذا في مناطق محددة من الولاية، أين تتميز كل مون إدلس، تازروك، إندلاق عن غيرها، بجمالها الطبيعي الخلاب الذي يبهر زائرها، زادها جمالا وتميزا طابعها الفلاحي وتخصصها بإمتياز في إنتاج “الموسكا” أحد أجود أنواع العنب، الذي يسحر كل من يتذوقه بطعمه الرائع، ولونه الأصفر المتفرد.
وتشير الأرقام والإحصائيات أن غرسة عنب السلطانين تشغل حوالي 148.5 هكتار من المساحة الزراعية للولاية، سنة 2020، ما مكّن من إنتاج 7762.5 قنطار.
التسويق يعيق اقتحام الموسكا للأسواق الخارجية
استغل فلاحون ومستثمرون بولاية تمنراست، على هامش الإحتفال بالطبعة الأولى لعيد عنب الهقار 2021 بساحة دار الثقافة، الفرصة لطرح جملة من المشاكل التقنية والإدارية، وعلى رأسها مشكل التسويق وإنعدام سوق جملة للعنب، بالإضافة إلى ما يعترض مستثمري شعبة العنب في المناطق المخصصة له، من نقل وتدهور الطريق وغيرها.
في هذا الصدد، قال أحد الفلاحين المتخصصين في زراعة العنب ب.رمضان من بلدية أدلس في حديثه “للتنمية المحلية” إن هذه الأخيرة تملك أراضي خصبة لزراعة العنب أين سجلت زراعة عنب “بدون بذرة” بالمنطقة نتائج مشجعة منذ سنين رغم الظروف الطبيعية الصحراوية القاسية والمعيقات الأخرى، وما فتئت المساحة المخصصة لزراعة عنب المائدة بدون بذرة تعرف إتساعا بفضل الإقبال الكبير للفلاحين بالبلدية على ممارسة هذه الشعبة.
غير أن فلاحي هذه الشعبة، يواجهون مشاكل كثيرة بدءا من تسويق المنتوج في الولاية، إذ يجد الفلاح صعوبات جمة في إيجاد سوق ملائم لعرض منتوجاته بسبب غياب الأسواق، وصولا إلى التسويق الخارجي، مما يجعل الفلاح ضحية السماسرة الذين يقومون بشراء منتوج العنب بأثمان زهيدة، وإعادة تسويقه بأثمان خيالية وباهظة للسكان، ناهيك عن مشكل غياب الأسمدة بالمنطقة.
في نفس السياق، كشف فلاح أخر من بلدية تازروك، أن المنطقة هي الأخرى تعرف إنتعاشا في الفلاحة بحكم موقعها الإستراتيجي وعلوها على سطح البحر بمقدار يقدر بــ1900 متر، ما جعلها تتميز بمناخ ملائم لإنتاج بعض المنتوجات وبجودة عالية مثل التفاح, الاجاص, الخوخ والعنب بجميع أنواعه.
ويشير أنه للأسف عديد المشاكل تعترضها مثل البرد والجفاف الذي يضرب المنطقة، على غرار هذا الموسم الذي يعتبر من أقحط المواسم بسبب تراجع منسوب مياه الآبار، بسبب عدم هطول الأمطار وجريان الأودية، كون مياه المنطقة سطحية.
ويضيف المتحدث في السياق، أن مشكل تسويق المنتوجات لمقر الولاية، يفرض نفسه على الفلاحين، أين تصل في حالة يرثى لها بسبب إهتراء الطريق الرابط بين بلدية تاظروك وصولا للتفرع بالطريق الوطني رقم1 بمنطقة عين أمقل، الأمر الذي حسبه يتطلب تدخل المسؤولين لزيادة الدعم الفلاحي وإصلاح الطريق، والرفع من قدرات التخزين، بإنشاء غرف تبريد وعرض قروض من دون فوائد على المستثمرين لاستحداثها، خاصة بكل من بلديتي إدلس وتاظروك، وهذا لتطوير شعبة الموسكا و جعلها تشق طريقها بقوة نحو الوطنية ولما لا العالمية.