انطلقت بالمناطق الجنوبية لولاية النعامة عملية جني التمور بمختلف أنواعها خاصة نوعي أغراس والفقوس، الذان تشتهر بهما منطقة الجنوب الغربي مثل بشار، النعامة والبيض.
تمر الفڨوس يعد من أجود التمور الجزائرية، لكن تبقى شهرته محصورة على المستوى المحلي، فهو غير معروف لدى الكثير من الجزائريين وتشتهر به مناطق تيوت، مغرار ، جنين بورزق ، قلعة الشيخ بوعمامة، وسيدي ابراهيم بولاية النعامة.
وتشتهر به أيضا واحات بوسمغون بولاية البيض، ومناطق عديدة ببشار، فهو من التمور الرطبة يصعب نقله أو تخزينه بدون تبريد، وهو السبب في عدم شهرته رغم مذاقه الرائع وفوائده الكثيرة.
تمر الفقوس ينضج تقريبا مع نهاية شهر أوت وشهري سبتمبر وأكتوبر، ويسوق محليا خاصة على طول الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين ولايتي بشار والنعامة، والطريق الوطني رقم 47 الرابط بين ولايتي النعامة والبيض.
ويكثر الاقبال عليه من طرف سكان المنطقة، حيث يتراوح سعره محليا مابين 200 دج الى 350 دج، كما يتم عرضه وتسويقه في المواسم الثقافية والاجتماعية التي تنظم بولاية النعامة شهر اكتوبر، او ما يعرف بالوعدة، خاصة وعدتي سيدي احمد المجدوب بعسلة، ووعدة اولاد سيد التاج بمغرار، منتصف الشهر ذاته.
لكن تراجع انتاج التمور بولاية النعامة في السنوات الأخيرة لعدة اسباب أهمها أن معظم هذه الواحات والأراضي وراثية، إضافة الى رحيل أهل الاختصاص والفلاحين المختصين في تقليم أشجار النخيل ومحاربة الأمراض التي تصيبها.
والى جانب نوعي الفقوس واغراس تشتهر المنطقة بأنواع أخرى من التمور بعضها معروف وطنيا والبعض الآخر على الصعيد المحلي، له فوائد كثيرة. فإلى جانب كونه الطبق المفضل على طاولة الافطار في شهر رمضان، تتفنن بعض العائلات في تحويله إلى عصير أو مايعرف بـ “الرب” يستعمل كمربى، وإلى معجون لصنع الحلويات وكذا صنع بعض المأكولات التقليدية كالرفيس والمعكرة.