أصبح الوضع البيئي في مدينة قالمة ينبؤ بخطر صحي نتيجة الانتشار العشوائي للنفايات التي غزت شوارع المدينة وشوهت النسيج العمراني، بعد أن كانت قالمة في زمن مضى من أنظف الولايات في الجزائر.
أعرب السكان في حديثهم مع “ التنمية المحلية” عن استيائهم وتذمرهم من الحالة التي آلت إليها الولاية، بمختلف أحيائها بعدما أصبحت القاذورات الصورة الدائمة والطابعة للمجمعات السكنية والتي تسببت فيها سلوكات غير حضرية للمواطنين، والرمي العشوائي لنفاياتهم المنزلية، بعد انقضاء ساعات مرور شاحنات النظافة.
وتعرف أحياء ولاية قالمة، في الآونة الأخيرة، حالة يرثى لها من الفوضى والإهمال، حيث أصبحت برك المياه القذرة والأوساخ في الشوارع والأحياء مشاهد يومية، وعبر السكان عن تذمرهم الشديد من انتشار القاذورات والقمامة وتراكمها بالأحياء، بعدما تحولت الشوارع والأحياء السكنية إلى مفارغ عمومية تتكدس فيها أطنان من النفايات المنزلية، التي أصبحت ملجأ للقطط والكلاب الضالة والجرذان التي باتت تهدد حياة السكان، خاصة ليلا.
ويشتكي سكان حي شعيب رابح، من استفحال انتشار النفايات داخل الحي، وأرجعوا السبب إلى فشل سياسة المسؤولين المحليين، الذين لم يتمكنوا من ايجاد حل لهذا الوضع الكارثي الذي يهدّد البيئة ويعكر صفو حياة السكان بهذه التجمعات السكنية، جراء عدم مرور شاحنات النظافة بأغلبية النقاط السوداء.
وتحوّلت التجمعات السكانية وأرصفتها إلى مفرغات عمومية عشوائية، مما يؤدي إلى تشويه المنظر العام أولا، ويدفع المارة إلى المشي في الطريق مايعرضهم لخطر حوادث المرور.
وفي هذا الشأن، يقول مواطنون ممن التقتهم “التنمية المحلية”، إن بعض تصرفات السكان غير المسؤولة هي التي شوهت الصورة العامة للأحياء، حيث يقومون بإخراج النفايات المنزلية في كل وقت متجاهلين فترات رفع النفايات لمصالح البلدية.. وكذا مخلفات الباعة الفوضويين على الأرصفة من أكياس وعلب وبقايا سلع وما يتسببون فيه من فوضى.
حرق النفايات المنزلية من طرف المواطنين
تفشت ظاهرة جديدة في وسط السكان تتمثل في لجوئهم إلى حرق القمامة والتخلص من الأوساخ وما تخلفه من أضرار وتشويه للمنظر الجمالي لتلك المناطق.
واشتكى أحد سكان حمام دباغ، من الدخان المتصاعد جراء اشتعال النيران في النفايات، حيث قد تتسبب في أمراض للأطفال وكبار السن، خاصة لدى المصابين بأمراض تنفسية مثل الربو.
ورصدت “التنمية المحلية” في العديد من البلديات ولاية قالمة انتشارا رهيبا للنفايات على جانبي الطرقات وبالمحاذاة من العمارات، ناهيك عن أعداد من السكان يضرمون النار في أكوام من النفايات والأكياس البلاستيكية..
أسواق فوضوية سبب انتشار الفضلات
من جهة أخرى، تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة الأسواق الفوضوية وحوّلت الأرصفة والمساحات إلى أماكن لتبضع وتجميع القاذورات والأوساخ وشوهت واجهة البلديات بشكل كبير، بسبب احتلال الأرصفة، بالرغم من تسخير مصالح الأمن لدوريات متنقلة من رجال الأمن لمحاربة هذه الظاهرة وتحرير الأرصفة والطرقات، إلا أنهم يعودون بمجرد انتهاء رجال الأمن من دوريتهم.
نفس الوضع يعرفه سوق شارع تطوع وسط المدينة الذي امتلأ بالفضلات التي يخلفها باعة اجتاحوا الأرصفة مما خلّف ازدحاما بين المارة وحافلات النقل والسيارات التي تعبر هذا الطريق الرئيسي الذي يربط بين العديد من الأحياء، أمام صمت السلطات المحلية وعدم ردع مثل هذه الممارسات.
ويناشد سكان ولاية قالمة تدخل السلطات الولائية العاجل للحد من هذا الوضع بتطهير الأحياء من القمامات من خلال تزويدها بحاويات، للتخفف من تفاقم الظاهرة التي قد تنذر بكارثة بيئية حقيقية.