كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي لمستغانم ولد عابد مشري في تصريح خص به “التنمية المحلية” النقاط المحورية التي تتطلب إعادة النظر في تسييرها وفق رؤية جديدة وخارطة طريق تتماشى مع متطلبات العصر.
وتستدعي هذه الرؤية الجديدة، متابعة ميدانية مستمرة والسهر على تطبيق المشاريع في آجالها المحددة بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، قصد النهوض بالتنمية المحلية.
أولويات رئيس المجلس البلدي الجديد
قال رئيس البلدية ولد عابد مشري إن بلدية مستغانم تعرف ازدهارا وتطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات الحياتية ما جعلها قبلة للزوار خاصة في موسم الاصطياف.
وأضاف قائلا ” من أولوياتنا العمل على إنشاء محيط نظيف، وذلك بتظافر الجهود مع المصالح المعنية بما فيها مؤسسة مستغانم نظيفة ومركز الردم التقني ومديرية البيئة”، حيث خصصت البلدية ميزانية من أجل تحيين مخطط رفع النفايات، بعدما وصل المخطط السابق إلى نهايته منذ 2012.
وعليه، يضيف ولد عابد ” لابد من تحيين المخطط نظرا للنمو الديمغرافي وتوسع البلدية وزيادة الأحياء السكنية الجديدة، فضلا عن فتح العديد من المتاجر والمحلات والمطاعم وغيرها مما ينتج عليه تراكم النفايات وتشويه المنظر الجمالي للمدينة، ما يتطلب منا معالجتها في إطار منظم ومحكم”.
“هذا بالموازاة مع عملية تحسيس المواطنين بأهمية الأمر، بالتنسيق مع الجمعيات ولجان الأحياء حتى نصل إلى نتائج مثمرة، حيث تم تسطير برنامج مع لجان الأحياء لتكون العملية ممنهجة، وتكون خرجات ميدانية وعمل جواري، قصد رمي النفايات في الوقت والمكان المحدد،”.
وفي السياق، كشف المسؤول المحلي عن محادثات مع المكتب الألماني حول تهيئة مشروع الفرز الأول من البيوت باختيار نموذجين ستنطلق العملية بهما بكل من حي خروبة وشمومة، أين سيتم وضع حاويات لرفع النفايات العضوية وكذلك رفع النفايات الصلبة فيما ستعمم العملية على مختلف الأحياء مستقبلا.
أما بالنسبة للنقطة الثانية التي يوليها المجلس البلدي لمستغانم أهمية، فهي رفع الخناق على حركة المرور، نظرا لموقع بلدية مستغانم الاستراتيجي الهام وطابعها السياحي بامتياز، حيث تستقطب العديد من الزوار والمصطافين في فصل الصيف. وفي هذا الجانب تم تخصيص ميزانية لمخطط المرور الجديد خاصة مع انتهاء أشغال الترامواي ودخوله حيز الخدمة قريبا، فيما سيضمن وجهات جديدة وإصلاح وجهات أخرى، فضلا عن تكثيف الإنارة و تنظيم وخلق نهج رجلية، إلى جانب حظائر ذات طوابق بمساهمة المستثمرين.
وتحدث “مير” مستغانم عن انعاش السياحة تحضيرا لموسم الاصطياف القادم من خلال تهيئة الشواطئ الثلاثة التابعة للبلدية على غرار شاطئ الشليف المعروف “بسوناكتار” وسيدي المجذوب ومطربة. ةهذا بتسخير لجان خاصة للوقوف على تعيين كل النقائص الموجودة لتداركها بتخصيص أغلفة مالية من أجل تهيئتها وجاهزيتها نهاية شهر ماي من السنة الجارية لاستقبال المصطافين في أحسن الظروف.
الاستراتيجية المتبعة في تثمين مداخيل البلدية لتحقيق انتعاش مالي
أشار المسؤول الأول عن الجماعة المحلية إلى موارد التموين المعروفة لدى العام والخاص، والتي تبقى دائما في حاجة إلى تدعيم من طرف الولاية بتوفير مشاريع ذات نفع عام، كما تم تسخير لجان خاصة بجرد كل ممتلكات البلدية وإحصائها ليتم استغلالها فيما بعد.
وفي هذا الشأن، يقول المتحدث، “تم تعيين خبير عقاري في هذا المجال باتصال مع مديرية أملاك الدولة والحفظ العقاري لتحيين سجل الجرد لممتلكات البلدية، بالإضافة إلى الأكشاك والمحلات المستأجرة والمساحات الاشهارية وغيرها من المداخيل التي تعد موردا هاما يمكن من خلاله تدعيم ميزانيتها وتمويل عديد المشاريع. كما تحقق نوعا ما انتعاش مالي يسهل عملية التسيير الحسن للبلدية”.
وفيما يخص المحلات التجارية التابعة للبلدية والمقدرة بأزيد من 450 محل هناك لجنة على مستوى الدائرة، تعمل على إحصاء المحلات غير مستغلة لفسخ العقد ومنح الاستفادة لشباب ناشط من أصحاب حرف ومهن تعود بالفائدة عليه وعلى البلدية. كما تدعمت مؤخرا بـ 10 واقيات شمس لانتظار الحافلات سيتم تركيبها من قبل المصالح الولائية.
67 مدرسة ابتدائية تتطلب متابعة مستمرة
نوه رئيس البلدية بالمسؤولية الكبيرة على عاتق مصالحه للتكفل بـ 67 مدرسة ابتدائية تتطلب الصيانة المستمرة وإعادة تهيئة مع توفير الإطعام والحراسة، فضلا عن قدم أغلب المدارس على مستوى هذه الجماعة المحلية التي تتطلب تهيئة خاصة وأغلفة مالية معتبرة من أجل المحافظة على هندستها وشكلها الذي يعود إلى مراحل تاريخية هامة.
وقال في هذا الشأن: “يوجد حاليا 6 مؤسسات تربوية في طور التهيئة بنسبة 80 في المائة، إضافة إلى المتابعة المستمرة للوقوف على النقائص الموجودة لتداركها قصد تحسين ظروف التمدرس للتلاميذ.
وإلى جانب مسؤولية المدارس، تطرق ولد عابد إلى أولويات أخرى، على غرار مصاريف سونلغاز والإنارة العمومية وغيرها نظرا لكبر البلدية والهيئات الرسمية الموجودة بها.
ملفات عالقة ومشاريع متوقفة بالبلدية
بهذا الخصوص، قال رئيس البلدية: ” لا توجد ملفات عالقة غير الملف القديم الخاص بالمقبرة وهذا المشكل المطروح بعد تشبع مقبرة الرادار، ومنح الوالي عيسى بولحية قرار تخصيص لاستغلال قطعة أرض بسوق الليل بمساحة تقدر بـ 10 هكتار ستحل مشكل الدفن بالنسبة لمستغانم.
وأضاف قائلا: ” لدينا طموحات كبيرة منها مثلا بناء مثلا مركز مؤتمرات لتنظيم معارض الكتاب للفنانين ومعارض تجارية وكلها تدر بمداخيل للبلدية، لكن تتطلب أغلفة مالية وركيزة قانونية تسمح بالتعامل مع المستثمرين مباشرة مع البلدية”.
“سنظم تجار عشوائيين بسوق عين الصفراء”
أكد رئيس البلدية في هذا الخصوص انطلاق عملية تنظيم النشاط التجاري والقضاء على الباعة غير الشرعيين بسوق عين الصفراء مع إمكانية إدماجهم في أماكن مخصصة للنشاط التجاري وإخلاء المسالك المرورية داخل وخارج السوق، حفاظا على صحة وسلامة المواطنين.
وأضاف: ” نعمل أيضا على إعادة الاعتبار للأسواق المغلقة لإعادة تثمينها حيث تم تبليغ المستفيدين لأخذ مواقعهم، وما تبقى من أماكن شاغرة يتم النظر في إمكانية إضافة هؤلاء الباعة العشوائيين ليدمجوا ضمن إطار قانوني بعد عملية تمحيص وتدقيق في الملفات.
“أدعو للارتقاء بحس المواطنة”
دعا رئيس المجلس الشعبي البلدي المواطن المستغانمي إلى أن يرتقي بحسه الوطني والحضري ويتفاعل مع البرنامج المسطر في مجال المحافظة على المحيط والبيئة، الاقتصاد في الاستهلاك وكذا التعاون، لأن مصالح البلدية وحدها لا تكفي لتسيير شؤونها وإنما بتظافر كل الجهود وخص بالقول الجمعيات ولجان الاحياء الذين يبادرون بمشاريع، يعمل المجلس البلدي على تنفيذها، حسب الامكانيات، أو ايصال الانشغال إلى السلطات المخولة لتجسيده.
للإشارة، أنشأت بلدية مستغانم سنة 1963 بموجب المرسوم رقم 189_63 تبلغ مساحتها 50 كيلومتر مربع، ويقدر سكانها ب 167805 ألف نسمة سنة 2021. تملك البلدية 14 ملحة إدارية و45 مساحة لعب إضافة إلى حديقتين عموميتين، يتنوع طابعها الاقتصادي بين فلاحي وصناعي،
مستغانم مدينة سياحية بامتيازن يمتد شريطها الساحلي على طول 124 كلم بمعدل 3 شواطئ، وبها ميناء للصيد وآخر تجاري ومحطة بحرية لنقل المسافرين، من أبرز معالمها التاريخية العرصة وحي تيجديت والدرب العتيق والطبانة وضريح سيدي عبد الله وسيدي سعيد. وبها سوق يومية “عين الصفراء” وصرح ثقافي كبير هو المسرح الجهوي الجيلالي بن عبد الحليم.
