أكد الأمين العام لوزارة الموارد المائية والأمن المائي، طه دربال، من غرداية على ضرورة إشراك جميع الفاعلين والمواطنين في مساعي الاستعمال العقلاني للموارد المائية والمحافظة عليها لتمكين أجيال المستقبل من الاستفادة منها، ومواجهة شح هذه المادة الحيوية، الناتج عن ارتفاع الطلب والاجهاد المائي.
واستعرض دربال رفقة الوالي بوعلام عمراني، والسلطات المحلية أثناء اطلاعه على معرض أقيم بقصر المعارض بمناسبة اليوم العالمي للمياه المصادف لـ 22 مارس من كل سنة، الذي جاء تحت شعار” المياه الجوفية، جعل غير المرئي مرئيا”، الجهود المبذولة لحشد الموارد المائية الجوفية بالمناطق القاحلة والخالية للإستجابة للطلب المتزايد على هذه الثروة الطبيعية ومصدر الحياة، مشيرا في هذا الشأن بأن ولاية غرداية “تشكل نموذجا يتناغم مع الشعار الذي اختير لإحياء هذا اليوم العالمي”.
كما شدّد أثناء طوافه بمختلف أجنحة المعرض، الذي شاركت فيه شركات ومؤسسات ناشطة في قطاع المياه، على أهمية تحسيس الأجيال القادمة حول “واجبها في المشاركة في مسعى المحافظة على الماء من جهة، وتربيتها على ضرورة تبني ونشر السلوكيات الصحيحة فيما يتعلق باستعمالات الماء.
وأضاف أن الاحتفال باليوم العالمي للمياه بغرداية يهدف إلى “دعوة المجتمع المدني والنوادي العلمية بالمؤسسات التربوية وجميع الفاعلين والمواطنين على ترشيد استعمال المياه، وحماية الثروة المائية بتفادي التبذير والاسراف في استغلالها والحفاظ على كل المنشآت والهياكل المتعلقة بالماء، وذلك في إطار عقد اجتماعي تتآزر فيه جهود مصالح الدولة مع المواطن.
ودعا المسؤول ذاته، إلى اعتماد تقنيات عصرية في معالجة وتصفية المياه المستعملة وإعادة استعمالها لأغراض السقي الفلاحي.
ولدى معاينته لجناح الجزائرية للمياه، أوضح دربال أن هذه المؤسسة التي تشكل “واجهة القطاع” تعمل حاليا من أجل تعميم الخدمة العمومية في توفير المياه الصالحة للشرب والتطهير عبر التراب الوطني، وتحسين خدماتها سواء من حيث الكم أو النوعية.
ويتعلق الأمر كذلك بتكثيف الجهود المطلوبة للرفع من مردودية الشبكات ومكافحة التبذير والتسربات والربط العشوائي وتعميم إعادة استخدام المياه المستعملة المعالجة، مؤكدا على مكافحة كل أشكال تبذير المياه، والتسربات من خلال تجنيد الجمعيات ولجان الأحياء ووسائل الاعلام المحلية، وكذا الشركاء والمتعاونين من أجل العمل بفعالية وجماعيا، على مكافحة النقاط السوداء لتسربات المياه، حيث أن اقتصاد كل قطرة ماء يمثل اقتصادا للمال.
وحث الأمين العام لوزارة الموارد المائية والأمن المائي في ختام زيارته مسؤولو القطاع على إرساء قاعدة لثقافة المياه، وتحسيس المواطنون بشكل عام، والأطفال بشكل خاص بضرورة الحفاظ على الموارد المائية واستخدامها بشكل رشيد”.
وقام طه دربال أثناء هذه الزيارة، بإطلاق حملة تشجير بمنطقة “بوشن” بواحات غرداية، قبل أن يتفقد موقع التقسيم التقليدي لمياه السقي بسهل مزاب، والذي يعتبر إحدى المعالم التاريخية البارزة في المنطقة لتطويع الجغرافية الصحراوية.
كما وقف الأمين العام لوزارة الموارد المائية والأمن المائي، على مشروع إعادة الإعتبار لمنشآت “الري التقليدية” التي من بينها حاجز “أحباس” ببلدية العطف، وأشرف على إطلاق أشغال إنجاز بئر عميق بمنطقة النوميرات.