يشكل الحمام الرملي الذي تشتهر به عديد مناطق جنوب الوطن ومن بينها ولاية إن صالح وسيلة علاج تقليدية لبعض الأمراض الصحية، كما يعد من عوامل الترويج السياحي بالمنطقة.
الحمام الرملي، واحد من أقدم طرق العلاج لبعض الأمراض الجسمية التي لا زال عديد المواطنين يعتقدون أنها ذات فوائد صحية متعددة، حيث تستقطب ولاية إن صالح سنويا أعدادا كبيرة من المواطنين الباحثين عن العلاج الطبيعي لبعض الأمراض الجسمانية.
وهو عبارة عن تجويف يتم حفره بالكثبان الرملية بالعرق الرملي يدفن بداخله الشخص المريض بأكوام من الرمال باستثناء الوجه لتمكينه من التنفس, وعادة ما يتم وضع قطعة من القماش مبللة بالماء على الرأس، أو مظلة شمسية للوقاية من أشعة الشمس.
ويحضر مع ذلك الشخص مرافقا يتولى تزويده بمياه الشرب أو العصائر لإطفاء نار العطش، حيث يظل مدفونا بالرمال لمدة ساعتين على الأقل، كما يروي أحد العارفين بأسرار هذا العلاج.
معتقدات..
ويعتقد عديد الأشخاص من ممارسي هذا الطريقة العلاجية التقليدية بإن صالح أن الحمام الرملي يحمل فوائد علاجية متعددة من بينها تنشيط الدورة الدموية، وعلاج آلام الظهر، وعلاج السمنة الزائدة وأيضا بعض الأمراض الجلدية وعرق النساء والتهاب المفاصل وغيرها.
وأوضح الحاج مبارك عريبي، من منطقة البركة ( 10 كلم غرب مدينة إن صالح) التي تشتهر بكثبانها الرملية والذي يعرف بخبرته في الأعشاب الطبية وأيضا في العلاج بالحمام الرملي، أن هذه الطريقة التقليدية تحمل فوائد صحية متعددة لعديد الحالات المرضية.
وأشار في هذا الخصوص أن الحمام الرملي يساهم في تسريع علاج الأشخاص الذين يتعرضون للحوادث ويخضعون للعمليات الجراحية، حيث أن العديد منهم – كما قال- وبعد مغادرتهم المستشفى يتوافدون على الحمام الرملي من أجل تخفيف الآلام وامتصاص الصدمات المتبقية في العظام.
وذكر الحاج عريبي أنه أشرف شخصيا على علاج حالات مرضية عديدة بواسطة الحمام الرملي، مما يدل – حسبه- على أهمية هذا العلاج الطبيعي.
الرمال تطرد الطاقات السلبية
ويرى الدكتور برماكي مصطفى، طبيب عام, أن الحمام الرملي “له فوائد صحية جيدة” بحيث تحتوي الرمال على ذرات طينية لها طاقة إيجابية والتي بدورها تقوم بإخراج كل الطاقات السلبية من الجسم.
كما تحتوي الرمال على عدة معادن من بينها السيريوم، وهو معدن مهم من الجانب الصحي والعلاجي للجسم, حسب المتحدث.
وأكد الدكتور برماكي أيضا على أهمية طلب الاستشارة الطبية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، قبل استعمال الحمام الرملي.
وعلاوة على الفوائد الصحية فإن الحمام الرملي يحمل أيضا مزايا اجتماعية، حيث يعد فضاء للتعارف بين العائلات التي تقبل عليه، وتنسج فيه علاقات اجتماعية على غرار الخطوبة وتحديد مواعيد الزواج، وأيضا التحضير لمناسبات اجتماعية، كما تقول الحاجة حبيتات عائشة من مدينة إن صالح.
وقالن المتحدثة “إن الحمام الرملي يعتبر نقطة تلاقي بين العائلات من مختلف مناطق إن صالح، حيث يتم التعارف بينهن، كما يشكل فضاء لحل المشاكل والخلافات العائلية، حيث يظل الحمام الرملي المتنفس الطبيعي والعلاجي إلى يومنا هذا”.
عامل للترويج السياحي
من جهته، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية بولاية إن صالح، احميدة بن الزاير، أن القطاع يسعى إلى تثمين وترقية الحمام الرملي على مستوى إقليم الولاية، وذلك بالنظر إلى ما يستقطبه من أفواج من الزوار, مما يشكل أحد عوامل الترويج السياحي لهذه الولاية الفتية.
وعلاوة على فوائده وقيمته العلاجية والصحية، كما يعتقد الكثيرين، فإن الحمام الرملي بولاية إن صالح يقدم إضافة جميلة للولاية، التي تتمتع أصلا بقدرات سياحية طبيعية من رمال ذهبية وواحات نخيل ومناظر طبيعية خلابة تستقطب سنويا أعدادا كبيرة من السياح الوطنيين والأجانب من عشاق الطبيعة الصحراوية، حيث تشكل المنطقة معبرا لقوافل السياح المتجهين نحو مناطق الجنوب الكبير.