بذلت السلطات المحلية بالطارف مجهودات كبيرة من أجل محوآثار حرائق الغابات لأوت الماضي في 14 بلدية بهذه الولاية الحدودية حيث تم طي ملف تعويض المتضررين من تلك الحرائق.
قال والي الطارف، حرفوش بن عرعار، في تصريح لوأج بأن مصالح الولاية نجحت في طي ملف تعويض مربي المواشي المتضررين من الحرائق بتسليمهم 195 رأسا من البقر و541 رأسا من الغنم و35 رأسا من الماعز مرفقة بشهادات المراقبة البيطرية.
ووصل عدد المستفيدين من هذه التعويضات إلى 100 مربي منهم قرابة 24 متضررا في شعبة تربية الأبقار، حسب نفس المسؤول الذي أشار إلى أن العملية تمت في “وقت قياسي” تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتعليمات الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، القاضية بالإسراع في تعويض المتضررين من الحرائق وذلك للسماح لهم باستعادة نشاطهم والحفاظ على استقرارهم في مناطقهم.
ومن جهتها، ذكرت مديرة المصالح الفلاحة بالولاية، شناز أميرة زايدي، أن مصالح القطاع قامت بترميم 23 إسطبلا متضررا من تلك الحرائق من أصل 62 والعملية مستمرة لتشمل كافة الإسطبلات التي تعود ملكيتها ل 52 متضررا عبر بلديات الطارف (مركز) والقالة وبوحجار وحمام بني صالح.
واستنادا لذات المسؤولة، مديرية المصالح الفلاحية ستشرع في تعويض الفلاحين المتضررين في شعبة الأشجار المثمرة عبر 14 بلدية بداية من يناير المقبل، مشيرة إلى أن 26 ألف شجيرة مثمرة سيتم غرسها بعد أن أسندت العملية إلى مؤسسة “صفاء بابور لجيجل”.
وأشارت مديرة المصالح الفلاحية إلى تأجيل تعويض أكثر من 179 مربيا للنحل إلى غاية فصل الربيع من السنة المقبلة وذلك لأسباب مناخية وتقنية، مذكرة في هذا السياق أن حرائق الصيف الماضي قد التهمت 3254 خلية نحل مملوءة مشيرة إلى أنه قد تم تعويض 38 نحالا متضررا احترقت خلايا نحلهم الفارغة بمجموع 524 خلية نحل فارغة.
من جانبها، أكدت مديرة السكن بالولاية، سمية عباس، أن السلطات العمومية تمكنت من طي ملف تعويض المتضررين في قطاع السكن الذين أتلفت النيران سكناتهم، حيث تم في هذا الخصوص ترميم وإعادة تأهيل 56 منزلا منهم 6 منازل بقرية ”المالحة” ببلدية القالة وهي العملية التي تكفلت بها المؤسسة الوطنية لإنجاز المشاريع الصناعية المكلفة بإنجاز محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش.
برنامج لتطهير وإعادة تهيئة الغابات المتضررة
أطلقت مصالح محافظة الغابات، كما جاء على لسان مسؤولها، منذر ونادة، عملية لتنظيف 600 هكتار من الغابات المحروقة في حين تم رفع التجميد على عمليتين لتنظيف 4 آلاف هكتار أخرى سيشرع فيها مطلع يناير 2023، موضحا أنه تم منتصف أكتوبر الماضي الشروع في تسجيل عملية تشجير لـ 1.250 هكتارا فيما تم في إطار البرنامج القطاعي الانطلاق في غرس 300 هكتار لإعادة تشجير المساحات الغابية المتلفة.
وأشار محافظ الغابات في ذات السياق إلى تكليف الشركة الوطنية للهندسة الريفية للقيام بتنفيذ برنامج يستهدف غرس أكثر من 1،5 مليون شجيرة ضمن عملية تمتد على مراحل لتجديد الغطاء النباتي الغابي الذي أتلفته النيران.
ولإنجاح عمليات الغرس لاسيما من الجانب التقني، فقد أمضت محافظة الغابات اتفاقيات مع جمعيات محلية مهتمة بالشأن البيئي، بالإضافة إلى تنظيم أيام تكوينية لفائدة رؤسائها بإشراف إطارات المعهد الوطني للأبحاث الغابية بالجزائر العاصمة وذلك بهدف تلقينهم تقنيات وطرق الغرس الصحيحة، وفق ما أفاد به ذات المسؤول الذي ذكر أن حرائق الغابات ليومي 17 و18 أغسطس الماضي تسببت في إتلاف قرابة 6 آلاف هكتار من الغطاء النباتي الغابي.
للتذكير، فبعد مرور عدة أشهر عن تلك الحرائق المهولة التي تسببت في خسائر بشرية وإتلاف آلاف الهكتارات من الحقول والغابات، بدأ المواطنون ينسون تدريجيا تلك المأساة والتركيز على تجديد بساتينهم بعد أن تكفلت الدولة بتعويضهم من جميع النواحي.