أعادت مدينة سكيكدة إحياء العديد من المشاريع، رغم العراقيل، ولعلّ أكبر إنجاز يحسب للولاية، القضاء نهائي على البيوت القصديرية بمدينة 20 أوت، تجسيدا لبرنامج السلطات الرامي إلى تمكين المواطنين من الظفر بسكن لائق خصوصا وأن العديد من المباني المتواجدة بالأحياء القديمة بمدينة سكيكدة، تشكّل خطرا حقيقيا على قاطنيها، خاصة تلك المصنّفة في الخانة الحمراء.
في وقت قريب كانت الأحياء القصديرية تحاصر مدينة سكيكدة، بشكل لافت للانتباه، تنامت هذه السكنات كالفطريات، في السنوات الأخيرة، سيما بحي لوزاط، حي المقبرة المسيحية، الماتش، بوعباز، بن حورية وسط المدينة، لاسيسال، الزفزاف، ومعظم العائلات التي كانت تشغل هذه الأحياء النازحة خلال سنوات الجمر، لكنها رفضت العودة رغم استتباب الأمن.
فقد تمكنت السلطات الولائية من إزالة رداء الصفيح، بعد عدة عمليات لإعادة إسكان سكان أحياء قصديرية، كانت تنتشر بمدينة سكيكدة، بتوزيع 3536 وحدة سكنية، من مختلف الصيغ، حيث أكدت والي سكيكدة، أن هذه العملية «خير دليل على الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية، في مجال السكن، والتي تتجسّد في نقلة نوعية بهدف تحسين معيشة العائلات، بالمناطق الحضرية والريفية، وكذا القضاء على معظم نقاط السكن القصديري».
وأوضحت، أنه تمّ القضاء نهائيا على الحي القصديري بوعباز، الذي يعد أقدم الأحياء القصديرية الموروثة عن العهدة الاستعمارية بولاية سكيكدة، جاء ذلك بعد إعادة إسكان 1809 عائلة بسكنات جديدة، لائقة بكرامة المواطن، وتليق بالجزائر الجديدة، وأشارت إلى أن هذه الأحياء الجديدة، تتوفر على كل الظروف الضرورية للمعيشة.
وعرفت مدينة سكيكدة التي كانت تتوسّط عدة أحياء قصديرية، عديد عمليات إعادة الإسكان، بإزالة حي «الماتش» القصديري الشهير بجنوب المدينة، وحي بحيرة الطيور القصديري، المتاخم لمستشفى عبد الرزاق بوحارة.
وأخيرا «تجمع» للأحياء القصديرية، بهضبة بوعباز التي كانت نقطة سوداء على مرّ السنين، ليتمّ القضاء على كل جيوب القصدير، كحي لوزاث، المنطقة الصناعية، وباقي البوت الصفيح المنتشرة هنا وهناك، وبذلك تتخلى مدينة التاريخ عن رداء الصفيح الذي لازمها طويلا.
واستفادت 131 عائلة من حي «المشتة» القصديري وسط بلدية سيدي مزغيش، من سكنات جديدة، في إطار القضاء على السكن الهش، تنفيذا لرزنامة توزيع السكنات العمومية الإيجارية الموجهة لامتصاص السكن الهش، في عملية إعادة الإسكان بالمشروع السكني 60 مسكن المحاذي لمقر دائرة سيدي مزغيش، ومشروع 90 مسكن المتواجد بالقرب من الحي السكني «عدل»، وتمت عملية الترحيل وسط فرحة كبيرة، واعتبرت أكبر عملية إسكان بهذه البلدية، وإزالة الحي القصديري.
كما تمّ إزالة الحي القصديري» لقواطة « ببلدية السبت، وترحيل قاطنيه نحو سكناتهم الجديدة، على مستوى المشروع السكني «40+40» مسكن بحي «القبية» بذات البلدية.