شكّلت شعبة الإبل وعلاقتها بالبحث العلمي والتنمية الاقتصادية محور ملتقى دولي احتضنه المركز الجامعي علي كافي بتندوف، اليوم الثلاثاء، بمشاركة أساتذة ومختصين من الجزائر، الصحراء الغربية، موريتانيا، قطر وإيطاليا.
تناول الملتقى بالدراسة والتحليل سبل تأهيل الإبل ومنتجاتها لاقتصاد سيادي متنوع، وواقع الشعبة في إطار تنمية المناطق الصحراوية، كما خصّصت مداخلة للحديث عن مخط تبع الإبل في الصحراء الكبرى باستخدام الأبراج الهوائية.
وحضر الملتقى وزير الفلاحة والتنمية الريفية الأسبق، رشيد بن عيسى، وعضو المجلس التنموي للاتحادية الوطنية المُنمّين بالجمهورية الاسلامية الموريتانية، شيخاني محمد.
الملتقى الدولي حول “شعبة الإبل بين البحث العلمي والتنمية الاقتصادية” الذي حظي برعاية سامية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وبإشراف من والي تندوف كان فرصة كذلك للحديث عن كل ما يتعلق بهذه الثروة الحيوانية، من خلال تشخيص بعض الأمراض التي تهدد الإبل ودراسة مكونات لحومها، وصولاً الى أهمية دراسة الجينوم عند الإبل ومواصفات إبل سباقات الهجن السودانية.
تشكل الإبل عنصراً هاماً في المجتمعات الصحراوية بكل تفاصيلها تاريخياً، اقتصادياً وثقافياً، ما دفع بالجمعية الوطنية لتنظيم سباقات الهجن بالشراكة مع الغرفة الفلاحية لولاية تندوف والمركز الجامعي علي كافي الى تنظيم هذا الملتقى الدولي الثاني من نوعه على المستوى الوطني بعد الملتقى الدولي الذي عقد بولاية ورقلة سنة 1988.
تطرق المتدخلون عبر ثلاث محاور أساسية الى بعض الإشكاليات المتعلقة بشعبة الإبل، من خلال البحث عن سبل جعل هذه الشعبة رافعة قوية لتحقيق اقتصاد محلي، ومدى إمكانية الانتقال بها من البحث الاكاديمي النظري الى البحث الميداني.
الإبل بتندوف.. من رمال الصحراء الى مقاعد الجامعة
الملتقى الدولي حول شعبة الإبل شكّل نقطة تحول مهمة في مسار هذه الشعبة، من خلال الانتقال بها من مستوى الحدث الاجتماعي الشعبي الى مستوى البحث العلمي، ومن مستواها النظري الى الميداني الذي عزّزه انخراط الجامعة في هذا المسعى.
كشف رشيد بن عيسى أن أغلب ما كُتب عن الإبل من دراسات وبحوث خلال ثمينينات القرن الماضي، شكّلت إبل الجزائر سواده الأعظم ما دفع بقطاع الفلاحة يومها الى البحث أكثر والتعمق في فهم سبب الاهتمام الغربي غير الطبيعي بدراسة إبل الجزائر.
وأكد الوزير الأسبق في مداخلته أن سلالة الإبل الموجودة في الجزائر تعد من أجود السلالات على مستوى العالم، هذه النقطة –يضيف بن عيسى- شكّلت منطلقاً لدراسات وطنية محلية حول الإبل، أفضت الى تنظيم أول لقاء بولاية أدرار سنة 1986 بحضور 80 شخصية وطنية تحضيراً لملتقى دولي عُقد بولاية ورقلة شهر فيفري سنة 1988.
وأعرب وزير الفلاحة الأسبق عن دهشته أنداك للحضور المكثف من الدول الغربية لأشغال الملتقى الدولي الأول حول الإبل، واهتمامهم البالغ بدراستها ومعرفة سبب مقدرتها على تحمل الجوع والعطش والظروف المناخية الصعبة.
وأضاف بن عيسى أن الدراسات التي أجرتها الدول الغربية عن الإبل كانت على علاقة مباشرة بحرب الخليج الثانية، من خلال بحث هذه الدول عن أسباب تمنح جنودها المقدرة على تحمل العطش وتحمل ظروف الخليج القاسية.
وعرّج المتحدث للحديث عن التنمية المستدامة من خلال الدعوة الى التركيز على اقتصاد المعرفة بشقيها المقننة الأكاديمية والضمنية الشعبية، داعياً الى ربطهما من أجل الوصول الى تنمية المناطق الصحراوية تنمية حقيقية، مع ضرورة النظر الى هذه المناطق من منظور كونها “كياناً متكاملاً” ترافقها خطة مهيكِلة لتنمية مستدامة تضمن المحافظة على كل الثروات التي تزخر بها صحراؤنا من واحات وزراعات وثروة حيوانية.