شهدت “بورصة” الخضر بأسواق مختلف ولايات الوطن، ارتفاعا، في الآونة الأخيرة، لاسيما بالنسبة لسعر البصل الأحمر الذي بلغت قيمته 180 دج للكلغ الواحد، بأسواق التجزئة بتراب ولاية معسكر التي تعتبر ولاية فلاحية بامتياز، مصنفة في الريادة الوطنية لإنتاج البصل.
يتوقّع المسؤولون على قطاع الفلاحة وتموين الأسواق، أن تعرف أسعار البصل تراجعا نسبيا، في الأيام المقبلة، استعدادا لشهر رمضان الكريم، بعد أن قرّرت مصالح قطاع الفلاحة بالتنسيق مع مصالح التجارة، ضخّ أزيد من 23 ألف قنطار من مخزون مادة البصل في السوق المحلية، عملا منها على تحقيق وفرة البصل الجاف وتخفيض أسعاره، تلبية لجزء من احتياجات المواطن، من هذه المنتج الفلاحي الواسع الاستهلاك محليا- مقارنة بالبصل الأخضر.
وأرجع رئيس المجلس المهني لشعبة البصل لمعسكر، محمد بوجبهة، أسباب ارتفاع أسعار المنتج، إلى ارتفاع الطلب عليه، في وقت لم يعرف الموسم الفلاحي الماضي، إنتاجا كبيرا للبصل، وذلك نتيجة الخسائر التي تكبّدها الفلاحون على مدار 4 مواسم متلاحقة، الأمر الذي أرغمهم على التخلي عن زراعة البصل الجاف، خاصة الفلاحين الصغار، الذين يعتبرون عماد الإنتاج الفلاحي، ويحتاج نشاطهم إلى الدعم والتشجيع، من حيث توفير المياه والأسمدة، مشيرا أن مردودية إنتاج البصل في حملة الجني الأخيرة – سبتمبر 2022 – تراجعت كثيرا بسبب مرض فطري أصاب المنتج، في وقت لم يستعد منتج البصل إلى مواجهة ذلك، بسبب غلاء الأسمدة.
وأوضح نفس المتحدث، أن الوضع الحالي يحتّم على الجهات الوصية، إدراج منتجي البصل لولاية معسكر، ضمن برنامج ضبط المنتوجات الفلاحية، لحماية المنتوج من الكساد أو المضاربة وبالتالي حماية المستهلك وضمان وفرة المنتج، بما أن أغلب الأسواق الوطنية تعتمد على الإنتاج المحلي من البصل، موضحا أن حملة جني البصل الجاف بمعسكر، تبدأ في أواخر موسم الصيف وتليها مرحلة تخزينه مباشرة شهر سبتمبر، الأمر الذي لا يتيح إدخال منتوج الولاية ضمن برنامج “سيربالاك”، الذي يبدأ في شهر نوفمبر، على حدّ تصريح رئيس المجلس المهني لشعبة البصل.