استحدثت مديرية النقل ببومرداس خطوط نقل ريفية جديدة، وسهّلت من اجراءات الحصول على الرخص، لفك العزلة على المناطق النائية.
وضعت مديرية النقل لولاية بومرداس خطوطا جديدة للاستغلال تحت تصرف المتعاملين والراغبين في الحصول على رخصة لضمان نقل الأشخاص بهذه المناطق النائية، استجابة لحجم الطلب وضعف الشبكة بهذه البلديات التي تبقى خارج التغطية بهذه الوسيلة الحيوية، وهي ليست المرة الأولى التي تبادر المديرية إلى هذا النوع من التراخيص نظرا لعزوف الناشطين على تغطية الكثير من المناطق تحت ذريعة نقص المردودية.
تشكل أزمة المواصلات وغياب التوازن بين البلديات من حيث الخطوط المستغلة، أحد أهم الإشكالات التي لا يزال يعاني منها قطاع النقل بولاية بومرداس، وتعرف بعض المناطق والمدن الرئيسية تشبعا في الخطوط الداخلية الريفية وما بين البلديات، وأخرى تعاني أزمة خانقة الى درجة غياب خط مباشر أو اقتصاره على موعد واحد. مثلما يعاني سكان خميس الخشنة التي تفتقد لخطوط مباشرة بينها وبين عاصمة الولاية، حيث يضطر المواطنون الى التنقل بين محطات رويبة، رغاية، وبودواو للوصول الى وجهتهم بالأخص بالنسبة للعمال والموظفين، في حين تبقى أطراف البلدية الواسعة تعاني أزمة كبيرة لاسباب عديدةـ أهمها عزوف الناقلين ومشكل تهيئة الطرقات.
وبهدف تخفيف حدة معاناة المسافرين بهذه الأجزاء النائية المصنفة ضمن مناطق الظل، وسعت مديرية النقل من عدد الخطوط لتدعيم الشبكة الحالية، حيث ضمت القائمة الجديدة من الخطوط المرخصة للاستغلال عدد من الدوائر والبلديات التي تعاني فعلا من أزمة النقل منها أحياء وقرى دائرة خميس الخشنة كخط المزارعة أولاد موسى، المويلحة، أولاد علي، الأربعطاش الخروبة، وقرى وأحياء دائرة الثنية كتولموت تيجلابين، بني عمران، قرية بني اعراب الثنية، وغيرها من القرى المعزولة.
كما شملت الرخص الجديدة قرى دائرة بغلية وتضم تازروت، واد الأربعاء بلدية سيدي داود، وأيضا قرى شرابة، أولاد حميدة والخط الرابط بين قرية مازر ببلدية تاورقة، وخط بلدية اولاد عيسى النائية مركز الدائرة. في حين ضمّت الخطوط البلدية والريفية لدائرة يسر كل من خط جعونة، أولاد سيدي عمارة، أولاد بودخان، غمراسة، وأخرى باتجاه بلدية شعبة العامر تضم قرى أولاد علي، أولاد سعيد، قرية بني ابراهيم وغيرها من التجمعات السكنية النائية.
أما بدائرة برج منايل فقد ضمت قائمة الخطوط الجدية قرى واد الأربعاء، العرجة، الغيشاء، حي بوصبع، وعدد آخر من الخطوط الريفية التي تربط قرى دائرة دلس أهمها قرية مشاشكة مركز بلدية اعفير الذي ظل مطلب السكان لسنوات، اضافة إلى قرية الماومان اعبادة النائيتين، وخط قرى المزوج، مشار ، ودار رابح باتجاه عاصمة الدائرة.
لكن أهم اشكال يبقى يواجه تطبيق المخطط هو مدى استجابة المتعاملين وأصحاب المركبات لاستغلال هذه الخطوط الريفية التي كانت أغلبها مفتوحة وتحت تصرف الراغبين في ذلك، تحت حجة ضعف المردودية، مع العلم أن مديرية النقل قدمت تسهيلات في ملف طلب الرخصة لا يتعدى طلب خطي ونسخة من السجل التجاري.
وطالب عدد من المنتخبين ورؤساء البلديات المعنية منها رئيس بلدية اعفير مديرية النقل بضرورة إيجاد طريقة أخرى تلزم الناشطين الحاليين الذين يستغلون أكثر من حافلة للتكفل بهذه الخطوط المعزولة استجابة لانشغالات المواطنين بمناطق الظل. وعدم التحجج بغياب طلبات استغلال، نظرا لضعف قدرات وإمكانيات الجماعات المحلية في توفير حافلات النقل وعدم التخصص، في حين تعرف بعض الخطوط التي تربط الأحياء الكبرى والمدن بعاصمة الولاية تشبعا كبيرا، دون الحديث عن حالة الفوضى وتداخل المواقيت.
من جهة أخرى، تصاعدت مطالب المواطنين والمسافرين الذين يقصدون مركز الولاية من البلديات الداخلية لدوائر، يسر برج منايل، الناصرية ودلس بضرورة توسيع خطوط عمل حافلات مؤسسة النقل الحضري الذي يبقى يدور في فلك بلديات دائرتي بومرداس وبودواو، من أجل فك العزلة على أجزاء هامة من الولاية ومواجهة كارثة النقل وأزمته المستثمرة. بالإضافة إلى وضع حد لهيمنة وتغوّل أصحاب المركبات الخواص الذين خرجوا عن سيطرة مديرية النقل الى درجة التدخل في منع منح تراخيص جديدة لاستغلال خطوط حيوية ذات مردودية كبيرة، مثلما صرّحت به بعض المصادر من مديرية النقل.