أيام قليله ونودع الشهر الفضيل، شهر تميّز بالاجتهاد فى الأعمال الخيرية والإنسانية، والأنشطة التطوعية التي سطرتها عاصمة الغرب الجزائري، وهران من أجل النهوض بثقافة التضامن والتكافل.
المدينة العريقة، وهران، رفعت السقف عاليا لإبراز صورة مشرفة للولاية وسكانها في مجال التكاثف والتعاون والتآزر، تماشيا مع القيم التضامنية الاجتماعية، وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
مدير النشاط الاجتماعي بولاية وهران فضالة محمد أمزيان:
العمل التضامني بالولاية… ايجابي
في ضوء ذلك، اعتبر مدير النشاط الاجتماعي، فضالة محمد أمزيان، أن “العمل التضامني بالولاية، كان إيجابيا، فيما يخص هذه السنة”، مثمنا في الوقت نفسه مجهودات المحسنين من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف والهلال الأحمر الجزائري، وغيرهم من مؤسسات الدولة والمجتمع.
وأكد فضالة في تصريح لـ”الشعب أون لاين” استفادة أكثر من 76 ألف عائلة من المنحة التضامنية لشهر رمضان، والمقدرة بـ 10000 دج، صبت في حسابهم الجاري أسبوع قبل رمضان، بالإضافة إلى 28 ألف قفة، تم توزيعها على الفئات التي لم تستفد من المنحة.
واستنادا إلى الإحصائيات المضبوطة إلى غاية 26 رمضان الموافق لـ8 مايو، فقد ناهز عدد مطاعم الإفطار 95 مطعما، يشرف على تأطيرها زهاء 2240 عامل، تمكن من تقديم 399 ألف و146 وجبة، إضافة إلى 303 ألف و709 وجبة محمولة، وذلك من أصل 100 مطعما، عاينته اللجنة الولائية المكلفة بالمراقبة، ومنح التراخيص.
رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية بوخماشة المخفي:
المسجد قوة دافعة لجهود الدولة
من جانبه، أشاد رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية، بوخماشة المخفي بالدور العظيم للمؤسسة المسجدية في حياة المجتمع، موضحا أن “المسجد، أصبح يؤدي دورا شعائريا، تربويا، تعليميا، اجتماعيا، تضامنيا وغيرها من المهام الأخرى المتعددة الأوجه…”
وفي هذا السياق، نوه “بوخماشة” بدور الإمام في المجتمع، الذي تعددت أدواره على مستوى التضامن، كقوة دافعة في الجهود المبذولة من قبل مؤسسات الدولة في سبيل محاربة الفقر والحاجة، خاصة في الشهر الفضيل، وأشار إلى فتح 15 مطعما، يقدم 4 ألاف وجبة يوميا.
واستنادا إلى المصدر ذاته، قدّم 45 مسجدا 52 ألف و492 وجبة محمولة للفقراء والمساكين وبعض المحتاجين، إضافة إلى 13 ألف طرد غذائي و 23 ألف و639 وجبة على الطاولة لفائدة العمال وعابري السبيل والفقراء، وذلك إلى غاية اليوم 26 من رمضان المبارك.
كما أعلن رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية عن توزيع 4044 بدلة عيد، خصص الشطر الأكبر لليتامى عبر مختلف البلديات المشكلة للولاية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن ” أغلب المساعدات، أخذت في أغلبها طابعا نقديا، تماشيا مع سياسة الدولة في حفظ كرامة الفقير…”
أموال الزكاة تتراجع بنسبة 50%
وتطرق من جانب آخر إلى الحصيلة الجديدة لأموال الزكاة، والتي تراجعت_ حسبه دائما_ بنسبة وصلت إلى 50% رمضان الجاري؛ حيث انخفضت من حوالي مليارين إلى أقل من مليار سنتيم، جراء الآثار الاقتصادية التي تسبب فيها الوباء.
واعتبر بوخماشة المخفي أن “الرقم ضئيل ومتواضع، مقارنة بعدد الفقراء والفئات المعوزة بالولاية، والتي استفادت منها زهاء 1000 عائلة فقط، بقيمة تتراوح بين 7 آلاف و10 آلاف دج للعائلة الواحدة.
الأمين الولائي لمكتب الهلال الأحمر بوهران، ابن موسى العربي:
المساعدات الانسانية لم تتوقف رغم تراجع الدعم
وهو ما أكده أيضا الأمين الولائي لمكتب الهلال الأحمر بوهران، بن موسى العربي الذي تطرق في تصريح للشعب اونلاين، إلى تراجع عدد المحسنين والمتبرعين، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، منذ بداية تفشي الوباء.
وأكّد أنه “غم ذلك، لم تتوقف العمليات التضامنية التي يرعاها الهلال الأحمر الجزائري، الذي جند نشاطاته للمساهمة في توفير المواد الغذائية الأساسية، والوجبات الساخنة، ناهيك عن حملات الختان الجماعي وتوزيع كسوات العيد، وذلك بفضل الجهود الحثيثة لأعضاء هذه المنظمة الإنسانية، وإرادتهم القوية”.
ويرى محدثنا، أن “الشهر الفضيل، فرصة سانحة لجميع الجمعيات، وفعاليات المجتمع المدني، من أجل تعزيز قدراتهم وتنفيذ برامجهم ومشاريعهم الخيرية التضامنية لفائدة الأشخاص المعوزين وغير المقتدرين ماديا، لاسيما خلال الفترة الحالية، المشحونة بالأزمات التي رفعت مؤشرات الفقر.”
سوق الجملة للخضر والفواكه يساهم بأكثر من 400 طن من الخضر والفواكه
كما وقفت الشعب “أون لاين” على العملية التضامنية التي دأب على تنظيمها سوق الجملة للخضر الفواكه، الكائن مقره ببلدية الكرمة، منذ سنة 2018 لفائدة الجمعيات الحاملة لرخص الإطعام، وذلك من خلال توفير مختلف أنواع الخضر والفواكه مجانا خلال الشهر الفضيل.
وقد ناهز عدد الجمعيات والجماعات المستفيدة من هذا الدعم الذي يقدم كل يوم ثلاثاء من شهر رمضان، نحو 115 جمعية، لترتفع بذلك الكمية الكلية المتبرع بها إلى 400 طن من الخضر والفواكه، حسبما علم لدى مدير المؤسسة العمومية لتسيير هذه السوق، عبد الحق بوسعادة.
وأوضح بوسعادة أن “هذه العملية لا تقتصر على يوم واحد، وتظل سارية المفعول طيلة أيام رمضان، بغية تقديم أكبر قدر من المواد الفلاحية الأساسية في تحضير الطرود المحمولة ووجبات الإفطار بمطاعم الرحمة، المنتشرة عبر إقليم الولاية، في ظل ارتفاع أسعارها .
جمعية الأمل الفن والأصالة … نموذج رائد في العمل الخيري
ومن أهم الجمعيات، التي ساهمت بشكل فعال في الأعمال التضامنية والإنسانية، جمعية الأمل الفن والأصالة، وهذا من خلال تقديم المساعدات العينية والوجبات الساخنة، بالإضافة إلى توزيع ملابس العيد، وكذا تنظيم عمليات الختان وزيارات لمستشفى الحاسي لأمراض السرطان، وغيرها من المبادرات المنفردة، وأخرى بالتعاون الوثيق مع منظمة التضامن الفكري والاجتماعي.
وقد رافق الموقع هذه الجمعية التي ترأسها رقيبة كريمة في نقل الوجبات الساخنة إلى مؤسسة الأمراض النفسية و العقلية بسيدي الشحمي، حيث استفاد العشرات من مرضاها من الأكلات التقليدية المتنوعة، وذلك نزولا عند طلب هذه الفئة.
وجمعية رواد السباحة ترفع الرهان
وفي الختام، أشادت رئيسة جمعية رواد السباحة، نافع خديجة بمختلف المبادرة التضامنية ذات القيم الإنسانية العالية، لما حققته من أهداف ومبادئ، موجهة رسالة إلى المحسنين لاغتنام الفرصة، والالتزام بهذه الرسالة إلى ما بعد الشهر الفضيل.
وأكدت رئيسة هذه المؤسسة التي دخلت النسيج الجمعوي، مؤخرا، أنها ستسعى جاهدة من أجل تعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة لدى أعضاء الجمعية المتخصصة في المجال الرياضي، وذلك بهدف تنويع نشاطاتها، ومواكبة مختلف المناسبات ومجالات الحياة، من أجل خدمة الصالح العام أولا وأخيرا.