تعود الحركية إلى شوارع غرداية ليلا خلال الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل، بعد أن أجبر الحجر الصحي سكان غرداية على التزام ببيوتهم خلال رمضان السنة الماضية بسبب جائحة كورونا. ليرفع الستار بحذر على ذلك الضجيج الذي تعرفه أزقة ومحلات بيع الملابس في مثل هذه المناسبة، لتتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل.
استرجعت المحلات التجارية حيويتها ليلا، خصوصا تلك المتعلقة بالألبسة والحلويات بعد الحركية التي صنعتها العائلات من مختلف الأعمار والفئات التي تجوب شوارع غرداية، طوابير من السيارات والدراجات النارية إختار أصحابها قضاء سهراتهم الرمضانية في المقاهي أو في المساحات الخضراء على قلتها كملتقى الوئام ببونورة، خصوصا مع الانتشار المكثف لدوريات الأمن التي تسهر على راحة وطمأنينة المواطنين.
تختلف مقاصد السكان بين من يختار المقاهي، وبين من يفضل الجلوس على العشب الطبيعي في ساحة الوئام، وفئة ثالثة تقصد المحلات التجارية التي تعرف منذ بداية العد التنازلي لحلول عيد الفطر السعيد، توافدا كبيرا للعائلات مرفوقين بأولادهم من أجل اقتناء كسوة العيد، حيث لا يكاد محل واحد من الزبائن، الذين يفضلون التنقل إليها بعد الإفطار، وآخرون بعد الانتهاء من صلاة التراويح، تفاديا للتنقل صباحا لارتفاع حرارة الشمس وتخوفا من مشقة الصيام.
وحسب بعض المواطنين ممن التقينا بهم فإن أسعار الملابس الخاصة بالأطفال تعرفا التهابا جنونيا، بالمقارنة مع السنوات الفارطة، ويقول “حسام الدين” لا خيار أمامنا سوى شراءها تلبية لرغبات ومتطلبات الأبناء، خصوصا في مثل هذه المناسبات. رغم أن الكثير منهم يضيف محدثنا “يقفون عاجزين أمام شراء ألبسة لثلاثة أو أربعة أبناء، فغلاء الأسعار هذه السنة رهيب جدا” متسائلا كيف للطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل كسوة أبنائهم.
تركنا حسام الدين مع صراخ أحد أبنائه يريد شراء أحد الأحذية الغالية الثمن، وانتقلنا إلى الجهة المقابلة من المحلات أين وجدنا بعض العائلات وجهتها الخاصة محلات ببيع لوازم صنع حلويات العيد التي تعرف رواجا كبيرا للنساء على وجه الخصوص اللائي يقمن ببيع منتجاتها للمحلات المجاورة أو البيع عن طريق الأنترنت.. حيث أكدت السيدة “حليمة” أن الطلب يكثر على الحلويات الحديثة بالمقارنة مع التقليدية تشاراك، الطابع… مما يستلزم عليها شراء المكسرات كالجوز واللوز، وفي أحيان أخرى “الفول السوداني”، إلى جانب العسل والشكولاطة ذات النوعية الفاخرة.
حركية دؤوبة يصنعها السكان خلال سهرات العشر الأواخر من الشهر الفضيل، كل ومبتغاه حيث أن هناك فئة من الشباب تستهويه الأنشطة الرياضية خصوصا الساحرة المستديرة التي تستقطب اعدادا كبيرة من الشباب لاعبين ومتفرجين، وآخرون يتجولون في المدينة وبين المحلات التجارية للابتعاد من روتين يوم كامل في العمل أو داخل القصور والأحياء السكنية يقول “كمال” فضلا للاستمتاع بالليالي الأخيرة التي لها طعم خاص، والتي غابت السنة الماضية بسبب الوباء، لتعود هذه السنة بإقبال كبير من العائلات والشباب.