احتضنت مكتبة كلية علوم المهندس لجامعة بومرداس، فعاليات الملتقى الوطني الافتراضي، حول سبل وآليات ترقية السياحة الداخلية في الجزائر في ظل المنافسة، في غياب شبه تام للفاعلين في القطاع، والاقتصار على مداخلات نظرية لعدد من الأساتذة الحضور.
كراسي شاغرة بملتقى ترقية السياحة الداخلية
تأسفت رئيسة الملتقى، سهام بجاوية في حديثها لـ”التنمية المحلية”، “لغياب الفاعلين في قطاع السياحة، المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين، وممثلين عن 54 وكالة سياحية، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية للبلديات الساحلية، بهدف إثراء اللقاء وتقديم المقترحات والانشغالات حول واقع السياحة بالولاية”.
في حين اكتفت هيئات ومديريات محلية هامة وعلى علاقة مباشرة بالقطاع بتقديم بعض المعطيات والاحصائيات حول واقع السياحة الداخلية، منها ولاية بومرداس.
وأضافت رئيسة الملتقى أن أغلب الاحصائيات تفتقد للتحيين على غرار مشاريع قطاع السياحة، وواقع المعالم الأثرية التي قدمت من قبل متدخلين من مديريتي السياحة والثقافة.
الترويج للسياحة الداخلية وتطهير العقار السياحي
وأجمع الأساتذة الباحثين المتدخلين في أشغال اليوم الأول “على أهمية التوجه نحو تفعيل السياحة الداخلية، والترويج لمختلف الوجهات الوطنية الهامة، بهدف تثمين القطاع اقتصاديا كبديل للمحروقات”، مع ضرورة “نشر الثقافة السياحية بين المواطنين، ومرافقة المستثمرين وحاملي المشاريع السياحية لدى الشباب الجامعي، لتجسيد أهداف المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية في مرحلته الثالثة 2015 إلى غاية 2025.
وركزت الباحثة مسدوري دليلة من جامعة بومرداس على بعض المؤشرات الخاصة بقياس نشاط السياحة الداخلية، ضاربة مثال عن السياحة الصحراوية، حيث كشفت “أن 80 بالمائة من السياح القاصدين الوجهة الجنوبية هم أجانب”، مرجعة أسباب عزوف الجزائريين “لمشكل غلاء الأسعار في المؤسسات الفندقية قد تصل إلى 3 ملايين سنتيم لليلة واحدة، وغلاء تذاكر النقل، ونوعية الخدمات”.
دعا الأستاذ كمال حوشين “إلى أهمية تطهير العقار الصناعي الموجه للاستثمار السياحي، وتحيين المنظومة التشريعية، وإعطائه هوية قانونية من أجل تشجيع المستثمرين على تجسيد مشاريعهم والحصول على ضمانات كافية، مع تغيير الذهنيات التي تعتبر عقبة أساسية”.
380 ألف حرفي ينشطون على المستوى الوطني ولكن..
من جهته، قدّم مدير غرفة الصناعة التقليدية لبومرداس سعدي ايت زروقي في مداخلته، عدة مؤشرات حول أهمية ادماج الصناعات التقليدية كرافد أساسي لدعم القطاع، معتبرا “أن 380 ألف حرفي ينشطون على المستوى الوطني بمجموع مليون منصب شغل، لكن بدون فعالية واستغلال أمثل لهذه القدرات لتنشيط السياحة الوطنية”.
دعا أيضا إلى “أهمية استغلال منتجات الصناعة التقليدية التي يقدمها الحرفيون، عن طريق فتح فضاءات للتسويق على مستوى الفنادق والمركبات السياحية، فتح ورشات حية لجلب السياح، وتشجيع الاعياد والتظاهرات المحلية لتشجيع السياحة الداخلية”. مع تقديم عدة مقترحات من قبل الحضور لإعادة تنشيط قطاع السياحة الوطنية والداخلية بصفة خاصة، لدعم الاقتصاد الوطني وتقديمه كبديل للمحروقات، والاهتمام أكثر بالأقطاب السياحية الوطنية الكبرى، عن طريق الترويج الإعلامي وترقية مستوى الخدمات.