يعيش سكان مشاتي حجر الجير والرمل ولافية التابعة إداريا لبلدية بلخير بولاية قالمة، واقعا معيشيا متدهورا منذ عدة سنوات بسبب النقص الكبير في متطلبات الحياة، واقع أصبح يؤرقهم يوما بعد يوم، إذ تعرف المنطقة غيابا في التنمية المحلية وعرقلة قاتلة لكل ما من شأنه الإسهام في تطويرها.
لم يستطع الرؤساء الذين توافدوا على البلدية تغيير الواقع المرير حسب شهادات السكان، فرغم تضاعف عدد المقيمين بها إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ إجراءات استعجالية من أجل برمجة بهذه المشاتي أية مشاريع تنموية والتي من شأنها رفع الغبن عنهم..
سكان المنطقة في تصريحهم ل”الشعب” عبروا عن استيائهم الكبير من النقائص التي أثرت بشكل سلبي على حياتهم، بسبب تردي الوضع التي يعانون منها لسنوات طويلة، خاصة ماتعلق بغياب التهيئة العمرانية وكذا المرافق الضرورية للعيش الكريم.
طرقات القرية غير معبدة… والدخول إليها أضحى صعبا.
يشكو سكان مشاتي” حجر الجير” الرمل” والافية”من انعدام التهيئة داخل القرى، التي تتحول إلى برك مائية وأوحال كلما تساقطت قطرات قليلة من الأمطار، السكان يضطرون لإنتعال أحذية مطاطية أو وضع الأكياس البلاستيكية تفاديا لتسرب المياه داخل أحذيتهم أثناء سقوط الأمطار، كما يقوم البعض الآخر بجلب كميات من الحجارة أو الرمل ذات النوعية الخشنة ووضعه أمام الأبواب والأزقة قصد تسهيل عملية التنقل إلى الطريق الرئيس الذي يربط القرية بالبلدية، كما يعاني السكان من غياب قنوات صرف مياه الأمطار، حيث يضطرون إلى استعمال الطرق التقليدية في صرف مياه الأمطار التي تغزو القرية وتسبب الذعر في نفوس سكانها مخافة أن تغمر المياه منازلهم…
وعلى صعيد آخر، اشتكى محدثونا من سوء حالة الطريق الرابط بين المشاتي والبلدية التي توجد في وضع كارثي، إذ بمجرد سقوط قطرات قليلة من الأمطار تتحول إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل المشي فيها…
في 2021.. مواطنون بلا مياه ولا كهرباء..
لا يزال سكان مشاتي “حجر الجير” الرمل” ولافية”، يعيشون حياة بدائية عنوانها “المشقة” جراء حرمانهم من أبسط المشاريع التنموية، بسبب التهميش المفروض من قبل المسؤولين على المنطقة منذ الاستقلال، يضاف إلى ذلك العزلة التي فرضتها عليهم الطبيعة بتضاريسها الصعبة، والتي زادت من معاناة السكان، و رغم ذلك فضل هؤلاء مواجهة الصعاب من أجل المكوث بقراهم وخدمة أراضيهم بدلا من النزوح.
في تصريح ل “التنمية المحلية ” عبر أحد سكان “مشتة الرمل” ،أنهم يعانون من عدم توفير الماء الشروب واستغربوا حرمانهم من هذا العنصر الحيوي من دون الحديث عن مشكل غياب التكفل الصحي، ولعل المشاكل التي يعاني منها سكان هذه المنطقة، لا تتوقف عند هذا الحد بل تتعدى إلى افتقار الاحياء للإنارة العمومية ووسائل النقل، الأمر الذي جعلهم يعانون في التنقل خاصة التلاميذ المتمدرسين، حيث نجد كما هائلا من السكان ينتظرون مرور المواصلات لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة والامطار، بسبب انعدام أماكن مخصصة للاحتماء فيها…
من جهة أخرى اشتكى قاطنو قرية” مشتة الرمل” من غياب مختلف ضروريات الحياة، و قال أحد السكان بأن عشرات العائلات تواجه متاعب بسبب النقص الفادح في المرافق الضرورية، منها ضعف الخدمات الصحية، و أكدوا على أن معاناتهم مع هذه المشاكل تمتد لسنوات طويلة، و أضافوا بأنه ورغم الشكاوى الموجهة للسلطات المحلية و الجهات الوصية، إلا أنهم لم يستفيدوا من أي مشروع تنموي بإمكانه التقليل من حجم معاناتهم.