قال الدكتور حسام الدين دغة الذي أحرز المرتبة الأولى في مسابقة أطروحتي في 180 ثانية المنظمة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في حديث خص به “التنمية المحلية”، إن مشروعه العلمي المقدم هو باكورة أبحاثه حول تطوير برنامج للمحافظة على الطاقة في المباني الذكية، كانت مؤطرته فيه والدته البروفيسور فاطمة الزهراء لعلام.
عرض أطروحته قبل انتهاء الوقت بـ30 ثانية
أوضح الدكتور في الإعلام الآلي والمختص في الذكاء الاصطناعي أن أطروحته حول المحافظة على الطاقة وطرق ترشيد استخدامها باستعمال الذكاء الاصطناعي التي قدمها باللغة الانجليزية، وانتهى من عرضها قبل الوقت المحدد بـ30 ثانية، ارتكزت على استحداث نوع من الوعي الإدراكي في الأجهزة الالكترونية، للتمكن من تسيير الطاقة بذكاء يحاكي الذكاء العاطفي لدى الإنسان.
خوارزمية الذكاء الاصطناعي للتقليل من استهلاك الطاقة
حيث تضمن حسبما ذكر جانبا إلكترونيا وجانبا يتعلق بالبرمجيات، هذا الأخير الذي ابتكر عبره نظاما مبنيا على خوارزمية الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى التقليل من استهلاك الطاقة ويدعم الاعتماد على الطاقات المتجددة كما يحاول خفض استعمال الطاقة الكهربائية التقليدية.
ويتميز هذا النظام بمرونة كبيرة، حيث يتناسب مع المستعملين على حسب وضعيتهم الصحية وسنهم والخصائص المميزة لهم ويهتم بتعزيز سلوكيات المحافظة على الطاقة والتي تجعل استهلاك الطاقة، يخضع لما يحدده النظام كما تساعد على تقديم برنامج للأوقات المناسبة لاستغلال الطاقة بنظام ذكي واقتصادي للطاقة.
الدكتور حسام الدين دغة الذي كان ممثلا لجامعة قاصدي مرباح ورقلة، خلال هذه المسابقة، كشف أنه أنجز نظام محاكاة في تسيير المنازل والمؤسسات في بيئة ذكية، بحيث يسمح لكل من قدموا مشاريع في الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة اختبار تجاربهم وأبحاثهم وأنظمتهم المنجزة والتأكد من مدى جدواها في اقتصاد الطاقة والاستهلاك كما يمكنهم من استخراج نتائج كمية وإحصائية توضح مدى نجاعة أهدافهم البحثية دون أن يكونوا في حاجة إلى عتاد كبير.
هذا البرنامج، حسبما أوضح متوفر في الأنترنت وهو معروف كما نشر الباحث عدة مقالات حوله في مجلات عالمية وهو مفتوح المصدر، يمكن لأي شخص تحميله وتطويره ويمكنهم التواصل معه شخصيا للاستفسار حوله، مشيرا إلى أن الكثير من الباحثين تواصلوا معه من البرازيل ومن أستراليا وغيرها من الدول.
وقال أن تجربته هذه لاقت صدى كبيرا على المستوى العالمي ونالت اهتمام عدة مؤسسات وباحثين تواصلوا معه لتطوير الفكرة.
وبالحديث عن المسابقة أكد الدكتور دغة، أن المنافسة لم تكن سهلة وجرت في مستوى عال، حيث شهدت تصفيات أولية على مستوى جهوي في تصنيفات، جامعات الشرق والغرب والوسط، قبل الانتقال إلى مرحلة التصفيات الوطنية والتي ضمت أحسن 9 أطروحات دكتوراه في الجزائر، كانت جميعها منافسة ومتكافئة إلى حد بعيد وتوحي بقدرات خيالية لدى حاملي المشاريع العلمية.
وأضاف في هذا السياق، “هذه المبادرة، اعتبرها لفتة جد قيمة، تم تنظيمها في أطر شفافة وكل منا كان تفاجئ بمستوى الآخر كما كانت هذه التجربة دليلا على الطاقات الكبيرة للشباب الجزائري”.
تجدر الإشارة إلى أن المسابقة التي قدم من خلالها الأستاذ حسام الدين دغة أطروحته، جرت على هامش تنظيم الأسبوع العلمي الوطني من 17 إلى 20 ماي 2021 بكلية الطب بجامعة الجزائر 1 ونال شرف المرتبة الأولى فيها عن جدارة لما قدمه في أطروحته والتي كان عرضها باللغة الانجليزية، حيث أبهر لجنة التحكيم بتحكمه في اللغة بكل سلاسة وطلاقة.