يشتكي سكان قرية عين آركو، التابعة لبلدية تاملوكة بقالمة، مشاكل ونقائص متعدّدة، رفعت من مستوى اليأس والتذمر فالمشهد واحد، والمعاناة مشتركة بين سكان هذه القرية، التي تعاني في صمت مظاهر التخلف التنموي، ما انعكس سلبا على نفسياتهم وطموحاتهم المكبّلة بسلاسل الإقصاء والحرمان، الأمر الذي دفعهم مرّة أخرى للاستنجاد بالسلطات المحلية والولائية.
مشاكل ونقائص متعدّدة
“التنمية المحلية” تنقلت إلى عين المكان، وسجّلت شكاوى السكان بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية، بعدما وقفت على جملة من النقائص والمشاكل المتراكمة ببعض أحياء قرية «عين آركو»، وعلى رأسها إهتراء الطرقات، وقنوات الصرف الصحي والشبكات المختلفة.
عبرعدد من السكان عن معاناتهم اليومية، مع الأتربة والحجارة والحفر والروائح المنبعثة من الأوحال، والمياه الراكدة وإنعدام شبه تام للتهيئة، نتيجة الإهمال الممنهج بحقهم، على مدار العهدات الانتخابية المختلفة للمجالس البلدية.
كما ندّدوا بانعدام الإنارة العمومية، مما جعل القرية تغرق في الظلام الدامس، وهو ما رفع معدلات الجريمة بهذه المنطقة المترامية الأطراف، وخاصة السرقة والاعتداءات التي تعرف مؤشراتها ارتفاعا مخيفا في غياب الأمن الذي أصبح توفيره شغلهم الشاغل، لاسيما وأنّ معظمهم يمتهنون الزراعة ، تربية المواشي، والأغنام كوسيلة دخل وحيدة في المنطقة.
مشاريع على الورق
لا تنتهي معاناة سكان «عين آركو» عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل مختلف المرافق الضرورية، وأبسط شروط الحياة الكريمة، يقول ممثلا عن السكان: “إن الوضعية المزرية التي نعيشها منذ سنوات طوال أصبحت مقلقة، وتستدعي التدخل العاجل للجهات المعنية، لاسيما وأن القرية كانت قد استفادت من مشاريع متعدّدة، برمجت على الأوراق دون تجسيد”.
كما عبّروا عن استيائهم الشديد، جراء تحوّل القرية إلى مكبّ للنفايات والقاذورات، ومرتعا مفضلا للحيوانات الضالة والحشرات السامة، نظرا لعدم تخصيص شاحنات لجمع ونقل النفايات بالمنطقة، بما يهدد صحة وسلامة السكان، ولاسيما الأطفال وذوي الأمراض التنفسية.
إنشغالات عديدة ..فهل من مجيب
شباب «القرية» رفعوا انشغالاتهم أيضا قائلين: «نحلم كأبناء جيلنا بمرافق شبانية نفجّر فيها طاقاتنا، التي تقينا من الآفات الاجتماعية ودوامة الضياع، خاصة وأنّ أغلبنا يلجأ إلى المقاهي ويتنقل إلى البلديات المجاورة من أجل مليء الوقت، في غياب الملاعب الجوارية، والحدائق، المساحات الخضراء وغيرها من المنشآت الرياضية، الثقافية والترفيهية”.
سكان القرية المترامية الأطراف استنكروا الغياب التام للسلطات المحلية، والجهات الوصية، رغم المراسلات المتكرّرة المطالبة بضرورة النظر في انشغالاتهم، وإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم، التي حوّلت القرية إلى موطن للبؤس، رغم الخيرات والكنوز الطبيعية التي استقطبت كبار المعمرين في الفترة الاستعمارية آنذاك.
تعتبر قرية «عين آركو» موطن القمح والزنك، وأكبر احتياطي للمياه الجوفية، التي تمدّ عدة مدن وقرى قالمة، وقسنطينة بمياه الشرب، عبر شبكة من الأنابيب تمر عبرالقرية الصغيرة في كل الاتجاهات، لكن كل هذه الخيرات والامتيازات والإمكانيات الفريدة لم تشفع لها.