يشارك مجموعة من الأساتذة الجامعيين والخبراء الإقتصاديين على مدى يومين، بجامعة الحاج موسى أخاموك بتمنراست، ضمن فعاليات الملتقى الدولي الأول حول المقاولاتية والتنمية المستدامة في المناطق الحدودية، عبر تقنية التحاضر عن بعد.
يرافع المشاركون في الملتقى الأول من نوعه، لإبراز أهمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بإعتبارها المحرك الأساسي للتنمية الإقتصادية و الآلية المثلى لإستحداث مناصب الشغل وإنشاء الثروة الخاصة بالمناطق الحدودية، في ظل معاناتها من مشاكل إقتصادية وإجتماعية.
ودعا رئيس الملتقى الدكتور سيف الدين تلي، إلى تعميم الإستراتيجية الوطنية الخاصة بتهيئة المناطق الحدودية وتنميتها بإعتبارها فضاءات جيوستراتيجية، والعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الخاصة بتنمية هذه الفضاءات والمتفرعة على شكل مخططات وبرامج، من خلال دراسات لتهيئة المناطق الحدودية وتنميتها في إطار تشاوري ورؤية متعددة القطاعات وعابرة للحدود، من شأنها التوصل إلى برنامج خاص لتنمية المناطق الحدودية.
في هذا السياق، أكد المتحدث على ضرورة إيلاء السلطات العمومية أهمية قصوى لهذه المناطق، من خلال وضع برامج خاصة للتنمية الإجتماعية والإقتصادية تهدف إلى تحسين ظروف معيشة سكانها وإشراكهم بصفة فعالة في الحركية الإقتصادية الوطنية، و دمج الفضاءات النائية التي تعاني من تأخر في مجال التنمية.
من جانبه تطرق عبد الباري مشعل، دكتور بشركة رقابة التدقيق الشرعي والاستشارات المالية الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، في مداخلته إلى مفهوم الإستدامة في الشريعة الإسلامية، مركزا على فكرة الإستخلاف والوقف اللتان يراهما فعالتان في تحقيق تنمية مستدامة، لكون البشر مستخلفون في الأرض.
وألح الخبير على ضرورة تواجد الثروة في يد بشرية تستخدمها كما ينبغي، كما نص عليه القرأن الكريم، مما يجعل الإستخلاف يصل إلى هدفه بتطبيق ما ورد في السنة النبوية، و تطبيق الوقف الذي يعد من أكبر مظاهر الإستدامة، لكونه يضمن الإنتفاع عبر الأجيال، مؤكدا بأن فكرة الإستدامة متأصلة في ديننا لكن لا نلتفت لها بشكل جيد، كما أنها ترتبط بالآخرة عن طريق الصدقة الجارية.
بدوره ركز رئيس اللجنة العلمية الدكتور معطا الله محمد، على ضرورة إبراز مختلف الاستراتيجيات المنتهجة من طرف الدول المتقدمة في مجال تنمية الأقاليم الحدودية، و التي يمكن للجزائر أن تقتبس منها ما يتناسب وخصوصية مناطقها الحدودية التي تمتاز بشساعة المساحة و تنوع واختلاف الطبيعة، كالتجربة الصينية التي قدمت دروسا مفيدة لكل دول العالم التي يعاني سكانها من إنعدام أو نقص في التنمية.
هذا ويتناقش المشاركون على مدى أيام الملتقى من خلال 10 جلسات علمية، إلى الطرق التي من شأنها تحقيق تنمية مستدامة فعالة في المناطق الحدودية.
للإشارة يعرف الملتقى مشاركة 12دولة وعددا من جامعات الوطن، عبر تقنية التحاضر عن بعد، وبالتنسيق مع مخبر رهانات الإستثمار والتنمية المستدامة بالمناطق الحدودية، و الأكاديمية الدولية لأبحاث الشريعة الإسلامية للتمويل بماليزيا، وتعاون كل من (الانجام، الاناد، الاوندي و غيرها).