سطرت السلطات المحلية بالبليدة برنامجا استعجاليا لمواجهة أزمة شح المياه، التي انخفض منسوبها بالنصف هذه السنة، بسبب قلة الأمطار.
انخفض منسوب المياه بولاية البليدة هذه السنة انخفاضا محسوسا قارب النصف، بفعل قلة التساقطات المطرية التي أثرت بشكل كبير على عملية تموين السكان بالمياه الشروب ما دفع بالسلطات المحلية لتسطير برنامج استعجالي لمجابهة الوضع.
وأوضح مدير الجزائرية للمياه وحدة البليدة, حمزة عروس, في تصريح لـ وأج أن “ولاية البليدة التي تعتمد في تموينها على المياه الجوفية بنسبة 80 بالمائة تأثرت بشكل محسوس من مشكل شح الأمطار الذي عرفته بلادنا هذه السنة”.
وكشف أن الحصة المخصصة للولاية و المحولة إليها انطلاقا من محطة الضخ رقم 3 الساحل بالجزائر العاصمة, انخفضت من 35 ألف م3 يومي إلى 17 ألف م3 يومي حاليا بفعل الجفاف.
كما عرف منسوب مياه الينابيع هو الآخر انخفاضا بنسبة 60 بالمائة على غرار منبع سيدي الكبير الذي انخفض من 20.000 م3 إلى 2000م3 حاليا, شأنه شأن وادي الشفة (30.000 م3 سابقا مقابل 6000م3 حاليا) و وداي مقطع لزرق و وادي بوشملة وسيدي عيسى بقرواو.
وأضاف أن الولاية التي تتوفر حاليا على مخزون يقدر ب 200 الف م3 يومي, بحاجة إلى قرابة 200 إلف متر مكعب أخرى من المياه إذا ما أحصينا كمية المياه المعتمدة لدى الصناعيين و سكان الأرياف ومربو الحيوانات.
وأمام هذه الوضعية, عمدت السلطات الولائية إلى برمجت إنجاز 35 نقب مائي بناء على عملية إحصاء النقاط السوداء المسجلة في الصائفة الفارطة, موزعين عبر مختلف البلديات, إضافة إلى 12 نقب مائي سيتم إعادة تهيئتها.
وضمن هذه المشاريع, يسجل دخول حيز التشغيل خلال الأسبوع الفارط, ستة أنقاب سمحت بحشد 6000 م3 من المياه يوميا، وفق ما ذكره لواج مدير الموارد المائية، عبد الكريم علوش.
وتتوزع الأنقاب على كل من حقل التقاط المياه لبني تامو لتزويد بلديات البليدة الكبرى بالمياه الشروب في انتظار استلام ودخول حيز الخدمة لنقبين اثنين بمفتاح, أقصى شرق الولاية، و آخرين بالمدينة الجديدة لبوعينان، علاوة على استلام محطتي ضخ جديدتين بالقطب السكني للصفصاف بمفتاح حيث تجرى التجارب الأخيرة لوضعها حيز الخدمة قبل منتصف شهر جويلية المقبل، يقول علوش.
من جهتها, سطرت الجزائرية للمياه برنامجا استعجاليا يقضي بإعادة تأهيل 23 نقب مائي لسد العجز المسجل في كمية مياه السدود المحولة للولاية.
وستسمح هذه الأنقاب التي دخل عدد منها حيز الخدمة في انتظار استلامها قبل نهاية الشهر الداخل, حسب عروس, بحشد 20 ألف م3 كحصة يومية جديدة من المياه.
من جهة أخرى, كشف ذات المسؤول أن عملية إصلاح تسربات المياه عبر جميع الولاية التي أطلقتها مصالحه مطلع السنة الجارية مكنت من استرجاع إلى غاية نهاية شهر مايو الفارط, كمية 44.810 م3 من المياه بعد أن تم إصلاح 1952 نقطة تسرب على مستوى تراب الولاية.
للتذكير, شرعت المؤسسة منذ أمس في برنامج توزيع خاص للمياه ببلديتي البليدة وأولاد يعيش اللتين تحصيان أكبر كثافة س
كانية, يقضي بتغيير توقيت تزويد السكان من الفترة الصباحية الى الفترة المسائية بدءا من الساعة السادسة وعلى مدار
ثمانية ساعات.
ويندرج هذا البرنامج، حسب مدير الجزائرية للمياه وحدة البليدة، في مسعى عقلنة و ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية وضمان تقديم خدمة لائقة للمواطن, داعيا المواطنين إلى المحافظة على هذا المورد الحيوي من التبذير.