في تبسة المشكلة ليست في الهياكل الصحية، بل في استقرار الأطباء المختصين فيها.. هي جملة تسمعها من مدير الصحة والمواطن، في نفس الوقت!
رغم استفادة ولاية تبسة من هياكل ضخمة، قلما تتوفر عليها مدن كبرى، بداية بالعيادة الجراحية عالية صالح ومستشفى الأم والطفل بتبسة، ومستشفيات الدكتور بوغرارة فؤاد بونزة ومستشفى محمد الشبوكي بالشريعة والدكتور التيجاني هدام ببئر العاتر ومرسط والعوينات وبكارية، لكن الانشغال الأول الذي يؤرق المشرفين على القطاع هو استقرار الأطباء المختصين ومطلب المواطن التبسي بإنشاء مستشفى جامعي.
تابعوا ما يقوله مدير الصحة والسكان بلعيد السعيد عن القطاع، في هذا الحوار..
هل سيتحقق حلم المواطنين بتبسة بإنشاء مستشفى جامعي؟
المخطط الصحي الجديد للولاية منصب على إنشاء مصالح استشفائية جامعية بالمستشفيات المؤهلة التي تتوفر على جهاز “سكانير” و”ايارام” ومخابر ومنصة تقنية مؤهلة كمستشفى بكارية وعالية صالح وخالدي عبد العزيز من خلال تدعيمها بالتجهيزات.
في مقابل ذلك رفعت مطالب للحكومة وزارة التعليم العالي لاتخاذ قرار فتح كلية الطب بالقطب الجامعي الجديد ببولحاف الدير ومركز استشفائي جامعي جهوي تدريجيا، ضمن خطة إعادة تأهيل جامعة تبسة، بالنظر لإمكانية التعاون البيداغوجي مع ولايات عنابة وقسنطينة وبدايات مناقشات عامة للتعاون التونسي الجزائري في هذا الشأن.
من خلال التأطير المؤقت الأساتذة من جامعات عنابة وقسنطينة وباتنة سيتم توفير عدد من الأطباء المختصين، التي تعاني الولاية من تقصهم، ومن خلال ذلك تحويل المصالح الاستشفائية الى مصالح استشفائية جامعية في انتظار مستشفى جامعي.
هل تغطي المنشآت الصحية احتياجات المرضى؟
في إطار إعادة النظر بالخارطة الصحية لولاية تبسة تم تخصيص عدة منشات ومستشفيات لفائدة المرضى لتحسين نوعية التكفل بهم بأقل التكاليف مع اتخاذ الإجراءات والتعديلات اللازمة على هذه المنشاءات لتصبح مطابقة للمعايير.
تم احصاء 41 عيادة متعددة الخدمات بالولاية قيد الخدمة فيما لا زالت 15 عيادة أخرى مغلقة.
في إطار إنعاش الصحة في الولاية وضعت حيز الخدمة 41 عيادة متعددة الخدمات لتوفير التكفل الصحي المناسب بالمرضى بمعدل عيادة متعددة الخدمات لكل 19 ألف نسمة، في حين المؤشر الوطني يحصي عيادة متعددة الخدمات لكل 25 الف ساكن.
كانت 34 عيادة مغلقة في السنوات الماضية، أعيد الاعتبار لمعظمها في انتظار فتح 15 عيادة أخرى مازالت مغلقة لانعدام الكثافة السكانية اللازمة لفتح مثل هذه المصالح، مع إمكانية فتح 5 عيادات أخرى الشهرين القادمين.
تتوفر الولاية على 131 قاعة علاج منتشرة في المشاتي والمناطق النائية بمعدل قاعة علاج لكل 6 ألاف نسمة.
وبالنظر إلى خصوصية المنطقة التي تتميز بتباعد السكنات وانعدام التجمعات السكانية الكبيرة في كثير من البلديات، فقد تم تخصيص قاعة علاج لكل 300 نسمة.
ويبقى الإشكال المتعلق بقاعات العلاج تواجد عدد كبير منها بمناطق تنعدم فيها المسالك والكهرباء والماء ما يرهن تنقل الطاقم الطبي لها.
هل نقص الاطباء المختصين يرهن التكفل المناسب بالمرضى خاصة أمراض العيون والقلب والجراحة؟
القطاع تعزز بـ29 مختصا في مختلف الاختصاصات، منها جراحة الأطفال وطب وجراحة العيون وطب الأمراض الباطنية، ما يساهم في تحسين التكفل الصحي بالمرضى.
لكن العدد يبقى غير كافي بالنظر إلى احتياجات المرضى بالمنطقة في انتظار استحداث مصالح ووحدات جديدة عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية
لا يزال الانشغال الأول الذي يؤرق المشرفين المتعاقبين على القطاع هو استقرار الأطباء المختصين بعد تأدية الخدمة المدنية، إذ يهجرون المستشفيات بعد الفترة الإلزامية لتبقى خاوية على عروشها.
هي وضعية تكرست اليوم بافتقار هذه الهياكل لتخصصات منها أطباء الإنعاش والقلب وجراحة العظام والأمراض الباطنية وأمراض العيون، حتى أن بعض كل الاختصاصات تشهد غياب المداومة باستثناء أمراض النساء والعظام بنسبة عجز مستمرة.
هل سيحول مستشفى الشهيدة مهنية بن جدة الى التكفل بمرضى السرطان او بمرضى الأطفال والنساء الحوامل؟
استفاد قطاع الصحة والسكان بعاصمة الولاية تبسة من فتح مصلحة مستقلة للاستعجالات الطبية متخصصة في طب الأطفال بجانب المستشفى المتخصص في طب أمراض النساء والأطفال مجهز بكامل المعدات بسعة 8 آسرة ما يخفف لتجنب الضغط على استعجالات حي جبل الجرف ونقاط المداومة الليلية وتسهيل إجراءات تحويل الأطفال للمستشفى المتخصص
مستشفى بن جدة مهنية غير مؤهل لاستقبال مرضى السرطان، وتم اقتراح تحويل مصلحة طب الأطفال من مستشفى خالدي عبد العزيز إلى مستشفى بن جدة مهنية، إضافة إلى توفير 60 سرير للتكفل بالمرأة الحامل بذات المستشفى..
هل تكفي حظيرة سيارات الاسعاف او وجب مدها بسيارات اخرى؟
نسبة تحويل المرضى من داخل الولاية إلى خارجها انخفضت بنسبة 80% سنة 2020/2021 بسبب توظيف العديد من الأطباء المختصين في مختلف المؤسسات العمومية وهي المبادرة التي لقيت استحسان المرضى.
في المقابل لا يزال مشكل نقص سيارات الإسعاف مطروحا بقوة في ظل انتشار العديد من الأمراض وتدهور الوضعية الوبائية، واستياء المواطنين من المتاعب التي تلاحقهم بحثا عن سيارات الأجرة لنقل المرضى إلى المستشفيات سواء داخل أو خارج الولاية.
غياب سيارات الإسعاف المخصصة لنقل المرضى إشكال تعاني منه العيادات ببعض البلديات التي سجلت من أفقر البلديات في الولاية وحتى البلديات الحدودية التي تبعد بمسافات كبيرة عن عاصمة الولاية تبسة.
سكان بلدية نقرين يركدون أن سيارة الإسعاف بهذه المنطقة تتعرض طيلة الوقت إلى أعطاب متكررة.
في الولاية 45 سيارة إسعاف، ومن أجل تدارك العجز المسجل في قطاع الصحة فإن إجراءات إعداد صفقة لاقتناء 16 سيارة إسعاف عادية وسياراتي إسعاف على شكل عيادات متنقلة لا تزال جارية.