أسفرت الحملة الواسعة لنظافة التي مست واد الميزاب ومحيطه ببلدية تبسة عن رفع 400 ألف طن من النفايات الهامدة والمنزلية .
انطلقت حملة واسعة لنظافة المحيط وتنقية مجاري الأودية، استهدفت واد ” الميزاب” ومحيطه بأعالي مدينة تبسّة، نفذتها بلدية تبسة، بمشاركة مؤسسات عمومية وخاصة، مديرية البيئة، مديرية الأشغال العمومية، مديرية البناء والتعمير ، مديرية التجهيزات العمومية، مديرية الموارد المائية، الديوان الوطني للتطهير وحدة تبسة، مؤسسة الجزائرية للمياه، مديرية السكن، مديرية السياحة، ومؤسسة “سوترامات ” ، أين تم رفع أزيد من 400 ألف طن من النفايات الهامدة والمنزلية.
العملية متواصلة لتشمل بقية الأودية والأحراش، واستعمل فيها تعداد هائل من عتاد النظافة والتطهير الحضري والآليات، وسط سلبية وتدني منسوب الوعي لدى المواطنين وتراخيهم في الانخراط في هذا المسعى، واعتراض بعضهم على العملية.
لذا لابد من احداث ثورة في المفاهيم المجتمعية المتعلّقة بالبيئة، أساسها إنتاج الوعي الجمعي لتغيير الذهنيات، وأرجع والي ولاية تبسة محمد البركة داحاج تردي الوضع البيئي بعاصمة الولاية وبلديّاتها الثماني والعشرين، إلى جملة من الأسباب والعوامل أهمها غياب التنسيق المثمر بين المصالح ذات الصلة، وضعف التواصل مع المواطن لحثه على أداء دوره، موصيا بتحديد المسؤوليات وإعطاء البعد الشعبي للمبادرات.
وطالب الوالي بإطلاق حملات للتحسيس والتوعية بمخاطر التلوث البيئي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات المسجدية، وإشراك لجان الأحياء وفعاليات المجتمع المدني وجمعيات التجار في حملات تنظيف المحيط، والحرص على وضع لافتات ولوحات إعلانية تحدد الأماكن الموضوعة للغرض، وتحظر الرمي العشوائي للنفايات الهامدة والسائلة والمنزلية، مع تفعيل الإجراءات الردعية ضد المتسببين في رمي النّفايات في الفضاءات العمومية والأماكن العامة، وفي رمي الردوم ومخلفات البناء على حواف الأودية .
هذا بالموازاة مع تنظيم مسابقات لأنظف وأجمل حي، كتحفيز للمواطنين وتجميعهم حول هدف مشترك للاضطلاع بدورهم في نظافة محيطهم وتجميله والقضاء على النقاط السوداء.
وأشار الوالي أن الولاية في أمس الحاجة لمثل هذه المبادرات التي تغذي الإحساس بالانتماء وتؤصل الثقافة البيئية، في حين تقع المسؤولية على عاتق الجميع ” إدارة ، منتخبين، مجتمع مدني، ومواطنين “، و يتعين على المواطن إدراك أهمية الاعتناء بجمالية المدن والانخراط في حملات التنظيف والتفاعل معها وتفادي العنصر المعرقل والمثبط، مفيدا أن تراكم القمامة يؤدي إلى تشويه المنظر العام للمدن، ويخلف أضرارا لا حصر لها على الطبيعة والإنسان والحيوان، تؤدي إلى انتشار الأمراض كالملاريا وداء ” الليشمانيا ” الذي أحصت ولاية تبسّة بشأنه 2000 حالة.
وأمر ذات المسؤول بتسطير برنامج فوري وإحصاء النقاط السوداء والمفرغات العشوائيّة، والانطلاق في حملة نظافة واسعة بصفة مستمرة مع الحرص على تزويد الأحياء بحاويات التجميع تكون مطابقة للمواصفات المطلوبة، توازيا ومواصلة عمليات تنقية مصاب الأودية والمجاري والبالوعات بالتنسيق مع المؤسسات العمومية والخاصة، موضحا أن الجهود جميعها يجب أن تنصب لتنظيف المحيط ، وتجنيب الولاية خطر الفياضانات التي تنجم معظمها عن انسداد الأودية والبالوعات بالنفايات ومخلفات البناء والردوم.
ومن جهة أخرى، أوصى الوالي بالعمل على إبراز الوجه اللائق بتبسة كحاضرة تاريخية تحتكم على زخم جهادي وحضاري وتراثي مميز يشكل رافدا من روافد الجذب السياحي .