تحقق ولاية البيض مع كل موسم فلاحي وفرة في مادة الصوف، و التي يزداد حجم إنتاجها عاما بعد عام.
تشير المعطيات الرسمية الصادرة عن مديرية المصالح الفلاحية بالبيض، أن إنتاج الولاية من الصوف والذي يندرج في إطار شعبة تربية المواشي، يقدر سنويا بحوالي 90 ألف قنطار، إنتاج ظل لسنوات دون استغلال إلى أن قررت فاطمة مشري صاحبة أول مؤسسة لتحويل الصوف واستغلاله، دخول غمار الاستثمار في مجال وهي التجربة التي تدخلها سنتها الثانية بكثير من الطموح و التحدي.
فاطمة مشري من البطالة إلى صاحبة أول مؤسسة لاستغلال الصوف
بعد سنوات من المعاناة مع البطالة قررت فاطمة مشري التحول إلى استغلال مادة الصوف بغرض تسويقه و بيعه جاهزا لأصحاب محلات بيع المواد الأولية بداخل ولاية البيض و خارجها، تقول فاطمة مشري، أن ” الفكرة راودتها بعد أن رأت أطنان من الصوف تنتج محليا بولاية البيض سنويا و ترمى دون استغلال ” و عن منتوجها تقول ” الصوف الذي تنتجه مؤسستها أحسن و بكثير من الصوف المستورد من الصين من حيث طول و سماكة الألياف و المتانة و البريق، فالفرق شاسع لأن صوف ولاية البيض و المناطق السهبية للجزائر طبيعي، وغير معالج بالمصانع على غرار الصوف الصيني أو حتى الياباني وهو ما يجعله مفضلا لدى مصانع النسيج ”.
استطاعت فاطمة خلال سنة من بداية نشاطها من ربط علاقات مميزة مع كبار الموالين بالبيض، وبعد أن كان أغلب الموالين لا يهتمون بالصوف ولا يستغلونه لدرجة أن بعضهم يرميه في الشعاب والأودية، تحولوا إلى الحفاظ عليه وبيعه لفاطمة، وفي هذا الصدد تقول فاطمة” ربطت علاقات مميزة مع الموالين و اشتري منهم الصوف بأسعار تتراوح ما بين 10 دج إلى 20 دج للكلغ على حسب جودة الصوف ونقاوته، وتحول الصوف من عبء على الموال إلى وسيلة لتحقيق بعض الأرباح و لو بسيطة عكس ما كان يحدث سابق “.
الحاجة إلى مقر لتوسيع النشاط
بعد أن تشري فاطمة مشري الصوف من الموالين، تبدأ عملية غسله و تنقيته و تحويله إلى لفائف على شكل طبقات ناعمة جاهزة للتسويق وهي العملية التي تتم عبر مراحل بآلات ومعدات قامت فاطمة باقتنائها في إطار برنامج اونساج لتشغيل الشباب وهي العملية التي تستغرق من فاطمة وقتا طويلا وجهدا مضاعفا حيث تقول أن ” إمكانياتها المادية الحالية لا تسمح لها بتوظيف عاملات معها فالمشروع مازال في بدايته و المصاريف كثيرة خاصة وأن موجة وباء كورونا أثرت كثيرا على سوق النسيج المحلي” فاطمة أضافت أن ” مشكلتها الحالية أنها تؤجر محلين لتسير مؤسستها الأول تضع فيه الآلات و المعدات و الثاني لتخزين الصوف وهي بحاجة إلى مساعدة الدولة للحصول على مقر لائق بها يساعدها على تطوير نشاطها “.
معاناة مع التسويق
المشكلة الحالية التي تعيق نشاط فاطمة هي مشكل التسويق حيث تقول ”هدفي هو تطوير منتوجي محليا من حيث جودة الإنتاج و التغليف لتحقيق مكانة مميزة في السوق المحلية.
العملية ليست سهلة في ظل المنافسة الشرسة للمنتوج الصيني، خاصة من حيث السعر و الذي سيتم التغلب عليه بتكثيف الإنتاج و الرفع من جودته و لما لا التفكير في التصدير خارج الوطن، خاصة وأن صوف ولاية البيض ذو جودة ونوعية ممتازة حسب المختصين والعارفين بهذا الميدان نظرا لكون هذه الثروة الحيوانية بتعدادها الهائل بكامل إقليم الولاية المقدر بـ 3 ملايين رأس غنم، يتم تربيتها في البوادي وليس في الإسطبلات والأماكن المغلقة التي تؤثر على صوف النعاج وهو ما يجعل مردودها صافي قابل للمعالجة والتحويل والمنافسة في الأسواق العالمية “.