تهدد ظاهرة زحف كثبان الرمان، وتشكلها من جديد، خطرا كبيرا تفرزه الطبيعة حيال المناطق الزراعية والمراعي الطبيعية..
تتحول مساحات واسعة كل عام إلى أراض صفراء، ويزداد تفاقم هذه الحالة نتيجة العوامل المناخية القاسية وعيث الأيدي بالغطاء النباتي.
هي ظاهرة تستدعي ضرورة مواجهتها للحد من التأثيرات الكارثية لظاهرة التصحر، لاسيما تأثيرها على الإنتاج الفلاحي ومناطق الرعي، وذلك من خلال البحث عن حلول ناجحة تحول دون مواصلة زحف الرمال القاتلة للبيئة والإنسان.
مكافحة ظاهرة التصحر والحد من زحف الرمال مهمة صعبة ومعقدة تتطلب إجراءات جديدة، على اعتبار أن كل حالة تتميز بخصائص معينة وتتطلب معالجة وفق تلك الخصائص.
يقول المهندس محمد يمامي في دراسة قام بها المعهد التقني لتنمية الزارعة الصحراوية بعين بن نوي بسكرة، إن استراتيجية مكافحة التصحر تتضمن إنشاء مساحات خضراء من النباتات المقاومة للملوحة والجفاف.
وفي سياق البحث عن نبات مناسب لمكافحة التصحر والصد الرمال المتصاعدة من المناطق الجافة باتجاه المساحات الخضراء، جلب المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بعين بن نوي سنة 2016، نباتا يدعى جوجوبا.
جُرب هذا النبات وجرت أقلمته بمحطات المعهد ببسكرة وورقلة وادرار.
ويري المهندس محمد يمامي ان المعهد يقترح استعمال هذه الشجرة وتعميمها باعتبارها نبات واعد في مكافحة التصحر والحد من تنقل الرمال وتثبيت الكثبان الرملية .
البداية كانت بجلب شجيرات من هذا النبات من مشتلة أمدوكال التابعة لمحافظة الغابات لولاية باتنة.
الشجيرات القليلة غرست بالمشتلة منذ سنوات عديدة، فوق كثبان الرمال ومازالت تقاوم رغم الظروف غير المناسبة وقلة العناية بها.
ويعود موطن هذه الشجرة إلى صحارى” السونارا” بين المكسيك وأمريكا، وهي نبات حمراوي بري دائم الاخضرار.
وحسب المهندس محمد يمامي، الشجرة معمرة وقد تصل 150 سنة واكثر وهي كبيرة الحجم دائرية الشكل، قد يصل ارتفاعها 04 أمتار وبقطر 2.5 متر، وتغوص جذورها عميقا إلى غاية عشرة أمتار.
وتتميز أوراق جوجوبا بخصائص تسمح لها بمقاومة نقص وفقدان المياه والتقليل من تعرضها لأشعة الشمس.
استخدام شجرة جوجوتا كصاده لزحف الرمال والحد من التصحر ممكن أن تكون حلا ناجحا ودائما نظرا لما تتميز به من قدرة على مواجهة الظروف الأكثر قساوة، واحتياجاتها القليلة للمياه حيث تتحمل انقطاع السقي لمدة سنة كاملة للشجرة المعمرة، وهي تحتاج الرعاية والسقي في سنواتها الأولى فقط.
ويمكن لثمار هذه الشجرة التي تشبه حبات الزيتون في مراحلها الأولى أن تكون مصدرا مستداما لصناعات تحويلية، خاصة وان بذورها تحتوي ما يفوق الـ 40بالمئة من وزنها زيتا وان المردود الاقتصادي والتجاري مضمون للمزارع وبالتالي ضمان الاعتناء بها ومرافقة نموها.