يشتكي سكان بلدية حمام دباغ، على بعد 20 كلم من عاصمة الولاية قالمة، من نقائص ومشاكل حالت دون تحقيق تنمية حقيقية في هذه المنطقة السياحية، رغم توفرها على إمكانات معتبرة، آملين من المسؤولين المحليين، تجسيد مشاريع تخرج البلدية من دائرة التخلف وتحسن عيش المواطن.
“التنمية المحلية” وقفت على حجم النقائص والمعاناة التي يتجرّعها سكان الجوهرة السياحية لقالمة.
مشروع تعبيد الطرقات متوقف والأسباب مجهولة
يطالب سكان بلدية حمام دباغ بقالمة، السلطات المحلية بالعمل على استئناف مشروع إعادة تهيئة الطرقات بالبلدية، الذي انطلقت أشغاله قبل أن يتوقف لأسباب مجهولة.
وكشف سكان حي محمد بودفل في حديثهم لـ”التنمية المحلية” عن سياسة “التماطل*، على حد قولهم، في تفعيل الورشة والإسراع في إتمام تهيئة شبكة الطرق بالبلدية، قبل الدخول الإجتماعي المقبل.
وتساءل مواطنون عن سبب هذا التقاعس، رغم كون المنطقة تعرف بطابعها السياحي، وهي وجهة يقصدها الزوار خاصة من الولايات المجاورة .
وأشار سكان بلدية حمام دباغ إلى أنهم راسلوا السلطات المحلية مرار، لإتمام المشاريع التي استفادت منها في إطار برنامج الولاية لتزفيت وتعبيد الطرقات، والقضاء على الحفر المنتشرة في كل مكان، والتي ألحقت أضرار ا بليغة بمركباتهم وعطلت حركة المرور .
من جانب آخر ناشد سكان عمارات حي 19جوان “المشماش” السلطات المحلية إعادة اطلاق أشغال تهيئة الحي، الذي توقف منذ أزيد من 6 أشهر دون إشعار لغاية كتابة هذه الأسطر، في غياب رقابة الجهات الوصية للوقوف على حقيقة الأمر واستكمال التهيئة من طرف المقاولة المكلفة بذات المشروع.
وقال محدثونا أن الوضع بات هاجسا، نتيجة الأوحال وتوقف الأشغال التي مست الطرقات والأرصفة، الأمر الذي تسبب في فوضى عارمة بذات الحي.
مساحات خضراء تتراجع أمام زحف الإسمنت بالجوهرة السياحية
فقدت مدينة حمام الدباغ الكثير من المساحات الخضراء، كانت تعتبر بمثابة الرئة التي تزود المنطقة بالأوكسجين، اضافة الى كونها متنفسا حقيقيا ووحيدا للسكان، ونحولت هذه المساحات إلى مشاريع إسمنتية قضت على الأخضر واليابس، دون الأخذ بعين الاعتبار الدور البيئي المهم لهذه الفضاءات.
وعبر سكان عن استيائهم الشديد من الوضع الذي آلت إليه هذه المساحات الخضراء، حيث قطعت الأشجار في عز فصل الصيف، وبقيت أشجار النخيل تقاوم الجفاف بعد أن حاصرها الإسمنت من جميع الجوانب.
مواطنو الحمام امتعضوا من أشغال التهيئة الحضرية التي خصصت للمدينة، والتي من المفروض أنها سطرت لتأن تحسن الوضع العام للمدينة على عديد الأصعدة، لكنها على العكس من ذلك ساهمت في تدهور المساحات الخضراء، أين تحولت الأرصفة إلى مكان لتجمع الأتربة والنفايات بشتى الأشكال والأنواع، رغم الأغلفة المالية المعتبرة التي استفادت منها المنطقة لتزفيت الطرقات، وإعادة الاعتبار للأرصفة، لكن طول مدة الأشغال ساهم في تعفن المحيط البيئي بالمنطقة.
ويأمل سكان بلدية حمام دباغ، في تدخل الوالي كمال الدين كربوش، لحل مشكل انقراض المساحات الخضراء، وكذا مشكل تراكم النفايات، مع تخطيط خاص يعيد الاعتبار للمساحات الخضراء.
سكان مهددون بالأوبئة والأمراض
أبدى عدد كبير من سكان عمارات حي 19جوان”المشماش” ببلدية حمام دباغ غرب ولاية قالمة، استياءهم الشديد من ظاهرة غزو الحشرات لأحيائهم، وهو المسلسل الذي أصبحت فصوله تتكرر مع ارتفاع درجات الحرارة مشكلا لهم كابوسا يلازمهم ويطبع لياليهم كل سنة، خاصة صيفا.
في تصريح لـ” التنمية المحلية” أعرب سكان عمارات حي 19 جوان ” الشماش” عن مطلبهم الرئيس للجهات المعنية، و هو ضرورة التحرك لانتشالهم من بؤر التلوث الناجمة عن تجمع المياه القذرة بأقبية العمارات، والتي تحولت مع مرور الوقت حسب تصريحات بعض المواطنين الى مصدر خطر حقيقي خاصة على الأطفال، هذه الاوساخ تتراكم و تطفو فوق المياه القذرة المتسربة من قنوات الصرف الصحي، الأخيرة تنبعث منها روائح كريهة و تتحول في فترة قصيرة إلى بيئة خصبة لانتشار الحشرات السامة التي ستتضاعف اعدادها مع ارتفاع درجة الحرارة.
ويقول أحد السكان ، بأن الروائح الكريهة المنبعثة من الأقبية، تلازم جو المدينة وتزكم أنوف، والمتضرر الأكبر هم سكان الطوابق الأرضية، الذين طالت منازلهم التسربات والرطوبة التي تتسبب في اهتراء الأرضية وتشققها. وأشار المتضررون إلى أن الوضعية الكارثية التي يعيشونها دفعت بالكثير منهم إلى ترك منازلهم مؤقتا إلى حين تكفل السلطات بتنظيف الأقبية، فالروائح الكريهة والحشرات أذهبت عن أعينهم النوم، خاصة المصابين منهم بأمراض تنفسية أو من يعانون من أمراض الحساسية، وأوضحوا أنهم تقدموا مرارا بنداءات وشكاوى للسلكات المحلية التي لم تتدخل لحد الساعة لحل المشكل، بتنظيف أقبية العمارات من المياه القذرة وكذا تزويد الحي بحاويات قمامات إضافية.
ويتخوف سكان هاته العمارات من بقاء الوضع على حاله، ويناشون الجهات المعنية، لإنقاذهم من القذارة التي تغرق بها عماراتهم.
عيادة بلا روح
يشتكي المرضى المتوافدون على العيادة متعددة الخدمات ببلدية حمام دباغ، من نقص كبير في الخدمات الصحية، وهي الأوضاع التي ازدادت حدّتها بعد تعطّل جهاز الأشعة لقرابة سنة كاملة، ما يضطر الأطقم الطبية إلى توجيه المرضى خارجا لاجراء فحوصات.
“التنمية المحلية” وقفت على جملة من النقائص التي تعاني منها العيادة متعددة الخدمات ببلدية حمام دباغ، حيث أكد سكان بأن المصلحة تعاني التهميش من طرف القائمين على الصحة في الولاية. تعرف العيادة تسرب المياه عبر السقف الذي أصبح مهترئا، نتيجة تسرب مياه الأمطار.
و صرح مواطنو بلدية حمام دباغ لـ”التنمية المحلية”، بأن العيادة تفتقد للموارد المادية والبشرية الضرورية، مما جعل الخدمات الصحية بمنطقتهم “شبه منعدمة”، على حد قولهم.
وخلال تواجدنا في العيادة لاحظنا، أن غرفة المناوبة تفتقر لأدنى شروط الراحة خاصة لفرق المناوبة، ضف إلى ذلك الندرة التي مست الأدوية خاصة منها أدوية الاستعجالات، والتي تنعدم حتى في فترات المناوبة، وغيابها تسبب في تحول العيادة لمسرح شجار يومي بين المرضى والطاقم الطبي بسبب توجيههم نحو الصيدليات الخاصة لاقتناء الأدوية وحتى الحقن، ما جعلها بمثابة هيكل بلا روح.
وأكدت بعض المصادر في العيادة أنهم رفعوا شكواهم للجهات الوصية من اجل التدخل العاجل عن طريق تسوية كافة النقائص المطروحة على مستوى هذه المؤسسة الصحية سواء ما تعلق منها بالتجهيزات أو الطاقم الطبي، إلا أن الأمور –بحسبهم-بقيت على حالها.
واستغرب مواطنون تماطل مديرية الصحة، في اتخاذ التدابير اللازمة لاعادة تنظيم سير المصلحة وتزويدها بالعتاد اللازم وترميمها، من أجل ضمان المتابعة والمرافقة الصحية للسكان تماشيا وشعار “تقريب الصحة الجوارية من المواطن”.
انقطاعات متكررة للكهرباء تتسبب في خسائر
شهدت أغلب أحياء بلدية حمام دباغ، في الأشهر الأخيرة، انقطاعات متكررة ومتواصلة للتيار الكهربائي، مما أثار استياء وتذمر لدى مواطنين، جراء الخسائر المادية والأعطاب التي لحقت بأجهزتهم المنزلية بسبب العودة المفاجئة للكهرباء.
وأكد بعض السكان لـ”التنمية المحلية”، أن انقطاعات التيار الكهربائي تسببت في حدوث خسائر معتبرة جراء تلف المواد الاستهلاكية، نتيجة طول فترة عودة التيار، ناهيك عن الأعطاب التي تلحق بالأجهزة الكهرومنزلية خاصة. و أشار محدثونا إلى أن حدة المشكل تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، التي تزداد فيها احتياجات المواطن لاستعمال الثلاجات والمكيفات الهوائية، وغيرها من الأجهزة الكهربائية.
نفس الوضع تضرر منه أصحاب المحلات الذين عبروا عن غضبهم، جراء تعرض سلعهم إلى التلف، خصوصا أصحاب القصابات، مبرزين أن الوضع ازداد حدة في الآونة الأخيرة، حيث تسببت هذه الانقطاعات المفاجئة والمتكررة في ارتفاع حصيلة خسائر التجار الذين يعتمدون على الطاقة الكهربائية. وطالب متضررون بتحرك مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بشكل عاجل، لوضع حد لهذا المشكل.
انتشار البطالة شبح آخر يؤرق شباب البلدية
يعاني شباب بلدية حمام دباغ مشكلة أخرى وهي غياب فرص العمل، مع ارتفاع البطالة بالبلدية. ويقول شبان من المنطقة أن بلديتهم تفتقر لاستثمارات ومصانع ومشاريع تنموية تضمن لهم مناصب شغل دائمة. ولأجل الحصول على لقمة العيش يتجه ابعضهم نحو المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء، ويمتهن آخرون الفلاحة، وكذا فرص الشغل الموسمي، وعبَّر شباب آخر عن قلقهم تجاه مستقبلهم الذي وصفوه بـ”الغامض”، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية في البلدية، خاصة لفائدة خريجي الجامعات، الذين تحصلوا على شهادات عليا في تخصصات مختلفة، ليجدوا أنفسهم في أحسن الأحوال “كلونديستان”.
محلات تتحول إلى أوكار للفساد
يناشد شباب بلدية حمام دباغ المستفيدون من محلات مهنية، السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل القيام بحملة مداهمة وتطهير المحلات التي أنشأت في عهد الرئيس السابق، والتي أصبحت أوكارا للمنحرفين وملاذا للمتشردين بفعل الإهمال الذي طالها حتى يباشر المستفيدون منها أشغالهم.
واشتكى سكان المنطقة، من الأوضاع التي آلت إليها المحلات التي أصبحت مصدر قلق وانزعاج لهم بسبب لجوء منحرفين ومتشردين إليها، إضافة إلى أنها أصبحت في كثير من الأحيان مكبا للنفايات من طرف بعض السكان.
وأمام تعدد مشاكل هذه البلدية، يناشد سكان حمام دباغ السلطات المعنية، وعلى رأسها الوالي، ضرورة التدخل للحد من معاناتهم، ودفع بعجلة التنمية في أقرب الآجال.