أطلقت وزارة البيئة بالتنسيق مع شريكها في الأمم المتحدة، دراسة لتصنيف المنطقة البحرية والساحلية لجزيرة راشغون بولاية عين تموشنت، مركزا للنشاط الإقليمي للمناطق المحمية بشكل خاص، بالتعاون مع الجهات الفاعلة المحلية للولاية، حسب بيان لوزارة البيئة.
وتعاني منطقة جزيرة راشغون من قضايا اجتماعية واقتصادية وثقافية متعلقة بالحفظ، لذا يجب حمايتها على وجه السرعة لضمان الحفاظ على الوظائف البيئية وخدمات النظام البيئي التي تقدمها مواردها الطبيعية والتاريخية ووضعها الجغرافي الحيوي الخاص، حسب وزارة البيئة.
وأدرجت الوزارة الموقع في قائمة المواقع المحتملة للحماية في الجزائر، في إطار أول خطة عمل وطنية لإنشاء مناطق محمية بحرية وساحلية، أطلقتها وزارة البيئة في عام 2002 لأهمية الموقع، الذي كان موضوع العديد من الدراسات والتقييمات منذ عام 2016.
واختارت وزارة البيئة موقع جزيرة راشغون، كموقع محتمل لتنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج الوطني لرصد التنوع البيولوجي البحري في التقييم المتكامل والرصد، في إطار عمل البرنامج (IMAP).
واقترحت أن تكون جزيرة راشغون موقعًا تجريبيًا لتنفيذ برنامج IMAP في الجزائر من خلال مجموعة من المؤشرات المشتركة المتعلقة بالموائل والأنواع المختلفة (مروج phanerogam ، والثدييات ، والطيور ، والسلاحف البحرية ، وما إلى ذلك).
وتعمل وزارة البيئة وشركاؤها على تعزيز النهج التشاركي لجميع أصحاب المصلحة المحليين والوطنيين لضمان ملكية المشروع من قبل أصحاب المصلحة ودعمهم الكامل، في مختلف مراحل الإنشاء والإدارة المنطقة المحمية البحرية والساحلية المستقبلية (MCPA) لجزيرة راشغون.
وتضيف وزارة البيئة، أن عملية التصنيف تتم بالتعاون مع مركز النشاط الإقليمي للمناطق المحمية بشكل خاص (SPA / RAC) بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي (EU) من خلال المشروع الإقليمي IMAP-MPA نحو الوضع الإيكولوجي الجيد للبحر الأبيض المتوسط والسواحل.
وتعتبر جزيرة راشغون جوهرة حقيقية لمجمع جزر غرب الجزائر ، وهي رمز سياحي لولاية عين تموشنت ومكان للنشاط الاجتماعي و الاقتصادي المكثف، والذي يمكن أن يمثل تهديدًا كبيرًا لتراثها الطبيعي والثقافي والتاريخي، في غياب رؤية واستراتيجية تهدف إلى تنميتها المستدامة في المستقبل القريب.
وأبرزت قوائم الجرد والخبرات العلمية الاهتمام. تراث وثراء الحيوانات والنباتات في الجزء البري والبحري من جزيرة راشغون ، خاصة بالنسبة للنباتات والحيوانات تحت الماء التي تقدم تنوعًا ووفرة وحالة حفظ رائعة.
جزيرة راشغون هي آخر موقع معروف لفقمة الراهب في الجزائر، لذا فهي تلعب دورًا مهمًا في إمداد مناطق الصيد المجاورة، وهي تتميز بوجود أعشاب Posidonia oceanica الكبيرة وبوفرة الشقوق بسبب الطبيعة الوعرة جدًا في قاع البحر التي توفر الملاجئ لأنواع ذات قيمة تجارية عالية، والتي يسعى إليها الصيادون في المنطقة.
وتتميز مياه جزيرة راشغون أيضًا بوجود أنواع من الحيوانات البحرية الضخمة مثل الدلافين والسلاحف البحرية وأسماك السطح الكبيرة، وأيضا بموقعها الجغرافي داخل بحر البوران بالقرب من المحيط الأطلسي وقيمها الثقافية ومناظرها الطبيعية الرائعة.