أعدّت محافظة الغابات لولاية جيجل برنامجا ثريا لإعادة تهيئة الغابات التي تضررت من الحرائق الأخيرة، إضافة إلى تنظيم برنامج تكويني لفائدة صيادي الولاية، في محاولة لتنظيم وتأطير هذا النشاط والحفاظ على الثروة الحيوانية بغابات الولاية.
لا يختلف إثنان حول أهمية الغابة التي تعتبر رئة هذا الكون، وحول ضرورة الحفاظ على هذه الثروة الغابية حفاظا على الحياة وضمانا لحق الأجيال اللاحقة في العيش في محيط نقي.
في هذا الإطار وبعد الحرائق المهولة التي عرفتها ولاية جيجل خلال الصائفة الماضية التي التهمت مساحات ساشعة من الثروة الغابية بكل مكوناتها، تواصل محافظة الغابات لولاية جيجل حملة واسعة لتنقية الغابات ورد الإعتبار لها، مع برمجة حملات لإعادة تأهيل الغابات.
وفي هذا الشأن، يؤكد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمحافظة رحموني عبد المؤمن، أنه يتم الآن تطهير الغابات وقطع الأشجار المحترقة المتساقطة على الأرض والميتة، حيث تمت تنقية إ مساحة إجمالية تقدر بـ 126 هكتار على مستوى بلديتي ببرج الطهر والسطارة.
وباشرت محافظة الغابات دراسات عديدة لبرمجة أشغال تهدف إلى رد الإعتبار للغابات المحروقة، ومن بين هذه المشاريع، تجسيد عمليات لحماية الأراضي الغابية من الإنجراف، وإعادة تهيئة المنشآت الغابية المتضررة من الحرائق، وإنهاء أشغال القطع التجديدي للغابات من أجل تشجيع التجديد الطبيعي، وكذا حماية المساحات الغابية المحترقة من الرعي الجائر لضمان إعادة تجديده.
ونظرا لأهمية هذه الثروة الغابية والحيوانية، تواصل محافظة الغابات بجيجل برامجها بإقامة دورات تكوينية لفائدة الصيادين، منها دورات قصيرة المدى، وأشار محمد نجيب بن عياد إطار بمكتب الصيد بمحافظة الغابات بجيجل، إلى أن المحافظة نظمت 9 دورات منذ سنة 2018 إلى غاية اليوم.
استفاد من الدورة الأولى (2019/2018) 341 صيادا، ومن الدورة الثانية التي انطلقت مؤخرا بمركز تكوين الأعوان بكيسير، 137 صيادا تخرج منهم 125، وستنظم دفعات أخرى مقبلة، الأولى من 26 إلى 27 أكتوبر المقبل، والثانية أيام 9، 10 و11 نوفمبر من السنة الحالية، لفائدة 107 صياد.
وستقدم هذه الدورات معلومات قيمة لفائدة الصيادين حول مناطق الصيد والتعريف بأنواع الحيوانات التي يمكن اصطيادها، وكيفية استعمال الأسلحة.
وفي السياق، يقول بن عياد: ” سيتحصل الصياد في هذه الدورات التكوينية على معلومات قيّمة مدة ثلاثة أيام، أين سيتحصل على معلومات حول الثروة الصيدية والحيوانات المحمية والمسموح صيدها، وكل ما يتعلق بالقوانين والتشريعات المعمول بها، المتعلقة بممارسة هذا النشاط، وكيفية الحفاظ على الثروة الحيوانية”.
ويتطرق التكوين أيضا إلى تنظيم جمعيات الصيادين والفدرالية، أما اليوم الثالث فسيتمحور حول كيفية استخدام أسلحة الصيد وذخائرها ومدى أخطار استعمالها والإسعافات الأولية، حسب المتحدث.
وتهدف هذه الدورات بالدرجة الأولى إلى تأطير هذا النشاط والحفاظ على الثروة الحيوانية، وأيضا إلى تأطير وتوعية الصيادين، “لأن الصياد الذي يطمح لممارسة هذا النشاط لا بد أن يخضع لدورة تدريبية لمعرفة القوانين والتنظيمات المعمول بها في هذا المجال”، يضيف المتحدث.