أوضح مختص في التدريب البشري، آليات التخطيط الممكنة للجمعيات في تسيير الأزمات لتفادي الوقوع في الفوضى، ودعا أن يكون تدخل الجمعيات والمجتمع المدني، محكما ومحترفا، بعيدا عن الارتجالية التي تؤدي إلى مضاعفة الخطر.
أثارت الجمعية الولائية ناس الخير بالمدية، اليوم السبت، مشكلة تسيير وإدارة الأزمات والكوارث للمنظمات والجمعيات، في دورتها التكوينية الثالثة، بمركز التسلية العلمية، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب.
تحت عنوان ” نحو مجتمع مدني فعال وتقدمي في إطار الجزائر الجديدة “، عالجت هذه الجمعية الخيرية محاور الموضوع بالتعرف على الأنماط والتقنيات الحديثة لتسيير الكوارث، والتحليل والتخطيط، والبرمجة ووضع خارطة ذهنية، للرفع من مستوى اطارات وكوادر الجمعيات، وتعزيز المشاركة والتطوع.
تطرق المدرب الاستشاري في الصحة والسلامة المهنية في النفط والغاز، طيبي بن عيسى، في محور الهرم التسلسلي للتحكم في الخطر، إلى كيفية التحكم في الخطر بدء من الحوادث التي تعترض الأسرة بالمنزل، بإزالة الخطر، واستبدال سببه، واستعمال الضوابط الهندسية، واللجوء إلى الضوابط الإدارية، وكذا استعمال معدات السلامة الشخصية.
وأشاد المتدخل ذاته، بكل من بادروا إلى صناعة مستلزمات الوقاية من وباء كوفيد، ونبّه المشاركون في هذه الدورة في إلى ضرورة التحضير المحكم قبل حدوث الأزمة
وفي هذا الصدد، عدّد خطوات التخطيط الاستراتيجي لإدارة الأزمة، عن طريق التخطيط والتحليل، والتحضير لإدارة الأزمة، وتقييم النتائج بعد انقضائها.
من جهة أخرى، وفي ورشة تكوينية لتسيير وإدارة الأزمات والكوارث لفائدة المنظمات والجمعيات، عرض الدكتور عمر هارون مختص في التدريب البشري، رؤيته حول هذه الإشكالية، وربط ذلك بالطرق المعتمدة من طرف الجزائر في مجال تسيير الأزمات، بداية من المخطط البلدي إلى المخطط الوطني.
وأوضح هارون آليات التخطيط الممكنة للجمعيات لتفادي الوقوع في الفوضى، ودعا المشاركين أن يكون تدخل جمعياتهم محكما ومحترفا، بعيدا عن الارتجالية التي تؤدي إلى مضاعفة الخطر.
واستشهد المتدخل بدور الجمعيات في تسيير أزمة وباء كوفيد-19، بتوصيل الغذاء للفقراء والمحتاجين لبيوتهم، وتطرق إلى مراحل الأزمة منذ نشأتها، من مرحلة نضج، وبداية التلاشي، وتحدث عن كيفية تدخل الجمعيات في كل مرحلة، وعن امكانية تعديل المخطط بمراجعته، حسب المعطيات المتوفرة، وذكّر المتكونين بمرافقة الجمعيات للسكان المتضررين من فياضانات بلدية بني سليمان.
وتطرق هارون إلى الدور الإيجابي للجمعيات التي أبانته خلال حرائق ولاية تيزي وزو، عن طريق خطة اتصالية في توجيه المساعدات العينية القادمة من أرجاء الوطن، لفائدة المتضررين، وقال إنه بامكان أي مخطط تدخل أن يتعثر، لعدم وجود خطة الاتصالية.
ودعا في هذا الصدد، أن يكون لكل جمعية بنك معطيات حول كل ما يتعلق بأي بؤرة أزمة، وأنه يجب أن يكون هذا المخطط الاتصالي متاحا ومتنوعا للوصول إلى الهدف المنشود، وأشار إلى ضرورة تحكم الجمعيات في الجانب السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والتكنولوجي، البيئي، والقانوني.
ودعا المتحدث ذاته، إلى ضرورة تكامل الجمعيات فيما بينها لتفادي الوقوع النقائص والاختلالات من خلال إعداد خطة ذهنية مسبقة.