تحت شعار “نريدالتغيير.. والبناءالمؤسساتي.. أتمم وأبصم” انطلقت محليات 2021 نحو مرحلة جديدة لتجديد المجالس البلدية والولائية، وموعد حاسم لتثمين المسار الديمقراطي والإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية.
اقبال محتشم في الصبيحة
مع الساعات الأولى انطلق العد التنازلي لعملية الاقتراع التي سخرت لها إمكانيات مادية وبشرية ضخمة لضمان مرور العملية بشفافية ومصداقية، حيث شهدت قسنطينة على غرار باقي ولايات الوطن توافدا محتشما في الصبيحة، خاصة فئة النساء لتتحسن تدريجيا عند الظهيرة وترتفع مساءا، حيث تحتوي الولاية على هيئة ناخبة تقدر ب 604948 ناخبا مسجلين يتوزعون عبر 215 مركز انتخاب وهو ما يعادل 512 مكتب اقتراع.
وبلغ عدد القوائم الحزبية والحرة 72 قائمة في المجلس الولائي 09 قوائم و63 قائمة خاصة بالمجالس البلدية، وتم تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية لضمان السير الحسن لمجريات هذا الحدث الهام عبر جميع مراحله.
وبلغ عدد المؤطرين لهذا الموعد 19219 مؤطرا مع توفير كامل العتاد اللازم من صناديق اقتراع، عوازل، لدأختام و كذا وثائق انتخابية مع الحرص على توفير الشروط الوقائية اللازمة من خلال تطبيق البروتوكول الصحي لمكافحة تفشي وباء كورونا.
الانتخابات خطوة لسد الطريق على دعاة الفتنة
وقفت “الشعب اونلاين” في جولة استطلاعية ميدانية بعدد من البلديات والمناطق النائية بالولاية، على صور حية للظروف الاستثنائية التي شهدتها العملية الانتخابية بعديد المراكز الانتخابية على رأسها بلدية الخروب التي تبعد عن مقر الولاية ب17 كلم.
وفي حديثنا وسكان المنطقة أكدوا لنا على أهمية الاقتراع خاصة وان الجزائر تحتاج لمواطنيها لتحقيق معادلة التغيير الآمن وضمان الاستقرار للبلاد والعباد على حد سواء، وخطوة نحو سد الطريق على دعاة الفتنة، عدم الانتخاب ليس بالحل.
و عرفت نسبة الاقتراع والتوافد بالبلدية مساء، وتحديدا على الساعة الخامسة مقارنة بباقي البلديات إلى 27 بالمائة، وهو ما وقفنا عليه من توافد بالمنطقة لدى حديثنا مع أحد الشباب الذي قال ان الاقتراع هو واجب وطني، “لابد علينا كشباب من الاستجابة لنداء الوطن وبشكل كبير حتى نتمكن من صيانة أمانة الشهداء الأبرار”.
الوضع ذاته لمسناه لدى دخولنا المركز الانتخابي “طه حسين” وسط المدينة، حيث أكد لنا رئيس المركز مرواني محمد الصالح أن المركز يحتوي على 2351 هيئة ناخبة وأن نسبة المشاركة على الساعة العاشرة صباحا بلغت نسبة 6 بالمائة وهو ما يعتبر نسبة لا بأس بها.
وفي جولة حول مكاتب الاقتراع لاحظنا التواجد الشبابي حاضر وكذا النسائي حيث صادفتنا الحاجة مسعودة بومالك، التي جاءت رفقة ولدها لكي تختار من يمثل أبناء منطقتها “جئت من أجل الجزائر والجزائر لا غير”.
الشباب والمرأة حاضرين بقوة
وقال رئيس مركز “مالك بن النبي” ببلدية ديدوش مراد بوغرارة محمد الطاهر، الخاص بالنساء بهيئة ناخبة 2649، إن نسبة الاقتراع مرتفعة خاصة لدى فئة الشباب الذيتن توافدوا بقوة على صناديق الاقتراع. وفي حديثنا مع أحد الشباب، قال ” الانتخاب ضرورة لتحقيق التغيير الذي بإمكانه أن يحسن من وضع البلدية التي تحتاج لأشخاص يتمتعون بجدية وشعبية بين المواطنين”.
وأكد رئيس المركز “بودماغ” أن نسبة الاقتراع ترتفع دائما بالفترة المسائية سيما فيما يخص فئة النساء وهي نفس الأجواء التي لمسناها بمركز “مالك بن نبي”، أين أفادنا رئيس المركز أن الأجواء عادية سيما مع توفر الإمكانات المادية والبشرية، أما على مستوى الإقبال فتحدث عن حضور مقبول ومن الجنسين.
توجهنا بعدها نحو بلدية مسعود بوجريو وتحديدا نحو مركز “بيوض صالح”، الذي شهد هو أيضا توافدا ملحوظا وهو ما اعتبره رئيس المكتب “أمر لم يكن متوقعا سيما مع التخوف من شبح المقاطعة”، إلا أن البلدية بمشاتيها الستة عرفت مشاركة محفزة، وهو ما أكدته الإحصائيات الولائية الأولية حيث تصدرت بلدية مسعود بوجريو المراتب الأولى من حيث المشاركة بتسجيلها نسب عالية مقارنة بمقر الولاية والبلديات المجاورة. هذه النسبة جاءت نتيجة الرغبة في التغيير الحضاري والراقي حتى بأبعد قرية بالولاية، حيث يرى المواطن بهده البلدية وعلى رأسه شباب المنطقة أن الانتخاب فرصة للتقدم ولو بخطوات، قد تكون إضافة للانجازات التي تعرفها البلاد في الآونة الأخيرة.
من جهتهم، سكان بلدية “ابن زياد” التي تبعد عن مقر الولاية بـ 20 كلم، تصدرت المراتب الأولى منذ انطلاق عملية التصويت حيث شهدت البلدية توافد كبيرا منذ الساعات الأولى من الصباح، وفي حديثنا مع سكان المنطقة عن عملية الانتخاب نقلوا عبر منبرنا حبهم للوطن الذي يستحق حسبهم أن يقفوا بجانبه في الأوقات العصيبة وحمايته من كل من يتربص به شرا، وأبدوا رغبتهم أن يعمل المنتخبين الناجحين في محليات 2021 لمصلحة البلدية، ولحقيق التنمية المحلية والاستماع لانشغالات سكان المشاتي والمناطق المعزولة الذين يعانون في صمت جراء النقائص، التي نغصت حياتهم اليومية.
حوالي الساعة الرابعة مساء توجهنا نحو بلدية قسنطينة وتحديدا بمركز متوسطة “حمودي السعيد” بالقطاع الحضري سيدي مبروك، والذي يعتبر من أكبر المراكز الانتخابية بالبلدية كونها تحوي هيئة ناخبة تقدر بـ 980 ناخب، وبمجرد دخولنا للمركز لاحظنا المشاركة الفعالة والإقبال المحفز للشباب نحو مكاتب الاقتراع، الذين تحدثوا عن ضرورة الانتخاب لمواصلة مسار التنمية بالوطن. وحسب رئيس المركز فإن العملية الانتخابية تبشر بمشاركة أكثر مع الساعات القادمة. كما توجهنا نحو احد المراكز التي انعدمت بها المكاتب الرجالية وعلى رأسها “مدرسة عبد المجيد عبد الحق” الكائن بحي الدقسي والتي كانت فيه الشريحة النسوية حاضرة بقوة، وهو ما يعكس المشاركة لإحداث التغيير هذا في ظل فتح المجال للمرأة لدخول المعترك السياسي.