لأن الحدائق العامة رئات المدن وهي من أبرز مظاهر افتخار البلدان، ورمز من رموز تحضُّرها ورقيها، والمتنفس الرئيس للذين ليس بمقدورهم امتلاك حديقة خاصة بهم، أو الوصول إلى الأماكن التي تكتنز على جمال الطبيعة وسحرها في وسط الغابات أو في أعالي الجبال أو على شواطئ الأنهار والبحار.. فصارت الحدائق العامة محطّ اهتمام الدول، وسخّرت لها ميزانيات معتبرة لتوسيعها ورعايتها.
ومنذ تعرَّف الإنسانُ على الطبيعة وما تكتنزه من سحر مريح للبصر، وممتع للبصيرة، عمل على رصد هذه الجماليّات، واهتم بالبحث عن أكثرها رونقا وتألقاً، للجُلوس إليها مُستمتعا بجمالها الفتّان، يغسِل بها أحاسيسه كُلما ازداد الحصارُ على نفسه، وشعر بالاختناق حول رُوحِه. يتُوق إليها كلّما هدَّ الجُهد من أعصابه، وانهال التّعب من جسده، يرحَلُ إليها بشوقٍ كُلّما تكلست عواطفه، بفعل العادة والتعود والروتين اليومي القاتل..
قصر تافيلالت.. المدينة البيئية النموذجية في الجزائر
تفتخر الجزائر اليوم، ببناء أول مدينة بيئية في البلاد، تم تشيدها على قمة صخرية بمنطقة ميزاب شمال الصحراء. وقبل عشرين سنة من اليوم، ارتفع قصر تافيلالت، المبني وفق طراز معماري متوارث منذ قرون.
ويعتبر هذا القصر تجربة إنسانية نموذجية فريدة من نوعها في العالم، حيث جمع بين الهندسة المعمارية الأصيلة والتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، إذ حرص أصحاب المشروع على إستنساخ حياة الأجداد في منطقة صحراوية قاحلة فشيدوا البناء وفق الطراز المعماري الأمازيغي المتوارث في المجتمع المزابي، وفق ما يحتاجه إنسان القرن 21.. حيث تظهر المدينة كعبق من موروث تاريخي قديم يعبق برائحة الأصالة، مع وسائل عصرية يحتاجها الانسان وتحافظ على البيئة.
ويوضح مؤسسها أحمد نوح “لمجلة التنمية المحلية: ” بدأت فكرة إنشاء هذه المدينة في 1997 كبديل للمدن الإسمنتية التي انتشرت واجتاحت مناطق الصحراء، فكرنا في وضع بديل في هذه المنطقة الصخرية الجبلية القاحلة”، وأضاف قائلا “من كان يتخيل ذلك في سنة 1997؟ (…)
يجب الإيمان بالمشروع ونحن فعلا آمنا به، وهنا يتعايش العصري مع الموروث من أجل الحصول على مدينة بيئية صالحة للحياة”.
بيوت بألوان الصحراء
ظهرت فكرة تشييد هذه المدينة في 1997 كبديل للمدن الإسمنتية، وجاء طرازها وفق هندسة معمارية تقليدية باستخدام الحجر والجبس والجير، عوضاً عن مادة الإسمنت التي شوهت قصور ومدن الصحراء، وتم إختيار هذه المواد كونها توفر عزلاً جيداً من الحر والضجيج الخارجي زيادة على ثمنها المنخفض.
تقع تافيلالت التابعة لقصر “بني يزقن” على قمة صخرية في منطقة مزاب بمدينة غرداية، وهي أول مدينة صديقة للبيئة في الجزائر تحتوي على 1.050 سكن، بتعداد يفوق5.000 شخص، مبنية وفق هندسة معمارية محلية تم تطعيمها بوسائل الراحة العصرية، فالبيوت متلاصقة وبارتفاع واحد، ولا تزيد عن طابق أرضي وطابق علوي، بطراز أمازيغي متوارث منذ قرون.
كما تم طلاء البيوت كلها بألوان الصحراء الطبيعية، وهي مزيج من الأصفر والأبيض المناسب لدرجات الحرارة الحارقة كما هو حال كل القصور في ولاية غرداية التي سبقت المعايير الحديثة للبناء الصديق للبيئة، أي الانسجام مع المحيط والبناء المستدام واقتصاد الطاقة والماء وتسيير النفايات وضمان الراحة في ما يتعلق بدرجة الحرارة والضجيج والمناظر.
وبرأي عضو مؤسسة “أميدول” كريم صديق “: “نحن لم نخترع شيئاً جديداً وكل ما فعلناه أننا أحيينا نظرة أجدادنا في حماية الطبيعة وعدم الاعتداء عليها”، هكذا علق “كريم صديق” وهو عضو في مؤسسة “أميدول” صاحبة مشروع مدينة قصر تافيلالت الذي يجسد مفهوم الإدارة الإيكولوجية والمحافظة على البيئة في الجزائر.
وعوضا عن مادة الإسمنت المسلح الذي شوه مدن الصحراء عموما، تم اختيار الحجر والجبس والجير وهي مواد يسهل إيجادها في المنطقة وبأثمان بخسة إضافة إلى أنها توفر عزلا جيدا من الحر والضجيج الخارجي.بينما النوافذ هي من الخشب المشبك الذي يضمن خصوصية المنازل في هذه المنطة المحافظة، ويوفر تهوية طبيعية للشقق.
ليس هذا فحسب فنصف كمية المياه المستعملة تصفى بتقنيات بيولوجية، كما أن جزءا من الإنارة العمومية للشوارع مصدره الطاقة الشمسية، وللحفاظ على البيئة يقوم سكان القصر بفرز نفاياتهم. وتقديم بعض الفضلات البيولوجية للحيوانات التي يربونها داخل الحديقة.
من جهة ثانية يلتزم سكان الحي بالحفاظ على نظافة القصر وتتكفل كل أسرة بنظافة الحي الذي تقطن فيه لمدة أسبوع، كما يشارك السكان في صيانة المساحات الخضراء وفي كل الأعمال التي تخص المدينة .
حماية الموروث المعماري واحترام البيئة
تعد تجربة قصر تافيلالت -بحسب عديد المختصين في الحقل المعماري- نموذجا ومرجعا للمحافظة على التراث المعماري الذي يجمع بين الأصالة، وضمان حياة أفضل من خلال الإعتماد على التفسير الواعي والذكي للموروث المعماري الأصيل المحافظ على العناصر الحيوية في البيئة المحيطة.
وقد تمكن مصممو هذه المبادرة المعمارية النموذجية من وضع إستراتيجيات فردية لجمع وتسيير النفايات المنزلية والتكفل بتصريف النفايات السائلة والصلبة لساكني الحي.
كما تم إنشاء وبنجاح نظام للفرز الإنتقائي للنفايات الصلبة من أجل إعادة تدوير أفضل وكذا النفايات المنزلية لاسيما تلك المخصصة للحيوانات مما يساهم في جمع الخبز وبقايا الفواكه والخضراوات الموجهة لحديقة الحيوانات المصغرة، واستحدث كذلك مشيدو القصر نظاما للمعالجة البيولوجية للمياه المستعملة عن طريق نباتات مائية ونظام للإضاءة العمومية بالطاقة الشمسية. ومن جهة أخرى يلتزم سكان تافيلالت بالحفاظ على نظافة القصر وتتكفل كل أسرة بنظافة الحي الذي تقطن فيه لمدة أسبوع.
لقد حازت تافيلالت على عديد الجوائز المحلية والدولية كجائزة المسابقة الدولية الموسومة “الأحياء النموذجية المستدامة” التي نظمت بمراكش المغربية، كما حاز أيضا على المرتبة الثانية في “الجائزة الكبرى للحي المستدام النموذجي”، واعتبرته لجنه التحكيم العالمية نموذجاً يحتذى به.
وقد تم عرض تجربة إنجاز هذا القصر “الإيكولوجي” لتافيلالت في الدورة الـ23 لمؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية بمدينة بون الألمانية، كتجربة غير نمطية ببناء سكنات تتوافق مع مميزات الهندسة المعمارية المحلية وبمواد بناء محلية تجمع بين الهندسة والتنمية المستدامة مع إيلاء اهتمام خاص للمحافظة على البيئة.
كما فازت بجائزة ”إنرجي غلوب الدولية 2020” التي تعد واحدة من الجوائز المرموقة عالميا في مجال البيئة والاستدامة التي تمنحها سنويا مؤسسة “إنرجي غلوب” النمساوية لإنجاز قصر يتوفر على مناخ حيوي فريد وهو قصر “تافيلالت”.
الحديقة الإيكولوجية بتافيلالت.. حكاية وجمال
بين واحات النخيل وعلى هضبة صخرية، يطل عليك قصر تافيلالت أين تستوقفك أشكال العمارة الأمازيغية الأصيلة وألوانها المتناسقة.. وما يثير الفضول في هذا الصرح المعماري هذه الحديقة فوق أرضية جبلية وصخرية حدائق ومساحات خضراء وحظيرة للحيوانات التي تستقطب فضول السياح وزوار المنطقة. المطلة على وادي ميزاب.. تتزاوج فيها خضرة الطبيعة بتصاميم وتحف فنية، تساهم في إعطاء منظر جمالي أفضل للحديقة. كما وتتزين نظرة الزائرين بجمالية الطيور البديعة ومختلف الحيوانات التي تعيش في المنطقة..
أقام سكان قصر تافيلالت خارج أسوار المدينة، حديقة خارجية لتحل محل الواحات التي عادة ما تجاور قصور مزاب من أجل تلبية متطلبات السكان، فمنذ 2010 تم الاتفاق مع سكان قصر تافيلالت والعمل على أن يغرس كل فرد في المدينة ثلاث أشجار “نخلة، وشجرة مثمرة، وشجرة للزينة”، على أن يسقيها ويحافظ عليها وفق معايير الزراعة البيولوجية دون استخدام الأسمدة أو المبيدات أو المواد الكيمياوية، لتكون جاهزة أمام الزوار في 2017 حسب ما صرح “للتنمية المحلية” عيسى بوشلاغم مرشدنا السياحي للحديقة.
وفي الحديقة حوالي 80 نوعا من الحيوانات التي تعيش في المنطقة مثل الماعز والخرفان وأنواع من الطيور والدجاج ومختلف الزواحف كالأفاعي والعقارب.. والجمال والأحصنة..، أو تلك الحيوانات التي تتأقلم مع بيئة والجو المناخي الصحراوي للمنطقة ..
أضاف”عيسى” بان إدارة الحديقة اهتمت أيضا بجانب الديكور التقليدي للحديقة، “فالأمر لا يُعدو مجرد وضع الحيوانات في أقفاص وانتهى، بل تم بناء هذه الأقفاص وفق الفلسفة العمرانية لقصر تافيلالت بنمط ديكوري يمتاز بالإبداع والراحة النفسية للزائرين لتكريس جمالياتها، وتوفير أفضل السبل، لاستقبال السياح بين جنباتها، وتالياً استمتاعهم بمحتوياتها”.
وهذه العملية مجتمعة، يطلق عليها “فن تنسيق الحدائق” ويقوم بها مجموعة من الأخصائيين، وينضوي هذا الفن الذي يدعى لاند سكيب ديزاين Landscape Designضمن إطار علوم تخطيط الحدائق، التي باتت تُدرس في الأكاديميات والجامعات، انطلاقا من أهميتها البالغة، بالنسبة للمخططات الإنمائية للمدن، وللإنسان بشكل عام.
ويجد الزائر للحديقة الإيكولوجية لقصر تافيلالت (ذات البيئة الصحراوية، والجبلية القاحلة)، أنها باتت بساطا اخضر مفروشا بأنواع الزهر والشجر ومزينا بعشب تغطي الأرض بلون بهيج.
وبالتوازي عمل القائمون على الحديقة – كما أضاف محدثنا- بتوفير الجو المناسب للعائلات التي تزور الحديقة رفقة أبنائها، بتوفير مجموعة من الألعاب الآمنة للأطفال، كما تمّ تخصيص جزء آخر من الحديقة لاستراحة العائلات خصوصا في الأمسيات بعد يوم شاق من العمل، فهو يستمتع بجمالية المكان، ويراقب أطفاله وهم يستمتعون بالألعاب المتوفرة.
الهدف النهائي هو الحرص على توفير الاستراحة والاستجمام لمختلف العائلات، وشرائح الزوار من أبناء تافيلالت أو القادمين إليها من مختلف ربوع الوطن الفسيح.
المواطنة البيئية.. فلسفة ومفهوم ذو بُعد اجتماعي
المواطنة البيئية تجسد مسؤولية الانتماء المعززة بالمبادرات الفردية والجماعية في دعم المشاريع المحلية والوطنية، كما تمثل مؤشراً يُحدد مستوى وعي الفرد والمجتمع بضرورة المساهمة المسؤولة والمتفاعلة مع التنمية المحلية. تبرز في مجموع القيم والعادات والتقاليد والأعراف والمبادئ، التي تعزّز العلاقة مع النظم البيئية ومكوناتها الأساسية. وهي بذلك تمثل وسيلة تفاعلية في استراتيجية بناء المبادئ والمسؤوليات والالتزامات الموجهة لبناء السلوك البشري وإنجاز أهداف التنمية المستدامة.
وما شدّ انتباهنا ونحن نستمع للشروحات المقدمة إلينا في الحديقة الإيكولوجية لتافيلالت هو فلسفة تسييرها، فضمن جزئيات تبدو أنها بسيطة لكنها عميقة بين سكان تافيلالت لهذا الصرح الجمالي والحضاري، لتتجسد كمثال بارز ونموذجي للمحافظة على البيئة، واستشعار أهميتها، فيذكر لنا المرشد السياحي وبكثير من الفخر، بأن جميع حيوانات الحديقة يتم إطعامها من بقايا الطعام وخضروات المطبخ لسكان المدينة وفق اتفاقية مبرمة معهم تستند على تقديم بقايا المأكولات والخبز اليابس أو ما يتبقى من تحضير الوجبات المنزلية من خضروات وفواكه لحيوانات الحديقة، ضمن مبدأ “الحفاظ على النعمة” الذي عرف به أجدادنا” – يضيف بوشلاغم- فقديما كانت جميع العائلات لديها من الحيوانات المنزلية كالدجاج، أو الماعز ما يجعل بقايا الطعام يوجه لها، بينما في الوقت الحالي وبحكم الحضارة وضيق المنازل فإن نفس المبدأ تحول إلى اتفاقية بين سكان تافيلالت وإدارة الحديقة، على أن يستفيد كل منخرط في العملية من 60 حبة بيض (من دجاج الحديقة) كل نهاية الشهر، وإن استمر في نفس الوتيرة فسيستفيد بعد 3 أشهر أخرى، زيادة على البيض قارورة 1 لتر من حليب الماعز (الموجود في الحديقة)، ثم بعد 6 أشهر يستفيد من دجاجة (يختار نوعها) كهدية من الحديقة يُربيها المستفيد في منزله أو يتبرع بها..
والهدف النهائي من العملية هو الحفاظ على النعمة وشكرها، في إطار ما يسمى بـ “الرسكلة” من داخل المنزل، وتشرف عليه ربة المنزل، بتعليم أبنائها وضع بقايا الخبز على حدى، وبقايا التمر أو نواته على حدى…الخ.
وتضمن هذه العملية من جهة أخرى استمرار ارتباط سكان منطقة تافيلالت بحديقتهم (الأشجار التي زرعوها)، وبحيواناتها التي يطعمونها وهناك حتى من أطلق أسماء على بعض حيوانات المنطقة نظرا لارتباطهم بها، ومحبتهم لها، وبالتالي الإفتخار به والمحافظة عليه.. وبالتالي يتم ضمان الاستفادة الجماعية من هذا الصرح في منطقة جبلية صخرية لم يكن يُتصوّر أن تكون فيها الحياة من جديد، بل وتكون مقصدا للزوار من كل حدب وصوب.
وتساهم الحديقة الإيكولوجية بتافيلالت وفق ما ذكره المرشد السياحي في تنمية الثقافة البيئية لدى أطفال وشباب المنطقة، فمنذ انطلاق الموسم الدراسي فإن رزنامة الزيارات تكون مكثفة بالنسبة لجميع المؤسسات التربوية من جميع الأطوار خاصة التحضيري والروضة وكذا المدارس الابتدائية. كما أضاف المرشد السياحي: “أنه من المثير للاهتمام أن المؤسسات التربوية أصبحت تهتم بمواضيع حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيزها، على غرار تقديم الأعمال الشخصية التي يُكلف بها التلاميذ والطلبة في مؤسساتهم التعليمة وحملات زراعة الأشجار والمشاريع المدرسية المصغرة لتدوير النفايات، إضافة إلى العمل الميداني المتمثل في الرحلات الطبيعية في إطار السياحة البيئية نحو بعض الحدائق كالحديقة الإيكولوجية بتافيلالت.
وهذا الأمر له دور كبير في تشجيع الأطفال والشباب على المشاركة الإيجابية والفعالة من أجل الدفاع عن القضايا البيئية وترسيخ قيم الحفاظ عليها
وأضاف مسؤولي الحديقة أنّ من بين الزائرين إلى الحديقة طالبات في المتوسط والثانوي من مختلف المؤسسات التعليمية، وبما أن الانسان ابن بيئته، فسيتم قريبا فتح ورشة تدريبية لتعليمهن كيفية التعامل مع الماعز، وكذا كيفية (حلبها) استخراج الحليب منها، وهذا ضمن المساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي في المنطقة، فقد كانت جداتنا تتعاملن بشكل يومي مع الماعز، الذي هو مصدر رزق العائلة من الحليب.. بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة المقاولاتية بمحاولة ارشادهن لفتح استثمارات لتربية الماعز، والمساهمة في العملية الإقتصادية محليا ووطنيا وبطرق حديثة.
المساحات الخضراء.. مورد قيم لتوفير الصحة الحضرية المستدامة:
الحديقة الإيكولوجية في قصر تافيلالت قصة وتجربة إنسانية نموذجية فريدة من نوعها، بروعتها وسحرها المعماري والطبيعة المترفة للوحات فنية خالدة أرادها أبناء المنطقة تحفة لصرح خالد في الجزائر، أضحى وجهة مفضلة ومقصدا للعديد من الزوار بمختلف مسؤولياتهم ورتبهم (رؤساء، سفراء، ووزراء)، كونه ترجمة لموروث معماري أصيل محافظ على البيئة.. تغري السياح من داخل الوطن وخارجه.
ولتكون بذلك احدى مفردات المنجزات الحضارية التي تفخر بها مزاب والجزائر، والتي تقوم على أساس علمي في التصميم والوظائف، خصوصا في ظل تميزها بتوفير مساحات خضراء توفر الصحة النفسية في المناطق السكنية، وتشتمل على مرافق حيوية وترفيهية ذات جوهر ثقافي وقيمي.
وقد تُضاف إلى تلك المفردات، عناصر الحفاظ على البيئة والرسكلة واستخدام الطاقة الشمسية، مع مراعاتها لتوفير كافة متطلبات ومستلزمات الترفيه العائلي.
وتقدم نموذجا ناجحا لتشجيع المبادرين والمستثمرين بمشاريع مماثلة تهدف إلى مكافحة المشاكل البيئية وإيجاد حلول ناجعة لحماية المساحات الخضراء، والموارد الأحفورية واستعمال الطاقات المتجددة.
عن مجلة التنمية المحلية