أُعلن عن انشاء مؤسسة ” إلياس” للتوحد، في مدينة بوفاريك (البليدة)، أمس السبت، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية ومختصون وجمعيات وأولياء أطفال مصابون بالتوحد من مختلف أنحاء البلاد.
في تصريح لوسائل الإعلام قالت رئيسة المؤسسة، فراح أسيد، بأن هذا التنظيم لا يأخذ على عاتقه التكفل بالمتوحدين بل سيرافع من أجل منحهم حقوقهم كاملة بصفة فئة من المجتمع، واصفة المؤسسة بأنها مشروع حياة بالنسبة لهم.
وأكدت المتحدثة التي هي أم للطفل الياس المصاب بالتوحد، بأنها وأعضاء مكتبها التنفيذي سيعملون على تغيير النظرة الدونية للمصابين بالتوحد، والذي “لا يعتبر مرضا بل ظاهرة خلقية لفئة معينة من المجتمع”، على حد قولها.
وأضافت بأن مؤسسة ” إلياس” تهدف إلى إدماج المصابين بالتوحد في كل المجالات ومرافقة أوليائهم خاصة الذين يجدون صعوبة بالغة في التكفل بأبنائهم، حيث كشفت بأن المؤسسة ستقوم بتشكيل لجنة علمية لأجل ذلك.
وأوضحت رئيسة المؤسسة بأن المصابين بالتوحد “يعانون من التهميش، ونبذ المجتمع والتنمر، وهناك نقص في تفهمهم وعدم الإيمان بقدراتهم، مما يستدعي القيام بعمليات تحسيس وتوعية لتغيير النظرة تجاه هذه الفئة”، بحسب تعبيرها.
وأسس أولياء الأطفال المصابين بالتوحد المؤسسة بحضور مختصين وممثلين عن قطاعات التربية والرياضة الثقافة والنشاط الاجتماعي والتضامن لولاية البليدة، وستتولى اللجنة العملية المراد تشكيلها تصحيح بعض المعتقدات الخاطئة.
لابد من وضع تشريع للحفاظ على حقوق المصابين بالتوحد
كما تقدم اللجنة اقتراحات موضوعية لوضع إطار تشريعي ملائم يصون حقوق المتوحدين ويُسهل ادماجهم في المجتمع، تماشيا وتعليمات رئيس الجمهورية الموجهة للحكومة في اجتماع مجلس الوزراء بتاريخ 18 أفريل 2021، لايجاد الآليات المناسبة للتكفل بأطفال التوحد.
بدورها قالت رئيسة الجمعية الوطنية للأخصائيين الأرطفونيين أمينة بوسعادة، إن العلاج الأرطفوني يهدف إلى مساعدة الحاملين لاضطراب التوحد على التبليغ بتوصيل مشاعرهم والتعبير عن احتياجاتهم سواء كانوا أطفال متوحدين لفظيين أو غير لفظيين.
وأضافت المتحدثة بأن المساعدة على التبليغ تكون عن طريق تمارين خاصة حسب السن، وذلك لاكتساب اللغة مهما كانت للتواصل مع بقية أفراد المجتمع، وهكذا يمكن أن تكون لهم فرصة للاندماج في المجتمع.
وأكدت بأنه في بعض الحالات يُصنف مصابين بأمراض أخرى على أنهم متوحدين لصعوبة تشخيص الداء وهذا ما يجب تداركه. وأشارت إلى أن المشاكل التي تعترض عمل الأرطفونيين التعرف على احتياجات الطفل المصاب باضطراب في السلوك، وبالتالي يكون من الصعب فهم ما يريد، فقد يدخل الطفل في نوبات بكاء أو يكون منطوي أو يقوم بحركات غير عادية يمكن تعديلها بمساعدة الإخصائي النفسي”.
وحول الحلول اللازمة التي ينبغي توفيرها للتكفل بأطفال التوحد قالت المتحدثة: ” أولا نأمل في توفر مراكز لرصد الأطفال الحاملين لاضطراب التوحد ثم القيام بالفحص المبكر للقيام بالعلاج المبكر مع توفير الهياكل اللازمة لذلك مع تحسيس المجتمع بضرورة تقبل هذه الفئة وحسن التعامل معها “.
من جهتها، قالت المختصة في العلاج الوظيفي ياسمين إيراتني بأن المتوحدين يعانون من مشكل الحواس، لذا يتم تلقينهم التصرفات التي يجب القيام بها في حياتهم اليومية، ودعت إلى جلب مكونين لتكوين إطارات متخصصة في مجال التوحد، الأمر الذي سيسهل ادماج المصابين بهذا الاضطراب في المجتمع.