قرية الجواهر تبعد عن مقر بلدية سيدي لحسن بسيدي بلعباس بحوالي 2.5 كلم، تعرف نقائص بالجملة تعيق الحياة اليومية لسكانها وتؤثّر سلبا عليهم، وتجعل منها منطقة ظل بامتياز، إذ تغيب عنها كل متطلبات التهيئة الحضرية والعيش الكريم.
هي منطقة ظل يقطن بها 1100 نسمة وتحصي 350 سكن، منها 100 مسكن شيد للقضاء على السكن الهش، حيث تم ترحيل سنة 2013 العائلات التي كانت تسكن بالبيوت القصديرية والسكنات المهترئة بعاصمة ولاية سيدي بلعباس، واستفادوا منها في إطار السكن الريفي المجمع، كلفت ببنائها مقاولات خاصة إلا أن أشغال التهيئة الخارجية، لم تكتمل بها بعد فما زالت الطرقات وشوارع أحياء القرية غير معبدة ودون أرصفة، كما أنها تفتقر للمساحات الخضراء وتنعدم بها الإنارة العمومية.
سكان يشتكون التهميش..
وضعية جعلت سكان منطقة يطالبون السلطات المحلية ببرمجة مشاريع من أجل إعادة بعث المنطقة وتحسين وضعهم المعيشي، بما في ذلك تخصيص أغلفة مالية لترميم السكنات الهشة التي تعود للحقبة الاستعمارية، وأيضا توفير متوسطة لأبنائهم.
فالأحياء تنعدم بها الإنارة العمومية على مدار السنة ما يغرق القرية في الظلام الدامس، ويتعذر عليهم الخروج الى الصلاة عند الفجر والعشاء، خوفا من الوقوع في الحفر، فبعد انتهاء أشغال مشروع انجاز شبكة الصرف الصحي للقضاء على الحفر، لم يتم تعبيد الطرقات بالخرسانة الزفتية ولم يتم انجاز أية مساحات خضراء، وتبقى المياه الصالحة للشرب الشغل الشاغل لسكان الجواهر، الذين قالوا أنها لا تسيل من الحنفيات إلا مرة كل 15 يوما، ويضطرون لاقتناء الصهريج بـ 1500 دج.
من جهة أخرى، يطالب السكان بتحسين الخدمات الصحية بقاعة العلاج المجاهد مويلح، التي لحد الآن تفتقر للتجهيزات الضرورية، كما أن الطبيب لا يزورها إلا مرتين في الأسبوع، ويوجد بها ممرض وحيد ولم يتم دعم غرفها بالتدفئة.
محلات مهنية مغلقة..
تم إنجاز محلات مهنية لصالح الشباب البطّال من حاملي الشهادات المهنية، إلا أنها لم تستغل بعد عدا محلين يبيع احدهما الخضر والفواكه، والآخر يبيع المواد الغذائية، وأشار السكان إلى أن دار الشباب لم تعد تستغل.
انعدام المرافق العمومية وغياب النقل الجماعي من بين أهم انشغالات سكان المنطقة، إذ يطالب سكان الجواهر بالتفاتة السلطات ودعم قريتهم بمرافق عمومية من شأنها حل مشاكلهم اليومية، على غرار ملحقة للبلدية، مكتب بريد، ملحقة للجزائرية للمياه وملحقة لشركة توزيع الكهرباء والغاز، حيث يضطرون الى استئجار سيارة خاصة لقضاء حاجاتهم بمقر بلدية سيدي لحسن أو عاصمة ولاية سيدي بلعباس، بينما لا وجود لحافلات للنقل الجماعي أو سيارات الأجرة الجماعية.
وطالب السكان بتوظيف إمام بمسجد القرية، ناهيك عن مطالبة شبان المنطقة بالمرافق الترفيهية للحد من مظاهر الركود والملل، فجل شباب القرية إما بطال أو عامل يومي، وللترويح عن النفس يتنقلون الى عاصمة الولاية ولا يرجعون الى قريتهم إلا مساء، فلا مكان يلجأون إليه للترويح عن النفس ولا حتى مقهى يجالسون فيها.
ومن السكان من يطالب بحقه في الاستفادة من البناء الريفي والإعانات المالية لترميم السكنات القديمة، التي تآكلت مع مرور السنين.
وضع مزرٍ بحي 100 سكن..
يعيش على مدار عشرية من الزمن سكان حي 100 بقرية الجواهر على وقع التهميش، فهم على حد تصريحاتهم لـ «الشعب» خارج كلّ خطط التنمية، فقد تم ترحيلهم سنة 2013 دون استكمال التهيئة الخارجية أو تعبيد الطرق، ولم تنجز أرصفة بها ولا وجود للإنارة العمومية، فطرقها تغرق في الأوحال خلال الأيام الممطرة.
هؤلاء السكان أغلبهم تم ترحيلهم من عاصمة الولاية الى الحي الجديد في إطار القضاء على السكن الهش، وقد استفادوا من قطعة أرض ومبلغ 70 مليون سنتيم، سلم المشروع لمقاولة، إلا أنها لم تنه كل الأشغال التي أوكلت لها، ومنذ ذلك الحين والسكان يناشدون السلطات الالتفاتة الى وضعهم.
الأطفال يطرحون انشغالاتهم
ليس الكبار وحدهم من يطالبون بالعيش الكريم بل ينتظر الأطفال أيضا أن تأخذ السلطات انشغالاتهم على محمل الجد، حيث أكدوا أنهم بحاجة لوسائل الترفيه التي لا وجود لها، ولأن الشارع هو ملاذهم الوحيد بعد ساعات المدرسة، يناشدون أصحاب القرار تعبيد الطرق عبر الأحياء حتى يتسنى لهم اللعب وركوب الدراجات للتسابق مع أقربائهم، وأيضا تجهيز الملعب الجواري بالكرات لتمكينهم من لعب كرة القدم.
وتنتظر قرية الجواهر نفض الغبار عنها ويناشد سكانها السلطات الولائية النظر بعين الاعتبار إلى هذه المنطقة بتمكينها من حقها التنموي، والقضاء على النقائص التي تحول دون العيش الكريم.
رئيس البلدية يعد بنقل انشغالات المواطنين
في ردّه على انشغالات المواطنين، لم ينكر رئيس المجلس الشعبي البلدي أن منطقة الجواهر لم تحظ بحقها في التنمية، وخاصة حي 100 سكن الذي يفتقر لأدنى متطلبات العيش، وأكد أن مصالحه تسعى لإيصال انشغالات سكان المنطقة للسلطات الولائية لأجل تسجيل عمليات لصالحهم في إطار البرنامج البلدي للتنمية، ويطمئن المسؤول عن البلدية السكان الذين وضعوا ثقتهم فيه بالسعي لأجل حل مشاكلهم، ورفع الغبن عنهم.