أحدثت موجة الجفاف والحرارة التي عرفتها بمنطقة بسكرة العام الماضي هستيريا لدى منتجي التمور، رافقتها إشعاعات حول تضرر إنتاج التمور بنسب كبيرة عكس الواقع، لكن كان لها تأثير سلبي على سمعة التمور الجزائرية استغلها منتجون ومصدرون لضرب تواجد التمور الجزائرية في الأسواق الدولية .
مدير المصالح الفلاحية لولاية بسكرة فنّد هذه المزاعم التي لا تستند إلى الواقع، وأكد أن الموسم الماضي كان استثنائيا في ارتفاع درجات الحرارة، لكن انتشار بوفروة وسوسة التمر ارتكزت بالأساس في الواحات المهملة أو ما يكمن تسميته ببؤر الوباء، وهي واحات ذات مردود سيء بالأساس، تقع في قري سريانة والحوش واوماش.
وتقوم المصالح المعنية سنويا بمعالجة هذه الواحات بصفة وقائية للحيلولة، ودون انتقال الطفيليات إلى البساتين، المهمة هدفت إلى كسر سلسلة الحياة لآفة بوفروة عن طريق معالجة بيولوجية لا تشكّل خطرا على صحة الإنسان.
ومكّنت الحملة من معالجة أكثر من مليون نخلة، ويتم التركيز في المعالجة على بؤر الوباء بالواحات والنخيل المسن، وكذا بساتين صغار الفلاحين بينما يتكفل بقية المزارعين بمعالجة بساتينهم على حسابهم الخاص، ويؤكد أن الأدوية متوفرة لدى التعاونية المتعددة الخدمات وفي نقاط البيع المنتشرة عبر البلديات، ويلاحظ أن الفلاح مهما كانت قدراته المادية ما يزال ينتظر تدخل الجهات الحكومية.
ومن أجل محاصرة هذه الأوبئة والحيلولة دون انتشارها، اعتُمد برنامج إعادة الاعتبار للنخيل القديم من خلال توفير مياه السقي وفتح المسالك الفلاحية بجميع مناطق الولاية، إضافة إلى العمل ألاستباقي في مواجهة الظاهرة من خلال تحسيس الفلاح بضرورة العناية ببساتينهم عن إزالة الأعشاب الضارة ومخازن التمور غير الصالحة والقديمة، والتي تشكل بيئة ملائمة لنمو وانتشار الطفيليات خاصة البوفروة.
وحسب مدير الفلاحة، فإنّ الحملة ستنطلق في النصف الثاني من الشهر الجاري، ويشارك فيها المعهد الوطني لحماية النباتات والشركات الصغيرة المختصة، وقد شكلت موضوع يوم تحسيسي لفائدة منتجي التمور بالولايات المعنية، خاصة وأن آفات النخيل لاسيما بوفرة وسوسة التمراذا لم يتم محاصرتها، والقضاء على سلسلة الحياة للحشرة المسببة للوباء سيكون لها تداعيات خطيرة على سلامة المنتوج.
ويؤكد نفس المصدر، أن الخسائر في أسوأ الظروف تقدر بـ 30 بالمائة بينما تعرض إنتاج التمور إلى حملة غذتها الشائعات، أثرت على سمعة التمور الجزائرية، حيث كَثُر الحديث غير المؤسس عن إصابة 70 بالمائة من التمور بالبوفروة، لكن المعاينة أثبتت العكس حيث سجلت جودة التمور تحسنا مقارنة بالموسم 2020، وذلك بتأثير ايجابي للحرارة في المساعدة في تركيز السكر في الثمرة.