تعرف المشاتي المتفرقة في ثلاث بلديات بدائرة الكويف في ولاية تبسة، تراجعا تنمويا على جميع الأصعدة حيث تعتبر من أفقر المناطق بالولاية بالرغم من توفرها على مقومات اقتصادية، سياحية وفلاحية تمكنها من التقدم في جميع المجالات.
تمحورت انشغالات سكان هذه المناطق في مشاريع تخص فك العزلة عنهم على ضوء تباعد المشاتي وصعوبة التضاريس، حيث تسببت المسالك المهترئة في غلاء أثمان تنقلاتهم لقضاء حوائجهم، وتعرف عزلة تامة خلال التقلبات الجوية، وطالب السكان في عديد المناسبات من السلطات المحلية بضرورة برمجة مشاريع تنموية لفك العزلة ورفع الغبن عنهم.
إضافة إلى طرح إشكالية التموين بمياه الشرب وحتى الكهرباء، فلجأ معظمهم إلى اقتناء مياه الصهاريج.
متاعب النقل المدرسي
من جهتهم، يضطر التلاميذ للتنقل مسافة لأكثر من 3 كلم للوصول لأقرب مدرسة باعتبار أن مشكل النقل المدرسي يشكل هاجسا حقيقا للأولياء والتلاميذ، خاصة ساكني المناطق الريفية والنائية منها، ما أثر سلبا على المتمدرسين وبشكل خاص الإناث، اللواتي يضطررن للتوقف عن الدراسة خوفا عليهن من مخاطر الطريق.
ويطالب أولياء التلاميذ في كل من منطقة «كيسة» ببولحاف الدير و «رأس العيون» بالكويف وغيرها من المشاتي بدائرة الكويف، من السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي، بضرورة توفير النقل المدرسي لأبنائهم من أجل تحسين تحصيلهم العلمي وتحقيق نتائج دراسية مقبولة ومرضية.
وأكدوا أن هذه الإشكالية من بين أهم النقاط التي أثرت سلبا على نتائجهم الدراسية، خاصة وأنهم يتنقلون لمسافات طويلة مشيا على الأقدام والأمر الذي يصبح أكثر تعقيدا خلال برودة الشتاء وحرارة الصيف، ناهيك عن مختلف أشكال الخطر التي يتعرضون لها في الطريق، انطلاقا من الانتشار المخيف للكلاب الضالة التي تزرع الرعب في قلوبهم، وصولا إلى الاعتداءات والسرقة وحوادث السير.
في ذات الصدد، أكد «بشير نصر» رئيس مصلحة البرمجة بمديرية التربية بولاية تبسة، أن إقليم الولاية بحاجة ماسة لقرابة 30 حافلة للنقل المدرسي للخروج من هذه الأزمة التي باتت تؤرق التلاميذ وأولياءهم، مشيرا أيضا إلى أن المساحة الشاسعة لإقليم الولاية والعدد الكبير للمشاتي المتفرقة، عوامل ضاعفت من حدة الأزمة التي تعمل السلطات العليا على القضاء عليها تدريجيا.
في انتظار مشاريع جوارية…
من جهتها، أكدت السلطات المحلية استفادت العديد من المشاتي بدائرة الكويف، من مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن وتحسين ظروف العيش الكريم لسكان هذه المناطق النائية.
وتمحورت هذه المشاريع بين الاستفادة من ربط مناطق نائية بمياه الشرب وأخرى بالكهرباء، وحتى بالغاز، فيما استفادت مناطق أخرى بمشاريع متعلقة بإعادة تهيئة طرق ومسالك ريفية، ومن بين ذلك مشاريع منطلقة وأخرى أعطيت فيها إشارة الانطلاق مؤخرا.
وفي هذا الصدد، تم ربط قنوات الضخ والتوزيع للخزّان الموجود «300م³ « نحو خزان «1000م³ عين الفضّة وخزان «300م³»عين الباي، ووضع قنوات التوزيع «PEHD» من خزان «300م³»، والتي بلغت نسبة الأشغال به «60 بالمائة»، يندرج المشروع ضمن مشاريع التكفل بمناطق الظّل ويهدف إلى تموين حوالي «6000» نسمة من بلدية الكويف منهم «1000» نسمة سكان منطقتي الظل «عين الشجرة والقارة» بالمياه الصالحة للشرب، وذلك يوميا لمدة أربع ساعات.
و سيتم نهاية السنة الجارية تزويد منطقتي «كيسة وأولاد سالم «بالمياه الصالحة للشرب، بعد الانتهاء من المشروع الذي انطلقت به الأشغال في 12 أكتوبر 2021 بآجال تعاقدية «12» شهرا، ويهدف إلى تموين قرابة «1000» نسمة بالمياه.