تشكل مسألة حماية التراث الثقافي المحلي من أبرز اهتمامات الجمعية القاسمية الثقافية والتراثية بالقصر العتيق لمدينة ورقلة، والتي تساهم في مساعي المحافظة على التراث الثقافي المادي واللامادي الذي يشتهر به سكان هذا الفضاء العمراني العريق، حسب تصريحات مسؤولي الجمعية.
من بين تلك الجهود، توفر الجمعية على مكتبة تراثية التي تضم بين رفوفها نحو 300 عنوانا من المطبوعات والمخطوطات القديمة التي تتحدث عن تاريخ مدينة ورقلة ومختلف الحقب التي مرت بها، وكذا أعلامها ومشايخها الذين تركوا بصماتهم في المشهد الديني والثقافي والتراثي بالمنطقة، مثلما صرح لـوأج رئيس الجمعية إبراهيم رزقي.
كما تزخر المكتبة بمعلومات متنوعة حول سيرورة الحياة اليومية للمجتمع الورقلي قديما وكذا الأنشطة الممارسة حينها من تجارة وفلاحة وصناعة تقليدية، فضلا عن كيفية تحرير عقود الزواج سابقا، وآليات تقسيم الميراث وغيرها من الشؤون التي تهم المجتمع آنذاك، وفق ما شرح ذات المتحدث.
وتفتح مكتبة الجمعية أبوابها أمام الجمهور سيما الشباب حيث تضمن لهذه الفئة أنشطة تحسيسية حول أهمية التراث الثقافي المادي و اللامادي، والسبل الكفيلة للمحافظة عليه، وكذا التعريف به للأجيال الصاعدة لضمان استدامته، كما أشير إليه .
وتساهم الجمعية أيضا في أنشطة اجتماعية أخرى سيما منها تأطير وتوجيه الشباب، وتوعيته بخصوص تجنب أخطار بعض الآفات الإجتماعية المتفشية، إستنادا لنفس المصدر.
وتنظم تلك المبادرات التحسيسية لإحتضان الشباب على شكل ورشات متعددة ومن بينها ورشات الأشغال اليدوية، والمجموعات الصوتية وأيضا تحفيظ القرآن الكريم، وأنشطة أخرى.
وأكد ررزقي، أن الجمعية القاسمية الثقافية والتراثية بالقصر العتيق بورقلة التي تأسست في 29 فيفري 2016 إنشاء لجنة علمية تضم كوكبة من الأساتذة والمثقفين لتدريس مختلف أنواع العلوم لفائدة الشباب، وذلك في إطار سعيها لإستقطاب المزيد منهم، وتزويدهم بشتى حقول العلم والمعرفة، بما يضمن مرافقتهم وتحصينهم وحمايتهم من الآفات التي تهدد تماسك المجتمع.