شرعت ولايات نموذجية، في تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المتعلقة بتصويب الجهود و الإمكانيات المحلية لتطوير الزراعات الإستراتيجية خاصة الزيتية والعلفية، لتوفير المادة الأولية للصناعات الغذائية التحويلية، وتخفيض فاتورة استيرادها المكلفة.
في مزارع نموذجية بولايات الشرق و الوسط و الجنوب بدأت زراعة “الكولزا” أو نبات السلجم الزيتي يحتوي على نسبة زيت محصورة بين 40 إلى 50 بالمائة.
إطلاق هذه الزراعة الإستراتيجية، جاء تجسيدا لورقة طريق قطاع الفلاحة والتنمية الريفية لفترة 2020 -2024 ، لاسيما فيما يخص تطوير الزراعات الصناعية، وسيكون فيها المعهد التقني للزراعات الواسعة المسؤول على المتابعة والدعم التقني للفلاحين المنخرطين في هذه الشعبة.
قيمة اقتصادية
يعتبر السلجم الزيتي “الكولزا” ضمن الزراعات الزيتية التي تعول الجزائر على بعثها ابتداء من هذه السنة من أجل المساهمة في تقليص وارداتها من الزيوت النباتية والأعلاف، بالإضافة إلى قيمتها الاقتصادية في إنتاج زيت المائدة و المارغين، و المايونيز، و حفظ الأسماك و صناعة الأدوية ومواد التجميل و النسيج و الجلود و الأصبغة و الصابون و الشحوم في الطباعة.
ويقول المهندس الفلاحي نبيل عثمانية، إن زراعة “الكولزا” ذات أهمية في تحسين مردودية الإنتاج في الهكتار من خلال إدراجها ضمن “الدورة الزراعية” لأن إدراجها سوف ينقص من الأعشاب الضارة المستعصية، وكذا من أجل تكسير حلقة الفطريات المتواجدة على هشيم مخلفات محاصيل الحبوب فضلا عن تثمينها لمساحات الأراضي البور، كما يمكن الاستفادة اقتصاديا من بقايا المعاصر باستعمالها كأعلاف تكميلية غنية بالبروتينات في تغذية الأبقار الحلوب و الماشية و الدواجن، بالإضافة إلى تحسين مردود العسل للنحالين حيث ستكون هذه الزراعة بمثابة المنبه للنحل من أجل خلق حركة داخل الحقول المجاورة للأشجار المثمرة، كما تساهم هذه الأخيرة في تحسين الخصائص الفيزيائية الكيميائية للتربة.
خصائص النبتة
هذه الزراعة تتأقلم مع المناطق التي يبلغ فيها أو تزيد كمية التساقط عن 300 مم، ومن خصائص هذه النبتة تتميز بجذور وتدية عميقة تستغل المياه، وهو ما أكسبها خاصية مقاومة الجفاف وجذورها تشق المنطقة الصماء والتي تعيق تطور جذور الحبوب في الاتجاه العمودي (نحو الأسفل) و المتشكلة من طرف الاستعمال الخاطئ فلاح باعتماده في عملية الحرث على نفس وسائل الحرث وخاصة القرصية مع نفس عمق الحرث كل موسم فلاحي.
شروط زراعتها
احترام فترة أو ميعاد الزرع مع تهيئة مهد البذر جيدا بحيث يكون خالي من القلاقل الترابية، وفي المناطق الجافة ينصح إستعمال آلة الرولو لكبس التربة ولكي يكون هناك تماس جيد بين حبيبات التربة والبذرة، كما أن عملية الكبس تسهل للفلاح وضع البذرة في العمق المنصوح به من طرف المعهد التقني للزراعات الواسعة وهو ما بين 1,5 إلى 2 سنتمتر. ونجاح زراعته قبل كل شيء تعتمد كما ذكرنا سابقا على الفلاحين في ضرورة احترامهم لجميع حلقات المسار التقني من الحرث إلى غاية حصاد المنتوج.
خطوات نجاح زراعتها
من أهم الحلقات الأولية لنجاح هذه الزراعة ضبط آلة البذر مع احترام الكمية الواجب زرعها بالإضافة إلى التسميد الأزوتي والذي يساهم بشكل كبير على نمو الجزء الخضري وبالتالي تشكل أزهار كثيرة ثم من بعد ذلك تشكل قرون تحتوي على عدد هائل من الحب وبالتالي مردودا جيدا.
وتعتبر هذه الزراعة من أهم التحديات للفلاحين من أجل الخروج من زراعة قمح على قمح، وبالتالي تحسين مردودهم ولو بزيادة تقدر من 10 إلى 14% في شعبة الحبوب التي تلي هذه الزراعة.
وقد تم هذا الموسم توفير بذور تعادل زرع مساحة تقارب 5000 هكتار أو أكثر على المستوى الوطني بين ما هو مخصص لاستخدام الزيوت أو لإكثار البذور، فالبذور المتوفرة هناك المستوردة الهجينة يمكن زراعتها مرة واحدة و تعطي إن وجدت كل الظروف المناسبة مردودا جيدا، و المخصصة بالمعهد يمكن زرعها و إكثارها، مع العلم أن السلجم الزيتي يحتوي على نسبة زيت محصورة ما بين 40 إلى 50%.