“النسيلة” واحدة من المؤسسات الناشئة التي تشق طريقها في الإستثمار المحلي، وتحقق نتائج في وقت قصير..
تحاول العديد من المؤسّسات النّاشئة النشطة في إقليم ولاية البليدة، القيام بدورها في تحريك عجلة التنمية المحلية، سواء بتوفير مناصب شغل، أو المساهمة في الإنتاج الوطني، بل تتبوّأ المراتب لتشكل القاعدة التي يُبنى عليها الاقتصاد المتنوع.
ولتحقيق الثروة والتنمية ينبغي توفر مناخ استثمار ومنظومة قانونية ملائمين، لكن يبقى الإنسان هو الثروة التي تأتي في المقام الأول، ثم يأتي بعده الماء والطاقة والمعادن و ….فالإنسان يفكر ويُبدع، وهذا ما توقفنا عنده حينما زرنا مؤسسة “النسيلة” الناشئة.
تأسّست هذه المؤسّسة عام 2017 بصيغة شركة ذات مسؤولية محدودة من قبل الشريكين حمزة قداح ومحمد فرصاوي، حيث رفعا التحدي وقررا دخول عالم الاستثمار بعد سنوات قضاها في استيراد الملابس، ويقع مقرها في بلدية بني مراد بالقرب من محطة القطار.
تصدير..
وبعد مضي 3 سنوات استطاعت “النسيلة” أن تدخل السوق الأجنبية، إذ تصل سلعها إلى دول أجنبية مثل فرنسا وإنجلترا وستصل قريبا إلى كندا، وذلك عن طريق موزعين جزائريين مغتربين تتعامل معهم، كما تُوزّع سلعها أيضا في السوق الوطنية بشكل محترم، وبولاية البليدة تكاد تكون متوفرة في كل المحلات والمتاجر.
وتنتج “النسيلة” المواد السكرية والدهنية مثل السمن، السكر والعسيلة، وستٌوسّع إنتاجها في شهر رمضان المقبل بإنتاج مواد أخرى مثل الخل وماء الزهر، علما أنّها تقتني المواد الأولية من قبل متعاملين ومستوردين محليّين مثل مجمّع “سيفيتال”.
وعلى غيرها تأثّرت مؤسّسة “النسيلة” بالأزمة الصحية العالمية التي خلًفها فيروس “كوفيد-19” المستجد، فاضطرت إلى تخفيض إنتاجها بنسبة 30 بالمائة، بحسب ما قالت سماح رئيسة مصلحة الإدارة والتسويق “تأثّرت مؤسّستنا بفيروس كورونا بمجرد أن قررت السلطات تطبيق الحجر الصحي لأن نشاطنا توقف، كما أن بعض العمال لم يجدوا وسائل النقل للالتحاق بمقر العمل، هذه الأزمة الصحية فوتت علينا استغلال شهر رمضان الذي نركّز عليه لترويج سلعنا، وحاليا عدد العمال يبلغ 30 باحتساب الموزعين في الولايات، بعدما وصل عددهم 50 قبل الجائحة، لكن نتطلع لتوسيع نشاطنا في المستقبل وتوفير مناصب عمل إضافية دائمة أومؤقتة”.
تحول..
أما حمزة قداح، المدير العام للمؤسسة فأوضح لنا السبب الذي جعله يقرر إنشاء هذه الشركة مع محمد فرصاوي: “عملت لسنوات كمستورد للملابس، إلى أن راودتني فكرة تأسيس شركة، حيث قلت في قرارة نفسي لم لا أستغل رؤوس أموالي في أرض الوطن، وإفادة الاقتصاد الوطني بشركة ناشئة”.
وتابع صاحب 35 ربيعا بالقول: “تجاوزنا عدة عراقيل وتقدمنا خطوة إلى الأمام، وفي ظرف ثلاث سنوات أصبحنا نسوق منتجاتنا في أوروبا وبالأخص في الدول التي يوجد بها الجالية الجزائرية مثل فرنسا وانجلترا، فهم يفضلون سلعتنا التي هي جزائرية 100%، وقريبا ستدخل سلعتنا إلى كندا إن شاء الله…ونحن لا نحتاج لقروض أوأموال لتطوير نشاطنا، بل نأمل في تبسيط الإجراءات الإدارية وتسهيلها أمامنا مع إقرار تخفيضات أوإعفاءات ضريبية لنا، والأكيد أنّنا سننجح ونسهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتنويعه”.
تفوّق في إنتاج ورق التّغليف
تظهر شركة “EMBAL PAP BLIDA” ذات المسؤولية المحدودة، كنموذج يحتذى به في صناعة ورق التغليف، فتأسيسها مرّ عليه عقدان من الزمن من قبل الفقيد سيد أحمد بونخلة ابن بلدية بوعرفة الذي غيّبه الوباء رفقة 3 أفراد من عائلته في شهر أفريل الماضي.
تقع هذه المؤسسة في المنطقة الصناعية بالزاوية في بلدية بني تامو، وتُشغل 15 عاملا من بينهم المسير فريد دربال، الذي أصبح المسيّر الفعلي لها بسبب أقدميته، “أشتغل بهذه الشركة مدة 22 عاما، وبعد وفاة المدير العام، كلّفني شريكه زيدون سمير بتسييرها”.
وبخصوص طبيعة النشاط التي تقوم به ذات المؤسسة، صرّح لنا دربال: “نقوم بصناعة ورق التغليف بمختلف أنواعه، ونملك زبائن من مختلف أنحاء الوطن، وسبق لنا أن صدّرنا العام الماضي شحنة لمتعامل إسباني، وسنقوم قريبا بتصدير شحنة أخرى بحول الله تعالى”.
ولعل العائق أمام تطوير الصناعة المحلية وحتى الوطنية، ارتباطها الدائم بالأسواق الدولية التي تبقى الممول الوحيد بالمادة الأولية، وقال دربال إنّه “في نهاية سنوات التسعينات كانت الشركة تشتري المادة الأولية من مؤسسة عمومية لصناعة الورق تقع في سكيكدة، لكن للأسف بعد العشرية السوداء أفلست، وأصبحنا نعتمد على مستوردين محليين وأجانب”.