حذر المختصون في الميدان الطبي والوقائي بوهران من تنامي الحوادث المنزلية خلال الشهر الكريم، بسبب طول فترة المكوث في المطبخ، واقترانها بالإرهاق وغياب الوعي الوقائي لدى الأسر الجزائرية.
جاء ذلك على خلفية الارتفاع المتزايد في عدد الإصابات الناجمة عن الحوادث المنزلية بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، والتي تتصدرها التسممات والحروق بمختلف أنواعها وحوادث الانزلاق والسقوط، وكذا الاختناقات بغاز أكسيد الكربون…
وفي ضوء ذلك، نبه المكلف بالإعلام لدى المديرية الولائية للحماية المدنية، النقيب عبد القادر بلالة، إلى ظاهرة إهمال الأطفال، باعتبارها من أهم أسباب الحوادث المنزلية، والتي تحدث غالبيتها في المطبخ والحمامات، بينما تكون ربات البيوت منهمكن لساعات طويلة في الطبخ واللمات العائلية.
وأوصى النقيب بلالة المواطنين، بضرورة التحلي بالثقافة الوقائية، والرفع من درجة الحيطة والحذر، ولاسيما ما تعلق بإبعاد الطفل عن المطبخ، ومختلف مصادر الأخطار المحيطة بهم، وخاصة أثناء الطهي والتنظيف.
*72.8 % من الحالات سببها السوائل الساخنة
وقد تكفّل مستشفى طب وجراحة الأطفال” بوخروفة عبد القادر” بكناستيل، شرقي الولاية بـ 2600 حالة حروق معتدلة وخطيرة، خلال سنة 2020 ؛ حيث تعمل المصلحة المختصة برتم مشدد للتكفل ب20 حالة يوميا، لاسيما وأن طاقة استيعابها لا تتجاوز 8 أسرة.
وتشير نفس الإحصائيات إلى أن 94.8 %من هذه الحوادث تحدث بالمنزل، و72.8 % من الحالات تسببها السوائل الساخنة، وتحدث غالبيتها في المطابخ بنسبة 62.2 %، تليها الحمامات بـ 16.2 % .
وتصيب الحروق خاصة منطقة الرأس والوجه واليدين والأطراف العليا العضوية والتجميلية، مع تسجيل زهاء 26 حالة حروق على مستوى العينين، وذلك بسبب اللعب بمواد وأدوات متفجرة وخطرة، ومختلف أنواع المواد السائلة، وأخطرها الزيت الذي تتجاوز درجة حرارته 160 درجة مئوية، فيما يغلي الماء في 100 درجة.
وقد استقيت “الشعب” كل هذه المعلومات والمعطيات من الدكتور بوزياني نسيم من مصلحة الأوبئة والطب الرقائي بهذه المؤسسة الاستشفائية المتخصصة، والذي أكد أيضا “أنّ أغلب حالات الحروق عند الأطفال، تؤدي إلى الوفاة، وتتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، لأن بشرتهم رقيقة وطرية وحساسة جدا، نظرا لاحتوائها على كميات كبيرة من الماء، ويمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة، حتى في درجات الحرارة المنخفضة.”
ونوه المصدر إلى أنّ مضاعفات الحروق، لا تقتصر فقد على الجلد والندبات التي قد تدوم طوال العمر، وإنما لها أضرارا أخرى، قد تهدد الحياة؛ أخطرها إصابات في القلب والكلى والجهاز التنفسي ومكونات الدم، وكذا انخفاض درجة الحرارة، وغيرها من التغيرات التي لا يتحملها جسم الطفل الضعيف.
كما أشار في ذات الصدد إلى مخاطر الجفاف الناتجة عن فقدان السوائل، بما في ذلك نقص حجم الدم وانخفاض درجة حرارة الجسم، مبينا “إمكانية تعويض السوائل المفقودة في جسمه خلال 48 ساعة، لكن بعدها يدخل الطفل في مرحلة صعبة، يستهلك خلالها البروتينات من جسمه، ما يتسبب في تغيرات في مكونات الدم وتعقيدات خطيرة…”
وفي الختام، دعا الدكتور بوزياني نسيم إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوقاية هذه الفئة الضعيفة من الأسباب الرئيسية للإصابات المختلفة، من خلال المراقبة الدائمة، وعدم إبقائهم بمفردهم في الأماكن الخطرة، كالمطابخ والحمامات ودورات المياه، وغيرها، وذلك لتجنب الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه.