تقوم شريحة واسعة من الجزائريين للسنة الثانية على التوالي باقتناء مشتريات العيد من السوق الالكترونية لأسباب تتعلق خاصة بالتدابير الوقائية و سهولة العملية التي تتم عبر تطبيقات و مواقع الكترونية.
و تغزوا ملابس الأطفال التي تعتبر أهم انشغالات الآباء هذا النوع من الأسواق على الشبكة العنكبوتية, إذ يدخلون في رحلة بحث لا تنتهي عن السعر ملابس بأسعار معقولة و ترضي أطفالهم.
و صرح عبد القادر و هو أب لثلاثة أطفال و له راتب يتعدى الحد الأدنى للأجر بقليل قائلا “لقد بدأت أنا و زوجتي التفكير بجدية في هذا الأمر منذ منتصف الشهر الفضيل لأن قدرتنا الشرائية ليست كبيرة”.
وأضاف عبد القادر الذي اعتاد على التجول في محلات باب الواد لشراء ملابس الأطفال “ليس من السهل تغيير خمسة كمامات في اليوم و احترام التباعد الاجتماعي لا سيما في الأيام الأخيرة من شهر رمضان”.
أما مليكة أم لطفلين و تعمل إطارا في إحدى المؤسسات الخاصة فقد اختارت الشراء عبر الانترنت قائلة” منذ سنتين و إنا أقوم بمشترياتي عبر المواقع المخصصة لهذا الغرض و ما أكثرها” مذكرة بالعديد منها على غرار جوميا, ماركت بلايس, هايلة, مجموعة شراء و بيع, أحسن و أسوأ الأماكن في العاصمة الخ…
و تعرف هذه الطريقة رواجا كبيرا مما دفع أصحاب المحلات إلى الاعتماد عليها, مثلما تمت ملاحظته على مستوى شارع العربي بن مهيدي. “لقد فكرنا في طريقة البيع هذه بعد تلقي العديد من الطلبات من بعض الزبائن بالرغم من أن الجزء الأكبر من عائداتنا تأتي من المشتريات داخل المحل”, حسبما أوضحه صاحب محل, مؤكدا انه “حتى بعد زوال الوباء سيستمر في الاعتماد على هذه الطريقة إن احتاج الأمر”.
الحلويات في المتناول عن طريق الانترنت
و إن كانت بعض النسوة قد تعودن, إجباريا أو برغبة منهن, على عدم تحضير حلويات العيد, فقد قررت بعضهن طلب الحلويات عبر الانترنت, حيث يعتبرن انه بالرغم من ظروف بعضهن فانه من المستحيل الاحتفال بنهاية شهر من الصيام دون رؤية الحلويات التي تسر العين تزين المائدة.
و من جهتها, قالت حفيظة, موظفة و أم لطفلين, إن “العائلات الجزائرية متشبثة بهذا التقليد العريق و كذا بعادة تعطير المنزل بماء زهرة البرتقال و برائحة الحلويات التي تطهى. و بالرغم من ذلك, فان بعض النسوة تواجه صعوبات في الوفاء بها. تخيلوا انه شخصيا, و علاوة على ساعات العمل و الإطباق التي احضرها فور دخولي إلى المنزل, كيف لي إن أتمكن من تحضير حلويات العيد ؟”.
و أوضحت أنها قد فضلت اقتناء الحلويات من طلبيات عبر الانترنت منذ ظهور وباء كوفيد-19 بعد إن كانت تقتنيها مباشرة من محلات بيع الحلويات و هذا بهدف المحافظة على حياتها و حياة أقاربها”.
و أضافت بالقول انه, على غرارها, فان العديد من النسوة تفضلن اللجوء إلى المواقع الالكترونية و للعروض المتوفرة و المقارنة بينها قبل الاختيار.