جدّدت 48 عائلة بقرية سيدي سليمان المحاذية لسد بوحنيفية والتابعة اداريا وإقليميا لبلدية بوحنيفية، مطلبها بوضع حد لمعاناتها الطويلة داخل بيوت قصديرية تعود إلى الفترة الاستعمارية.
طالبت العائلات التي تشغل غرفا ذات مساحة 48م² في هذا المجمع السكني القصديري بالتعجيل بترحيلها إلى سكنات لائقة، سواء من خلال تمكينها من اعانات ريفية او سكنات اجتماعية، في وقت زاد وضعهم السكني سوء وتأزما، نتيجة تزايد أفراد العائلة الواحدة وإقبال ابنائهم الشباب على الزواج وتأسيس أسر جديدة.
وذكر السكان، أنهم كثيرا ما تلقوا وعودا من السلطات المحلية والمنتخبين بتسوية وضعيتهم السكنية، دون أن تجد الوعود طريقها إلى التحقيق، موضحين أن حرص السلطات العمومية الحالية على تنمية وتحسين الاطار المعيشي للمواطنين بمناطق الظل، دفعهم إلى تذكيرها بوضعهم ومنحهم بصيص أمل في انفراج أزمتهم السكنية الخانقة التي طال أمدها.
وأوضحوا أنهم حاولوا ترميم سكناتهم وتهيئتها غير أن هشاشة البنايات لا تسمح بدعم الجدران أو ترميم الأسقف القرميدية، موضحين أن السلطات المحلية عملت قبل سكنات على التسوية الادارية لبعض من هذه السكنات في اطار قانون 15/08، لكن السكان رفضوا هذا الحل لاعتباره حلاً شكليا يترتب عنه إقصائهم من أي حصة سكنية تعلن عنها دائرة بوحنيفية. وأعرب السكان عن تمسكهم بخيار الترحيل والتعجيل به، في ظلّ الأمراض التنفسية التي تفتك بهم، نتيجة الرطوبة وضيق المساكن التي يشغلونها.
كما عبّر السكان عن تذمرهم من عدم فتح وتسوية ملف هذا الموقع السكني، الذي يعود تشييده الى سنة 1958، كمحتشد استعماري ضمن إطار مشروع ديغول لعزل الجزائريين عن مساندة الثورة التحريرية، موضحين أن ثلاث أجيال من الأبناء والأحفاد ترعرعت في الموقع السكني الذي مازال شاهدا على البؤس والقمع الكولونيالي.