صناعة الحلفاء مهنة ارتبط بها الأجداد والإباء والأمهات قديما ومنذ عشرات السنين الذين حرصوا على تلقينها وتعليمها لأبنائهم بولاية سعيدة لتصبح اليوم علامة إبداع وتراث أصيل في أوساط العائلات السعيدية على غرار صناعة السحفة المعروفة بالقفة والطبق و البقية والتليس الذي يوضع فيه كل أنواع الفلاحة المزروعة منها الشعير والقمح الصلب واللين، والشواري وهو عبارة عن كيسين ذات حجم أوسع يوضعان على ظهور الدواب لوضع الحمولة والسناج الذي يحفظ فيه العنب والتين والسجادة للصلاة وبمختلف التسميات ، ومازالت الكثير من العائلات يحافظن عليها ولا زالت أناملهم تبدع في تشكيل منتوجات مختلفة خاصة بمناطق دوي ثابت وزرعون وسيدي احمد بوقبرين والمعمورة وتيرسين.
حيث بدأت صناعة السلالة التقليدية بولاية سعيدة تنتعش من جديد بعد غياب طويل وتستعيد مكانتها من خلال الاهتمام المتزايد للعائلات وأكثرها بالمناطق النائية، وتعرف مدينة العقبان عودة ظهور لعدد من المحلات التجارية المتخصصة في بيع مختلف منتوجات الحلفاء بجميع أشكالها وأنواعها التي تشتهر بها العائلة المتوارثة أبا عن جد.
وتعد حرفة الحلفاء من الصناعات التقليدية اليدوية الفنية والإبداعية الشاقة إضافة إلى تميزها بنظافتها وتلاؤمها مع البيئة وبخاصية التوارث بين جيل لأخر باعتبارها حرفة للارتزاق وتعتبر مادة الحلفاء التي تراجعت صناعتها بعد غزوا البلاستيك بداية من السنوات الثمانينات ، مادة طبيعية تنتمي لعائلة الدوم والنخيل وتعيش بالمناطق الغابية الجبلية.
حرفة توارثتها عائلة خالتي المختارية منذ 50 سنة.
وتعد خالتي المختارية وعائلتها المنحدرة من قرية زرعون البعيدة عن عاصمة الولاية بـ42 كلم غربا من بين العائلات المتشبثات بهذه الصناعة العريقة منذ أزيد من 50 سنة خلت بغرض حمايتها من الزوال ولكسب لقمة العيش منها في نفس الوقت واشتهرت العائلة المذكورة في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص بفضل جودة منتجاتها وتنوعها وتميزها بلمستها الإبداعية عن غيرها على مستوى تراب بلديات الولاية وقالت ، تعلمت هذه الحرفة وأنا ابلغ من العمر 06 سنوات والفضل يعود إلى والدتي وأضافت لـ ” التنمية المحلية ” أن نبتة الحلفاء تمر بعدة مراحل قبل أن تصبح جاهزة كما يضاف لها عدة صبغات تأخذ عدة ألوان في تزيين الأطباق وغيرها وأشارت أن هذه الحرفة لها عمق ثقافي ولكن نعاني مشكل التسويق حيث تسكن في منطقة خالية من كل مرافق الحياة
وذكر زوجها يوسف محمد لـ “التنمية المحلية” بأن هذه الحرفة التقليدية التي تعد المورد أساسي لاسترزاق العائلة توارثتها عائلته وتزاولها حاليا زوجته وبنتيه وشقيقتاه ولقنوها لأبنائهن والأقارب.