تستعد وهران لإعادة بعث اللجنة الولائية لمتابعة خطة محاربة داء الكلب بالولاية، تبعا للمراسلة الوزارية رقم 01 المؤرخة في 5 ماي الجاري، والمتعلقة بالوقاية من هذا المرض الفيروسي الخطير ومكافحته.
كما ستشرع السلطات المحلية قريبا في إطلاق أكبر حملة لتلقيح وتطعيم الكلاب الضالة والمتشردة، ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة داء الكلب، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المعنية، وعلى رأسها مديرية المصالح الفلاحية والصحة والسكان ومحافظة الغابات والبيئة والبلديات والمصالح الأمنية المعنية.
800 عضة كلب مند بداية السنة
ويأتي ذلك بالموازاة مع الظرفية الصحية الحالية بالولاية التي سجلت أكثر من 800 عظة كلاب، منذ بداية السنة الجارية، فيما تعتبر البلديات المشكلة لمجمع وهران الكبرى على غرار بئر الجير والسانيا وسيدي الشحمي، من المناطق الأكثر تسجيلا لعدد الإصابات الناجمة عن مختلف الحيوانات المتشردة والأليفة، حسب حصيلة تدخلات مصلحة الوقاية التابعة لمديرية الصحة والسكان.
واعتبر رئيس المصلحة، الدكتور بوخاري يوسف، يشكل داء الكلب أخطر الفيروسات المتنقلة عن طريق الحيوانات، وإن لم يتم التكفل بالحالة في مدة لا تتعد 72 ساعة، تبدأ الأعراض بالظهور بمجرد وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي ولا يمكن معالجة العدوى، ويؤدي غالبا إلى إصابة الدماغ بالمرض ثم الوفاة، الوفاة خلال بضعة أيام.
مديرية الصحة تتكبد 500 مليون سنتيم
وهو ما يجعل الوصاية بوهران، تتكبد سنويا غلاف مالي يقدر ب 500 مليون سنتيم ، تصرف في اقتناء التطعيم والمصل المضاد لداء الكلب، فيما يكلف نصف المصل أكثر من 4 آلاف دج لكل شخص، يضاف إليها تكاليف التشخيص والعلاج، حسب تصريحات ذات المصدر، والذي أكّد مصلحة الوقاية، تقوم شهريا بإرسال رزنامة لمختلف البلديات، تكشف عن التوزيع الجغرافي لحالات العض حسب البلديات ونوع الحيوان المتسبب، وذلك من أجل مساعدة السلطات المحلية في برنامج المكافحة والوقاية.
وقد أرجع عدد من المواطنين، سبب الانتشار الكبير للحيوانات الضالة إلى المزابل العشوائية وتزايد عدد الأقبية، ناهيك عن غياب ثقافة تربية الحيوانات لدى البعض، من الذين لا يخضعونها للتعقيم والتطعيم، ناهيك عن عدم وضع كممات، تمنعها من التهجم على الآخرين، ما يجعلها تشكل خطرا على مربيها وعلى الآخرين.
بجانبهم، قدم عدد من المسؤولين ببلدية وهران، تصريحات متنوعة عن سبب تزايد عدد الحيوانات المتشردة، إلا أنها تصب في اتجاه واحد، يشدد على ضرورة توفير إرادة حقيقية لمعالجة الظاهرة في أفق مقاومة داء الكلب، وبالتالي تجنيد جميع الإمكانات الضرورية لإنجاح هذا المسعى.