يعيش أهالي وسكان المشاتي المعزولة بقسنطينة وسط دائرة مغلقة تحفّها النقائص من كل حدب وصوب، هذه الوضعية التي عكست مرارة الحرمان التي يضطر سكان هذه المناطق التعايش معها في ظلّ غياب أبسط ضروريات الحياة.
لا يزال المواطن القاطن بهذه القرى ينتظر ساعات تجسيد الوعود والبرامج المسجلة، وهو يعاني التهميش بكل تداعياته على شباب الأرياف الذي كثيرا ما يجد نفسه في حلقة مفرغة.
وفي زيارة ميدانية لمشتة «الريبة» ببلدية بني حميدان والتي تبعد عن مقر الولاية بـ 35 كلم، وقفت “التنمية المحلية” على الأوضاع المزرية التي يتخبّط فيها سكان المشتة التي قبل أن نصل إليهم لاحظنا التردي الواضح للطريق المؤدي إليها والمتمثل في مسلك ترابي وعر بعيدا كل البعد عن مظاهر التنمية التي يطمح لها سكان القرى والمشاتي المعزولة، فمع وصولنا لمشتة الريبة استقبلنا الأهالي بأمل نقل انشغالاتهم التي لطالما طالبوا بها السلطات المحلية.
وأكّد عدد من السكان أنّهم يتكبّدون معاناة يومية ملؤها التخلّف الفقر والحرمان، وشرحوا كيف تتخبط منطقتهم منذ عشرات السنين، وسط نقائص كبيرة صعّبت عليهم حياتهم اليومية، فهم يقطنون سكنات هشّة تفتقر لأدنى شروط النظافة والحياة الصحية، إذ أنهم يفتقدون لأبسط ضروريات الحياة، هذا على غرار الغياب التام لشبكة الغاز والكهرباء.
وعليه يعيش السكان تحت وطأة ورحمة قارورات غاز البوتان التي ترتفع أسعارها بأيام الشتاء في ظلّ برودة المنطقة التي تتواجد في أعلى مرتفعات البلدية، كما يضطرون للاحتطاب للتدفئة والتسخين، فضلا عن هذا يشتكي الأهالي المسافة البعيدة التي يضطرون لقطعها للحصول على قارورة غاز عبر مسالك ترابية وعرة تجعل المهمة صعبة ومتعبة.
هذا ويشتكي سكان مشتة «الريبة» من عدم الاستفادة من مشاريع تنموية تخفف وطأة المعاناة في قرية تفتقد لأدنى ضروريات العيش الكريم. وقال بعضهم إنهم يتكبّدون عناء التنقل عبر عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام بغية الوصول للطريق الوطني الذي يبقي الأمل الوحيد لهم لإيجاد حافلة أو سيارة أجرة غير مرخصة “كلانديستان”، فما بالك بسيارة الأجرة التي تبقى الغائب الأكبر.
وهو الأمر الذي أثّر سلبا على تلاميذ المنطقة الذين قاطعوا مقاعد الدراسة مبكرا بسبب نقص المواصلات وبعد المسافة ما دفع بهم بين أنياب البطالة وشبح الفراغ في ظلّ انعدام الهياكل الضرورية التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم. هذه المطالب وأخرى جعلت شباب المنطقة يفقدون ثقتهم بمنتخبيهم بالمجالس البلدية وحتى الولائية.