قد تكون حرائق الغابات بعين ميمون ولاية خنشلة بفعل فاعل، أو “مافيا الفحم” مثلا، أو بسبب اتفاع درجة الحرارة مع رياح ساعدت في انتشارها..
..وقد تكون الحرائق نتيجة لاوعي واستهتار متجولين أشعلوا النار لشواء في خرجة حميمية للتمتع بجمال طبيعة أفسدوها وأتلفوها، واستنشاق هواء نقي لوّثوه بلامبالاتهم..
لكن تبقى النتيجة واحدة للأسف، حرق واتلاف لآلاف الهكتارات من غابات هي متنفس لسكان المناطق المجاورة، وهي احدى مقدرات الثروة الطبيعية لبلادنا.
غابات خنشلة محمية وطنية
للعلم تقدر المساحة الغابية الإجمالية لولاية خنشلة بأزيد من 146 ألف هكتار وتتوزع على ثلاث كتل غابية هي غابة بني ملول بأزيد من 67 ألف هكتار، وغابة أولاد يعقوب بـ27 ألف هكتار وبني أوجانة بـ22 ألف هكتار، إلى جانب التشجير عبر مختلف البلديات على مساحة تصل إلى 29 ألف هكتار.
وتعد غابات خنشلة، أو ما يعرف برئة الأوراس أكبر وأقدم غابات في شمال قارة افريقيا. وهي تتضمن محميات وطنية بها انواع نباتية نادرة (مثل شجرة الأرز الأطلسي و هي الوحيدة في القارة ) وانواع حيوانية نادرة كاللقلق الوردي.
وأنشأت بولاية خنشلة المدرسة العليا الوطنية للغابات لاحتوائها على غابات كثيفة وخلوها من التلوث الهوائي.
تفاعل “ايجابي” في الفضاء الأزرق
أظهر الجزائريين -على عادتهم في مثل هكذا محن- تضامنًا لافتًا مع مصاب مواطني ولاية خنشلة، حسبما ظهر في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أين تداولوا هاشتاغ: #أنقذوا خنشلة و#خنشلة تحترق و#غابات خنشلة تستغيث و…. #رئة خنشلة تختنق وغيرها، كما أكد مواطنون استعدادهم لمد يد المساعدة.
وتفاعل الجميع مع الحدث، فغزت الفضاء الأزرق تعليقات عامة المواطنين، وصحفيين، وكتاب ومفكرين…
الكل يدق ناقوس خطر بات يتربص بنسيجنا الغابي.
وتباينت تعليقاتهم بين متعاطف مع سكان المنطقة، وناقم على “الفاعلين”، ومطالب باجراءات ردعية ضد المسؤولين عن الحرائق، وشاكر لجهود الحماية المدنية وسرعة التدخل. ونجد المشككين، وأنصار نظرية المؤامرة، والمستائين من قلة امكانيات التدخل…
وبين هذا وذاك يبقى الرابح الأكبر هو الوعي جماعي، الذي بدء يتشكل في هذا الفضاء تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي قد تصبح تهديدا لامن بلادنا، الاقتصادي او الاجتماعي أو حتى القومي..
وبالفعل كان الله مع جبال خنشلة الشامخة فأتى غيث الرحمة من عند المولى لينهي معاناة رجال حماية مدنية أنهكهم التعب وهول المنظر حد البكاء.
لحظة هطول الغيث بالمناطق التي تشهد حرائق الغابات. فرحة المتطوعين و الحماية المدنية وسط التكبير
للاشارة هي المنطقة الوحيدة في كامل الشرق الجزائري التي شهدت هطول الغيث..
وحتى الحيوانات لم تنجى من هذه الكارثة، لتبقى كـ “الأوثان” شاهدة على مشهد ومأساة تكررت كثيرا وأصبح هوسها ينتاب سكان المجاورة للغابات والأحراش مع اقتراب كل موسم حر أو مناسبة يستهلك فيها الفحم بشكل واسع.
وحتى الحدائق الجميلة والأشجار الباسقة التي يتظلل عليها سكان ولاية خنشلة وعين ميمون أصبحت حطاما ركاما.
المؤبد لحرقة الغابات !
أمر الرئيس عبد المجيد تبون، في شهر اوت من العام المنصرم بفتح تحقيق فوري إثر الحرائق التي اندلعت في مناطق مختلفة وفي وقت متزامن، وأتت على آلاف الهكتارات، لكشف أسباب الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات.
وسجلت المديرية العامة للغابات 1216 بؤرة حريق بين الفاتح من جوان واوت من سنة 2020، التهمت أكثر من 8778 هكتاراً في 37 منطقة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
وبعد أن توصلت التحقيقات إلى أن “لوبيات الفحم” و”مافيا الفلين” هم من كان وراء الحرائق التي التهمت الآلاف من الهكتارات، مع سبق الإصرار والترصد، أعدت السلطات مشروع قانون غابات جديد، ضم مواد ذات طابع جزائي مشدد تصل إلى السجن المؤبد، للمتورطين في إحراق وإتلاف المساحات الغابية.
وأعدت مشروع القانون دوائر وزارية مشتركة تتمثل في الفلاحة من خلال مديرية الغابات، والعدل والداخلية، والدفاع من خلال صالح الدرك، على إعداد مشروع تضمن مواد تشدد العقوبة على المتسببين عمدا في الحرائق تصل إلى 15 و20 سنة وحتى إلى المؤبد، وهذا لردع مثل هذه التصرفات التي تقف وراء التهام الآلاف من الهكتارات وتتسبب في إتلاف الأشجار والمحاصيل الزراعية وأيضا الثروة الحيوانية.
مشهد الحرائق يتكرر بتيبازة
في مشهدمتكرر، أعادنا إلى نوفمبر الماضي، سجلت مصالح الحماية المدنية بولاية تيبازة، أمس الثلاثاء، اندلاع حرائق بعدد من غابات الولاية .
وتدخلت كل من وحدات الحماية المدنية بعين تاڨورايت، وحدة سيدي اعمر، وحدة دواودة، وحدة بوسماعيل،وحدة الحطاطبة، وحدة أحمر العين و الرتل المتنقل لحرائق الغابات، لاخماد الحرائق.
كما تنقلت والي الولاية لبيبة ويناز إلى عين المكان، أين أعطت أعطت تعليمات بتسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية مع إعطاء الأولوية في التدخل للمنازل القريبة من الحرائق لتفادي وقوع أي خسائر بشرية.
[…] لم تسلم من ألسنة نار التهمت الأخضر واليابس بغابات خنشلة، فباتت أصنام شاهدة على هول […]