تعزز قطاع السياحة بولاية جيجل بمشروع سياحي جديد، يتمثل في “غابة بارك”، وهي حظيرة سياحية بيئية، تقع في الناحية الغربية لمنطقة كسير بمدينة جيجل.
أنجزت “غابة بارك” على مساحة 40 هكتار، غطاؤها النباتي يتكون من الأحراش وقليل من أشجار البلوط.
جاءت فكرة استغلال المنطقة في إطار السياحة الغابية البيئية بعد إعلان مصالح الغابات لولاية جيجل عن تخصيص 07 مناطق موزعة على بعض بلديات الولاية كغابات راحة واستجمام، وعرض الإعلان للمستثمرين الراغبين في الاستثمار عن طريق الامتياز لهذه الفضاءات الغابية.
وأثمرت مشاركة المستثمر صاحب مشروع غابة بارك، على حصوله على أحسن عرض في المزايدة.
مشروع “غابة بارك” مشروع نموذجي وحيد في الولاية، جُسد من أصل سبعة فضاءات، فكان العرض عرضا مميزا، حسب مصالح الغابات آنذاك بمبلغ 267 مليار سنتيم، تحتوي “غابة بارك” على نشاطات متنوعة، موزعة على 08 هكتارات فقط، من أصل 40 هكتارا مبرمجة.
ويتوفر هذا الجزء على عدة أماكن للراحة والاستجمام، وألعاب للكبار وأخرى للصغار، ومنها ألعاب مجانية وأخرى بالمقابل.
أكثر من 1000 منصب شغل..
يُسير هذا المنتزه السياحي من طرف مؤسسة عيادي، التي وظفت لحد الآن 120 عامل، من مختلف التخصصات والرتب.
وهو رقم يمكن أن يرتفع بمجرد الانتهاء من الأجزاء والأشطر المتبقية للمشروع. أكد لنا المسير المسؤول أن الغابة يمكنها أن توظف أكثر من 1000 ألف عامل، 500 منهم بصفة دائمة، و500 عامل موسمي.
الغابة ومنذ افتتاحها تستقبل حوالي أكثر من ألفين زائر في اليوم. وحسب التوقعات، قد تصل طاقة استيعابها إلى 10.000 زائر وأكثر، بعد نهاية أشغال المشروع.
وكشف عبد الهادي عيادي أن الفتح تم يوم 12 مارس 2021 كعملية تجريبية فقط، ولغرض اكتساب خبرة وتجربة من جميع النواحي، سواء كان ذلك من حيث الاستقبال أو الخدمات التي تقدم للزوار، هذا في انتظار إتمام المشروع وفتحه بكل مرافقه أمام المواطنين.
ديكور من أخشاب الزان والأحجار
في اليوم الثاني من فتح “غابة بارك” وحتى نتفادى الزحام، زرنا رفقة أطفال هذا المنتزه الجديد، وطفنا بأرجائه، في محاولة لمعرفة مدى تفاعل الأطفال مع نشاطات هذا الفضاء الترفيهي والسياحي، من جهة، ومن جهة أخرى لمعرفة سر تهافت المواطنين على هذا المنتجع السياحي الجديد.
بمجرد دخولنا لفت انتباهنا يسارا، بعض المنتجات الحرفية والتقليدية، المعروضة في جناح خاص، وموزعة عبر الخيم البيضاء المصطفة.
ولفت انتباهنا على يمين المدخل جناح خاص بمختلف النباتات، لكن مرافقينا من الأطفال كانوا متلهفين للوصول إلى أماكن اللعب والمرح.
تقدمنا وسط ديكور صنع من الخشب والأحجار، ونحن نتقدم على طريق ترابي تحفه من الجانبين، مجاري مائية وحواف حجرية مصنوعة بإتقان، وكراسي وطاولات مبعثرة مصنوعة من خشب شجرة الزان التي تجلب من مناطق أخرى تحت مراقبة محافظة الغابات.
نشاطات وألعاب ترفيهية
كلما تقدمنا، تيقنا أن القائمين على الغابة حافظوا على عذريتها من الإسمنت والمواد المضرة بهذه الطبيعة.
توغلنا نحو العلم الوطني كبير الحجم، الذي رأيناه من بعيد، وهو يرفرف على سارية قيل لنا أنها بارتفاع 42 مترا، وصلنا المرتفع، وكان اتجاه الأطفال من سارية العلم إلى تلك اللافتة الكبيرة المكتوبة بالخشب “غابة بارك” بهدف التقاط صور تذكارية.
وجدنا عدة نشاطات ترفيهية، ركوب الخيل، لعبة الزوربيغ، الأرجوحة بعلو 12 متر، وبعض الألعاب الترفيهية المجانية، والدراجات الهوائية الرباعية.
ورغم وجود بعض المهرجين في تلك الناحية، كان تركيز الأطفال منصبا على الناحية الغربية من المنتزه.
عدنا من حيث جئنا، عدنا إلى لعبة القطار، والسيارات، والجارفة، وهو الهدف الذي أراده الأطفال منذ البداية، حيث ألفوا بين لعبة وأخرى ألف حكاية وحكاية، تفاصيلها لهفتهم ومغامراتهم غير المحدودة في هذا الفضاء الطبيعي الخلاب.
المنتظر.. تيليفيريك، مسرح الهواء الطلق ومدرسة بيئية
ومما أفصح به صاحب المشروع عبد الهادي عيادي، نسبة إنجاز البارك المقدرة بـ 30 بالمائة، باستغلال مساحة 08 هكتار فقط من أرضية المشروع.
حدثنا عن مرافق جديدة ستضاف لهذا المشروع قريبا، لجعل غابة بارك ملجأ كل فئات المجتمع والعائلات، للراحة والاستجمام ولممارسة مختلف أنواع الرياضة.
ومن المشاريع المنتظرة تيليفيريك، سيمتد على مسافة 02 كيلومتر، سيطوف بالزائر بين أرجاء المنتزه وفضاءاته، للتمتع بصور الطبيعة الفاتنة، بتكلفة تصل 100 مليار سنتيم.
من التيليفيريك إلى المجمع الذي سيضم ملاعب رياضية، ومضمارا للدراجات الهوائية، مسرح في الهواء الطلق، ألعاب الغابة، التزحلق في المنحدرات، تسلق الجبال، أماكن للتخييم بإنجاز 80 من الأكواخ الإفريقية.
تحدث أيضا عن إنشاء مدرسة بيئية، لتعليم الكبار والصغار حول كيفية التعامل مع البيئة بما فيها الطبيعة والحيوانات، إضافة إلى الرغبة في استغلال السد، في إطار بعث الرياضات المائية، ووضع برامج تخصص للأطفال في فصل الصيف، وتنظيم مسابقات داخل الغابة.
رغم صعوبة الظرف الصحي، انطلق تجسيد هذا المشروع، خاصة وأن صاحب المشروع اعتمد التموين الذاتي، وهو ما زاده صعوبة، لكن الإصرار والعزيمة كللت بفتح هذا المنتزه رغم الصعوبات والتحديات.
وبفضل جهود المرافقين كان المشروع إضافة حقيقية للسياحة في ولاية جيجل، ورغم وجود بعض المرافق كالمطاعم السريعة والأكشاك، ونشاطات أخرى ثقافية وترفيهية مع الساحر، يأمل المستثمر الشاب إلى توسيع النشاط، بخدمات أخرى.
دخول وخروج وسط الزحمة
هممنا بالخروج من المنتزه، والمكان ما زال يعج بالزوار، وبالعائلات المتوافدة، لكن وكما بدأنا الزيارة ببعض الزحام خرجنا وسط زحام الوافدين، ووسط زحام السيارات جراء الركن العشوائي لبعض الزائرين..