تم إنتاج 7450 قنطار من الفول السوداني (الكاوكاو) خلال حملة الجني للموسم الفلاحي الجاري بولاية غرداية، في مساحات مسقية قوامها 400 هكتار عبر عديد المناطق، حسب تصريح مديرية المصالح الفلاحية بغرداية.
تتركز زراعة الفول السوداني وهي نبتة تنتمي لفصيلة البقوليات بالمناطق الرملية الواقعة على وجه الخصوص بجنوب ولاية غرداية عبر مناطق سبسب والمنصورة ومتليلي، التي توفر على قدرات مائية معدنية وأشعة الشمس الملائمة لتنمية هذه الشعبة الفلاحية.
يتميز الفول السوداني المنتج في غرداية بالجودة والمذاق العالي، وتعود زراعة الفول السوداني بالمنطقة -حسب مهندسين زراعيين بمديرية المصالح الفلاحية- إلى الثلاثينيات من القرن الماضي حيث تحتل هذه النبتة من الصنف المصري مكانة هامة في انتاج الزيت.
ولا يزال هذا النوع من الزراعات في مرحلته التقليدية عبر المزارع العائلية الصغيرة، يعتمد على الطرق اليدوية في مساحات صغيرة وبطريقة التناوب مع مزروعات أخرى، وفق ما أشار إليه تقنيون بمديرية المصالح الفلاحية، ما جعل مردود إنتاجها بولاية غرداية “متدنيا” (18 قنطارا/هكتار) مقارنة مع كمية المحصول في دول إفريقية أخرى (أكثر من 40قنطارا/الهكتار).
تمسك بزراعة الفول السوداني رغم العراقيل
ويرجع هذا إلى فترة الجفاف وانخفاض منسوب المياه الجوفية الذي عرفته ولاية غرداية خلال السنتين الماضيتين، مما تسبب في تراجع عدد الفلاحين المهتمين بزراعة الفول السوداني، حسب المتحدثين.
ورغم عديد الصعوبات التي يواجهها فلاحو المنطقة، خاصة فيما يتعلق بعدم الإلمام بالمسار التقني لهذه الزراعة، واستخدام بذور منخفضة الجودة، ونقص مياه السقي، إضافة إلى العديد من الآفات المضرة لها ( العصافير والقوارض وغيرها) إلا أن هؤلاء لا يزالوا متشبثون بها، ويولون اهتماما بمسألة تكثيف زراعة الفول السوداني الذي يمثل شعبة استراتيجية وحيوية يمكن أن تكون مدرة للربح.
وحسب ملاحظين، يمكن تطوير هذه الشعبة الاستراتيجية مع تعزيزها بدورات تكوينية لفائدة الفلاحين من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية في هذه المناطق، وامتصاص البطالة من خلال استحداث وحدات لتعبئة الفول السوداني، وتحويله إلى الاستهلاك المحلي والوطني أو حتى تصديره في معلبات خاصة.
ويرى مختصون في التنمية الفلاحية، أنه يمكن إنشاء معصرات الزيوت أو معامل للصابون، من خلال إنشاء وحدات لحفظ الفول السوداني ومعصرات ووحدات لإنتاج الصابون وصناعة زبدة الفول السوداني.
ويعتبر الفول السوداني الذي ينتمي لفصيلة البقوليات مغذيا جيد، ومن أهم المحاصيل الزيتية، حيث أن حباته تحتوي على ما بين 40 و50% من الزيت وما بين 20 و30 % من البروتين، وتشكل أيضا مصدرا غنيا بالفيتامين “ب”.
وباعتباره من بين المنتجات المتوفرة بسوق غرداية التي يقتنيها السياح والزوار على غرار مختلف أنواع التمور المبكرة، فإن الفول السوداني المنتج بمنطقة “سبسب”، يظل يحتل أفضلية تلك المنتجات التي تتهافت عليها الأسر والعائلات بفضل مذاقه ذو النوعية الجيدة، حيث تعدت سمعته حدود ولاية غرداية.