تتمتع جوهرة الشرق قالمة، بكل المقومات الجغرافية والطبيعية التي تؤهلها لتكون وجهة سياحية من الدرجة الأولى.
بين مرتفعاتها الشامخة التي تُلامس السحاب، سهولها الخضراء، والينابيع الحموية المعدنية المُذهلة، يجد السائح نفسه بين أسطورة تتنفس جمال الطبيعة وسحرها، تقع المدينة على ارتقاع 290 مترًا فوق مستوى سطح البحر، تُطل على سفوح جبال الماونة، دبيغ والهوارة، ويسري في قلبها نهر السيبوس ليزيد من بريقها الأخّاذ.
وتمتلك قالمة سياحة بمذاق فريد، بآثارها الرومانية الفريدة، بين عدد كبير من المواقع الأثرية السياحية، المزارات التاريخية، ومعالم تشهد على الماضي العريق لهذه المنطقة، حيث أصبحت محط أنظار السيّاح المتوافدين على قالمة كواحدة من أجمل وجهات السياحة في الجزائر فلا شك أن كل من زارها وجد فيها من المناظر الطبيعية، وتنوع المناخ والتضاريس ما لم يجده في منطقة أخرى حيث يوجد دائمًا لعشاق المغامرات والاستكشاف، ولعشاق التراث والتاريخ مكان في أراض “كالاما” ، التي تعد من أجمل الوجهات السياحية، في الجزائر.
بوحمدان …..مقصد السياحة الجبلية
عرفت السياحة الجبلية انتشارا واسعا، في المدة الأخيرة، خاصة في ظل الحصار والضغط الذي فرضته جائحة كورونا، منذ عامين ، ما جعل الكثير يلجأ إلى الجبال كخيار مهم من أجل الترفيه والمتعة واكتشاف مناطق مجهولة، وهو ما يحدث في عديد مناطق بلدية بوحمدان بقالمة، سواء بشكل فردي وعائلي أم في نطاق النشاط الجمعوي، من خلال جمعيه غار الجماعة الخاصة بالسياحة الجبلية.
تشهد بلدية بوحمدان خلال السنوات الأخيرة، انتعاش في سياحة الجبلية، خاصة مع نهاية الأسبوع توافد عدد كبير من عشاق المغامرة والاستكشاف، حيث تعرف المنطقة تنظيمات جمعوية خلقت لهذا الغرض على سبيل المثال جمعية غار الجماعة، تعمل على تنظيم رحلات سياحية في أعالي الجبال وكذا زيارة المناطق السياحية والاثرية والاستمتاع بنقاوة الهواء.
جبال مليئة بالكهوف التي ظلت على مدار مئات السنين محاطة بعشرات من الروايات التاريخية المحاطة بالألغاز.
“غار الجماعة “من أكثر الكهوف المنتشرة في المنطقة غرابة، يخفي كل شبر فيه الكثير من الحكايا التي يتم تداولها عبر اجيال ،في حين لم يستطع الباحثون تحديد طوله وعمقه الحقيقين.
الشعب حاولت التوصل إلى أصل تسمية هذه المغارة ب “غار الجماعة” تضاربت الروايات وتصريحات أهل المنطقة فمنهم من أرجعها إلى ما ذكره الباحث الفرنسي “روني بورقينيات”الذي زار المغارة عام 1870 في كتابه “تاريخ جبل طاية”،بأن هذه المغارة كانت معبدا للإله “باكاكس” الذي كان يحجون اليه لتقديم القرابين، ومن الأهالي من استبعد ذلك وارجع أصل التسمية إلى العهد الإستعماري أين كان المجاهدون يستغلون المغارة كقاعدة عسكرية لهم لتنفيذ عملياتهم الفدائية.
رغم اختلاف المؤرخين والباحثين وسكان المنطقة إلا أن المغارة تبقى تحمل في طياتها عشرات الأسرار.
تعد بلدية بوهمدان مقصد رياضة الطيران الشراعي بل أصبحت الوجهة لهذه الرياضة الجوية، المليئة بالحماس، في وقت وجيز تستقطب إهتمام طيف معتبر من الشباب القالمي.
ممارسون لها ومستمتعون بمشاهدة من يمارسونها، شباب تمكنوا من إيجاد فضاءات شبابية وكونوا أندية رياضية لممارسة الأنشطة المتعلقة بالطيران الشراعي الحر، ورغم العراقيل التي يواجهونها باعتباره مجالا حساسا في الجزائر، يخضع لرقابة أمنية مشددة، لكنهم رفعوا التحدي إلى أعلى مستوى للترويج لشغفهم.
محمية بني صالح .. الاستشفاء في حضن الطبيعة
تقع المحمية في جبال بني صالح على ارتفاع تسعمئة متر، وهي من أجمل المحميات الطبيعية في شرق الجزائر ، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الطبيعة، فهي منتجع طبيعي للاستشفاء.
تتربع على مساحة تقدر بأكثر من 80 ألف هكتار من الأدغال والأحراش وأشجار الفلين والزان وغيرها من الأشجار، دون أن ننسى المناظر الطبيعية الخلابة والساحرة التي لن تجدها في أي مكان آخر،تمتد بين ولايات الطارف، سوق أهراس وقالمة وإلى غاية الحدود التونسية…..تتوفر على ثروة حيوانية نادرة من طيور،إذ تعتبر الموطن الأخير لحيوان «الأيل البربري» المهدد بالانقراض.
وأشار بوبكر وادي مدير الولائي لمحافظة الغابات، إلى أن محمية بني صالح هي حظيرة وطنية ومصنفة ضمن الإرث الطبيعي العالمي.
عرفت المحمية تقلص عدد حيوان الايل البربري بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرائق والصيد التي ظلٌت تشهدها المنطقة من سنة لأخرى. تزخر جبال بني صالح بأجود أنواع الفلين عالميا والتي يتم تسويقها محليا ودوليا ،وهو من بين الأنواع المطلوبة بكثرة ،يصل معدل إنتاجه إلى حوالي 1700 قنطار سنويا ، ويمكن أن يصل معدل الإنتاج إلى رقم أكثر من هذا بكثير لولا الحرائق التي تعتبر من بين أكثر الأخطار التي تهدد هذه المحمية الوطنية.
بئر بن عصمان” بقالمة
يعد ، ومن أهم المواقع السياحية التي تستقطب السياح على مدار السنة؛ “بئر بن عصمان”، هذه الأعجوبة التي لا تزال تخفي وراءها أسرارا عجز الباحثون عن اكتشافها إلى يومنا هذا.
“بئر بن عصمان” على بعد حوالي كيلومترين من الجوهرة السياحية حمام الدباغ، وهو عبارة عن بحيرة جوفية وظاهرة غريبة لا تزال تحتفظ بأسرارها إلى يومنا هذا، وقد تشكلت بفعل حركة جيولوجية سنة 1878 حسب المؤرخين جراء هزة أرضية أدت إلى ظهورها، ويوجد نهر داخل الكهف، مياهه عذبة ويتسع لـ100 متر طولا و40 متر عرضا و15 متر عمقا، كما تمتاز البحيرة بظلام دامس ، حيث يشهد في فصل الربيع تدفق الزوار إليه، ويقال بأن سكان المنطقة قديما وضعوا به كمية من النخالة وتابعوا جريان المياه فوجدوا أن النخالة وصلت إلى شواطئ سكيكدة.
في عام 2012، زاره الغطاس الفرنسي العالمي “بيرنار بيرنبيو” المختص في الغطس، رفقة جمعية “هيبون” من عنابة ومصور، بعبور هذا النهر بحوالي 120 مترا، لكن الإمكانيات المادية لم تسمح بمتابعة الغطس، وعند الرجوع اكتشفوا داخل المغارة قاربا يعود إلى الحقبة الفرنسية مكتوب عليه من الجهة اليمنى “بون” ومن الجهة اليسرى “جورجات رينو”.
القلتة الزرقاء.. شلال وينابيع تبهر الزائر
“القلتة الزرقاء” واحدة من أفضل الوجهات لمحبي التجوال الرياضي في الجبال، ويزداد إقبال الزائرين عليها للاستشفاء في حضن الطبيعة، تختبئ وسط سلسلة جبلية صعبة المسالك، تجذب السياح لمشهد المياه المتساقطة من شلال على علو 20 مترا، انطلاقا من قمة الجبل إلى أسفله، حيث تمتاز مياهها ببرودة شديدة.
أهم موقع للسياحة الجبلية بقالمة، تحولت “القلتة الزرقاء” في السنوات الأخيرة إلى مسبح يقصده عشرات الشباب من أجل السباحة والاستجمام، للتمتع بطبيعته الساحرة، وبمياه الينابيع الطبيعية المنعشة، المتواجدة بالمنطقة، في ديكور سياحي جميل تصنعه هذه المنابع المائية، التي يتوافد الزوار، قادمين من مناطق نائية طلبا لهذه المياه.
ويتوافد السياح من داخل الولاية وخارجها وحتى من خارج الوطن، بدافع الفضول وحب الاستكشاف للآثار الرومانية التي تزخر بها ولاية قالمة، بعد ركود سنوات طويلة مع إهمال كلي للمواقع الأثرية المعروفة، منها الرومانية، البيزنطية والفينيقية.
المهتمّون والغيورون على آثار قالمة لا يتوانون عن زيارتها والتقاط صور تذكارية تخلد هذه المواقع، فخلال زيارتنا للبعض منها صادفنا عدد من الزوار، أبوا إلا الحديث عن تراث المدينة، حيث عبّروا لـ “الشعب” عن مدى تأسّفهم للإهمال الشامل الذي يطال العديد من المواقع الأثرية.
المسرح الروماني والمقابر الميڨاليثية جوهرة حافظت على أسرارها على مدار العصور
المسرح الروماني الذي يعتبر أحد أهم المعالم الأثرية بولاية قالمة، الذي يتوسط قلب عاصمة الولاية، يحافظ على شكله وبنيته التي تم إنجازه عليها منذ آلاف السنين، بعد مقاومته لكل الظروف المناخية المتقلبة على مدى العصور والأزمنة، لتبقى التحفة الأثرية المتمثلة في المسرح الروماني دائري الشكل الهندسي نموذجا لتعاقب الحضارات التي شهدتها المنطقة.
ويذكر المؤرخون ، ان المسرح، بني على الأرجح في فترة حكم الإمبراطور سبتموس سفيروس (211 – 198)، ويرجع الفضل في تشييد هذا الصرح النادر الى راهبة معبد المدينة والتي تدعى” آنيا إلينا ريستيتوتا، في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر قبل الميلاد، بتكلفة بلغت نحو ثلاثين ألف قطعة ذهبية في ذلك الوقت. يتّسع لحوالي 4 آلاف مشاهد
الآثار متنوعة رغم أن تسميته المسرح الروماني كونه مع الوقت استعمل كمسرح ثم كمتحف، أي كل ما يخص الآثار تم محاولة جمعه هنا، لتسهيل المهمة على السياح، فهناك آثار لحقبة الاحتلال الفرنسي، قبلها آثار الفينيقيين والنوميديين…..أما بالعودة للمتحف أو المسرح فهو يتكون من 3 أقسام، بداية من خشبة المسرح، ثم الاركسترا عبارة عن نصف دائرة وهي خاصة بمكان الفرقة، ثم المدرج الخاص باستقبال المتفرجين، ومقسم لأقسام تكشف أن المتفرجين كانوا يركزون على الطبقية، المقدمة للنبلاء والفرسان والجنود، كطبقة لها سلطة في المجتمع، الثانية: مخصصة للبورجوازيين المالكين للمال، في حين تبقى الرتبة الـ3 للعامة.
وكذلك ما تزال عدّة مواقع تاريخية وأثرية مصنّفة ضمن التراث الوطني، تقاوم العوامل المناخية لتروي تاريخ المنطقة العريق، وهي تمثّل مختلف الحضارات المتعاقبة، ومن أهم تلك المناطق «خنقة لحجر»، وهي صخرة كبيرة منتصبة بين بلديتي عين مخلوف وسلاوة عنونة من الجهة الغربية الجنوبية، عليها رسومات ونقوش جدارية تمثّل أشخاصا وحيوانات مختلفة الأنواع يعود تاريخها إلى فترة ما قبل التاريخ.
كما تأتي مقابر «الركنية» بنحو 50 كلم شمالا بالقرب من سكيكدة، وهي مقابر ميغاليتية تمتد على مساحة حدودها تقارب نحو 3 كلم طولا، و800 متر عرضا، بها حوالي 03 آلاف قبر ترجع إلى فترة فجر التاريخ، وكذا «مقبرة شنيور» بناحية عين العربي، على بعد 31 كلم جنوبا، وهي عبارة عن معالم جنائزية، وموقع عين النشمة الثري الذي يشهد على تعاقب الحضارات النوميدية، الفنيقية والرومانية، وهو ما تدلّ عليه الهيئات السكنية، إلى جانب معصرة الزيتون، خزان مياه ومقبرة، بالإضافة إلى مقابر رومانية، وما تمّ اكتشافه ببلدية قلعة بوصبع…..أما مدينة تيبيليس فهي مدينة رومانية تحتوي على قوسين ذي مدخلين، وشارع مبلط وقوس ذي مدخل واحد وساحة عمومية، بالإضافة إلى حمامات ومعبد وسوق ومنزل ومنشات عمومية بها آثار وكتابات ليبية بونية ورومانية بوابة مزدوجة الوحيدة في شمال إفريقيا، شيدت في حقبة الإمبراطور مارك أورال..
اهمال كبير تشهده مواقع أثرية في الولاية
في تصريحات سكان ولاية قالمة، تأسف الكثير منهم لما آلت إليه المناطق الأثرية بقالمة، فالاهتمام بالآثار والتراث له قيمة اقتصادية، إضافة إلى قيمته العلمية والاجتماعية والعمرانية والمعمارية العالية، من خلال توظيف الآثار والتراث الوطني لتوفير فرص العمل وتنشيط القطاع السياحي.
الإهمال يكمن في عدم الاستثمار في المواقع الأثرية، حيث تمّ تهميشها على غرار ما حدث بحمام دباغ بتشييد فندق سياحي فوق تلك الكنوز، حيث لا توجد دراسات جدية تقوم على توطين التنمية وإيجاد الحلول المناسبة، بما يخدم الجميع مع المحافظة على الإرث الأثري، “ومن يطلق مسدّسه على آثار الماضي كمن يطلق مدفعا على مستقبل العمران”.
في تصريح لـ”التمنية المحلية “يقول الدكتور عاتي مراد أستاذ تاريخ الحضرات بجامعة قالمة، : “إنّ التّراث يدفع بنا لمعرفة تاريخ المدينة والبلد الذي نعيش فيه، وإلى أي عهد يعود تاريخه”، مضيفا بأنّ “التراث يلعب دورا هاما في تعزيز الهوية الوطنية التي تجمع ما بين أفراد الشعب أو الأمة ذات التاريخ العريق والماضي المجيد، كما أنّ معرفة التراث في نظره مرتبطة بشكل أساسي بالمحافظة على جذوره المتأصّلة فينا”.
السياحة الحموية مقصد الزوار
تزخر قالمة بحمامات معدنية طبيعية تجذب السياح والمرضى على مدار السنة، وبات يشكل النشاط السياحي الحموي أكثر من أي وقت مضى العلامة المميزة، كقطب سياحي حموي بامتياز في الشرق الجزائري، لتوفرها على المركبات السياحية والينابيع الحموية.
حيث يعود أخر الإحصاء لعدد المنابع الحارة بقالمة إلى ما يقارب 14 منبعا معدنيا منتشرا ببلديات حمام الدباغ، هيليوبوليس، عين العربي، حمام النبايل وبوحشانة، وتتوفر حسب المختصين على مواصفات كيميائية مفيدة لعلاج عدة أمراض، منها الجلدية، أمراض المفاصل، الأعصاب، مشاكل التنفس، الأذن والحنجرة وغيرها.
جوهرة السياحة الحموية” التي تحمل عديد من المسميات كـ”حمام دباغ” أو “حمام الشلالة”، على بعد 20 كم غرب ولاية ڤالمة، . تشتهر المنطقة بينابيعها الحارة الكلسية وكتلها الصخرية العجيبة الشكل.ومياهها الجوفية الساخنة التي تصل حرارتها إلى 96 درجة مئوية، بتدفق 6500 لتر في الدقيقة، وتتكون المياه من الكالسيوم، المغنيزيوم، الصوديوم، الكبريت، الكلور، السلفات،
يجد العديد من المرضى العلاج الطبيعي التقليدي من الأمراض المزمنة في هذه الحمامات المعدنية المنتشرة، والتي جعلت شهرتها تتجاوز الحدود الجغرافية نحو العالمية. كما تتميز المنطقة بالهدوء والجمال والمنظر الطبيعي الخلاب، وبإمكان الناس التجول حول الحمام والينابيع، لأن مياهها تجري على مجرى صغير متصل بالجبل الكلسي. وتعتبر في الوقت نفسه شلالاً، لأنها تأتي على شكل مياه متدفقة ساخنة.
وحسب الدراسات الجيولوجية، فإن تاريخ المنطقة شهد العديد من التغيرات التي شكلت المرتفعات والمنخفضات والجبال والبراكين والحركات الزلزالية. كان لهذه التغيرات الأثر البالغ على المنطقة، ليس من حيث التضاريس الجغرافية فحسب، ولكن أيضاً على المعتقدات وارتباط المعالم الطبيعية بالأسطورة التي شكلت أحد أهم المعالم السياحية في منطقة حمام دباغ.
أصبحت الجغرافيا الأسطورية محجاً لآلاف الزوار سنوياً؛ للاستمتاع بفوائد مياهها، وفي محاولة لحل أحجيتها وفهم الأسطورة خلفها.
هيليو بوليس
تعود هذه التسمية إلى خمسينيات القرن التاسع عشر عند زيارة الإمبراطور نابوليون الثالث تيمنا بهيليوبوليس المصرية، كما أن للآثار الرومانية أثر في هذه التسمية خاصة المسبح الروماني الذي يعد تحفة رائعة.
تتميز المنطقة كونها بوابة قالمة باتجاه الشمال (عنابة) وكونها كذلك مصدر مياه سطحية وجوفية مما جعلها محط أنظار وأطماع الغزاة منذ القدم لخصوبة الأراضي ووفرة المياه واعتدال المناخ وموقعها الاستراتيجي ووجود ينابيع حارة بالمنطقة أشهرها حمام «البركة» وبوشهرين…
يعد حمام «أولاد علي» المعروف بحمام «البركة» و»بوشهرين» من أبرز المراكز العلاجية في الوطن، يحتوي المركب على مراكز العلاج الطبيعي، مثل التدليك المائي، التنفس والتنشق، التدليك بالأيدي والعلاج الميكانيكي. كما يوجد علاج فيزيائي، مثل العلاج الكهربائي، ويتوفر حمام «أولاد علي» أيضا على 4 ينابيع حموية، حيث توفر المركبات الراحة والهدوء للسياح، ومياه حمامي «البركة» و»بوشهرين» تنبع من باطن الأرض، حيث تبلغ حرارتها 57 درجة مئوية.
حمام لعساسلة
يعد حمام عساسلة الواقع شرقي ولاية قالمة ببلدية بوحشانة من أهم المواقع السياحية العذارء، التي لم تطلها فوضى العمران و لم تمسسها يد الإنسان بسوء ، حمام في الهواء الطلق وموقع شديد الانخفاض مقارنة بالمرتفعات الشاهقة التي تحيط به من كل مكان يتوسط الجبال و المياه الجوفية الساخنة بحيث تحجب عنه ضوء الشمس ساعات طويلة من النهار.
فهي واحدة من الحمامات المعدنية الطبيعية يقصده المواطنين من كل ربوع الوطن قصد العلاج فمياهه غنية بالكبريت الدي يساعد على علاج الأمراض الجلدية.
سكنه الرومان قبل عقود طويلة من الزمن و بنوا فيه حضارة عريقة مازالت آثارها الى اليوم بين الأودية و الشعاب النشطة على مدار السنة تستمد روحها من المنابع و الشلالات المتدفقة من كل مكان تسقي الزرع و الإنسان الذي بقي صامدا فوق الجنة الخضراء رغم المعاناة و العزلة و التهميش الذي طال واحدة من أجمل المنتجعات السياحية الطبيعية غير المستغلة بولاية قالمة….
لكن للأسف لا يروج لجمال ولاية قالمة بالشكل الكافي لجعلها وجهة سياحية مميزة، وقد تكون الأسباب كثيرة ومختلفة، لكن يجب دراستها وإيجاد حلول سواء من طرف السلطات المعنية لتحسين المرافق، وتوفير الجو الملائم لراحة الزوار، والسكانوتحسيسهم بضرورة الحرص على الطابع الحضري للمدن، ومحاولة إيجاد طرق مبتكرة وجديدة لنشر ثقافة الحفاظ على البيئة.