تزخر ولاية المنيعة بمناظر طبيعية خلابة وثروة حيوانية ونباتية نادرة بمحمية بحيرة السبخة (جنوب الولاية) المصنفة كمنطقة رطبة معروفة باسم «سبخة المالح».
تتشكل السبخة من حوضين يمتدان على مساحة تفوق 18.974 هكتار، وتتمتع بكنوز طبيعية نادرة تشكل تنوعا بيولوجيا للطيور المهاجرة من مختلف الأصناف، من ضمنها طيور مدرجة بقائمة الطيور المهددة بالانقراض، أعدها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
يعد الموقع الجغرافي للبحيرة ممرا إجباريا لأسراب الطيور المهاجرة القادمة من البلدان الباردة في اتجاه المناطق الحارة بإفريقيا. ويعيش بالبحيرة أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات، هي اليوم مهددة بالانقراض.
وبالرغم من الأهمية الإيكولوجية التي تكتسيها “سبخة المالح”، والمصنفة طبقا لاتفاقية «رامسا» الممضاة سنة 2004 كمنطقة ذات أهمية عالمية، إلا أنها تتعرض لعدة تهديدات، بسبب اعتداءات بيئية متعددة بفعل أنشطة البشرية متنامية، وظاهرة التوسع العمراني والبناءات العشوائية المتزايدة قرب ضفافها.
كما يشكل القطع المكثف لغطائها النباتي وحرقه من مواطنين، ورمي النفايات الحضرية والصيد العشوائي، وأيضا تفريغ المياه المستعملة بهذا الفضاء المائي الطبيعي، عوامل تهدد التوازن البيئي بهذه المنطقة الرطبة، حسب نشرات مصالح حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات بالمنطقة.
محطة تصفية طبيعية للمياه المستعملة لحماية البحيرة
وبهدف المحافظة على هذه الثروة البيولوجية، أنجزت السلطات المحلية محطة للتصفية الطبيعية للمياه المستعملة بطاقة 30 ألف متر مكعب /يوميا، للتكفل بالمياه المستعملة المنزلية لبلديتي المنيعة وحاسي القارة، بما يساهم في تجنب تلوث هذه البحيرة الطبيعية.
وأحصى ملاحظو الطيور بمحافظة الغابات لولاية غرداية أيضا أكثر من 5.585 طائرا مهاجرا يمثلون حوالي 25 نوعا عبر مناطق اصطناعية رطبة، استُحدثت في إطار برنامج معالجة المياه المستعملة للحفاظ على البيئة والموارد المائية بالولاية، حسب رئيس مكتب حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات بغرداية.
وتحولت تلك المناطق الاصطناعية الرطبة التي تتشكل من محطات معالجة المياه المستعملة بكل من كاف الدخان (مصب وادي مزاب) ببلدية العطف، وبريان والقرارة مواقع لتعشيش الطيور المهاجرة.
وتعد تلك المسطحات المائية فضاءات ملائمة لتطوير سياحة إيكولوجية مستدامة، تسمح لولايتي غرداية والمنيعة من التحول إلى أقطاب سياحية أكثر جذبا، ومخبرا مفتوحا على الطبيعة لفائدة مهتمين بالعلوم، حيث تنتشر بالبحيرة آلاف الطيور المهاجرة، والحيوانات والزواحف المتنوعة والأسماك والنباتات المستوطنة المنتشرة داخل البحيرة وعلى ضفافها.