أدت موجة الجفاف التي عانت منها البلاد عامة وولاية قالمة خاصة، بسبب شح الأمطار مقارنة بالأعوام الماضية، إلى تراجع منسوب مياه السدود، ما أثر على المنتوج الفلاحي بالولاية.
شح الأمطار وموجة الجفاف التي ضربت ولاية قالمة خلال هذا الموسم، أدت إلى انخفاض حجم أكبر سدود المنطقة سد بوحمدان ببلدية حمام دباغ، المعروف بسد «بوهمدان»، الذي تراجع منسوب مياهه إلى مستوى قياسي لم يبلغه منذ سنوات. من مجموع طاقة استيعاب السد المقدرة بـ185 مليون متر مكعب، بلغ حجم السد 21 مليون متر مكعب.
وأثار الوضع مخاوف سكان الولاية والفلاحين خاصة، حيث لا تكفي هذه الكمية للشرب وسقي المحاصيل الزراعية. إذ يستهلك قطاع السقي لوحده من 30 إلى 40 مليون متر مكعب في الموسم الواحد، ويستهلك السكان من 20 إلى 25 مليون متر مكعب من مياه الشرب.
و يطالب فلاحون بتسريع وتسهيل الإجراءات الإدارية، لمنحهم رخص حفر آبار لسقي منتجاتهم، وتمكينهم من مواصلة نشاطاتهم الفلاحية، على اختلافها، في ظل شح الموارد المائية.
الجفاف وغلاء العتاد وراء تقليص مساحات غرس الطماطم الصناعية
تحولت ولاية قالمة في السنوات الأخيرة إلى قطب زراعي كبير وقاعدة للصناعات الغذائية، خاصة في إنتاج الطماطم الصناعية، باحتلال المراتب الأولى وطنيا لسنوات عديدة من حيث المردود العام، نتيجة الزيادة في المساحات المسقية وفي مساحات الغرس التي كانت مستغلة لإنتاج محاصيل أخرى. إلا أنه يتوقع أن تتراجع مساحة غرس الطماطم الصناعية هذه السنة بالولاية، بسبب غلاء تكاليف الإنتاج.
وقالت مصادر”التنمية المحلية” إن عديد الفلاحين بڨالمة، حولوا برامجهم الزراعية، حيث قُلصت المساحة المخصصة لغرس الطماطم الصناعية، واتستبدالها بالحبوب وبقوليات وهو ماسيساهم في انخفاض منتوج الطماطم الصناعية هذا العام، مقارنة بالسنتين الماضيتين.
وترجع أسباب هذا التقليص حسب بعض الفلاحين ممن اتصلت بهم “التنمية المحلية ” إلى غلاء تكاليف إنتاج الطماطم الصناعية بالدرجة الأولى خاصة ماتعلق بالأسمدة الآزوتية التي قفزت إلى مستويات قياسية هذه السنة، أعجزت الكثير من الفلاحين عن شرائها، ناهيك عن إرتفاع الأدوية والمبيدات الفلاحية والبذور، دون احتساب تكاليف اليد العاملة وعتاد السقي الزراعي وشح الأمطار وغيره.