تتميز مدينة تنس (شمال الشلف) بصناعة الحلي التقليدية من المرجان والجوهر والأصداف البحرية التي تعرف رواجا كبيرا لدى مختلف زوار هذه المنطقة الساحلية، وتستعمل في تزيين العروس في أعراس المنطقة.
وأوضحت رئيسة جمعية أحلام للتبادل الثقافي، خيرة بربري لـ “وأج” أن المناطق الساحلية لولاية الشلف وبالخصوص مدينة تنس اشتهرت منذ القدم بصناعة الحلي التقليدية من المرجان والجوهر الأصلي نظرا لتوفر هذه المواد الأولية بها، لتصبح فيما بعدا رمزا لهوية وتراث المنطقة.
وأبرزت المتحدثة أن هذه الحلي التي أبدعت أنامل الحرفيات والحرفيون في صناعتها، تعرف رواجا لدى مختلف زوار المدينة،خاصة في موسم الإصطياف، بينما أضحت من أهم عادات تزيين العروس في الأعراس التقليدية التي تقام بمنطقة الشلف.
وأشارت بربري إلى أن حلي المرجان والجوهر الأصلي أصبحت تلبس مع جميع الأزياء التقليدية التي ترتديها العرائس بالمناسبة (الأزياء الشاوية، القبائلية ..)، فضلا عن إمكانية ارتدائها مع الأزياء العصرية وهو ما جعلها تعرف انتشارا واسعا لدى مختلف فئات المجتمع.
حلي شلف ترمز الى هوية و عادات أهلها
واعتبرت بشرى شاوش، حرفية من مدينة تنس، بمعرض الحلي التقليدية المقام بالمتحف الوطني العمومي “عبد المجيد مزيان” إحياء لليوم العربي للتراث المصادف لـ 26 و 27 فيفري، أن حلي المرجان والجوهر الأصلي هي علامة مسجلة في تراث منطقة تنس، حيث تسعى للتعريف بها والترويج لها عبر بقية مناطق الوطن.
وأفادت أن صناعة الحلي التقليدية من هذه المواد الأولية يتيح مزيدا من الخيارات أمام مقتنيها ويساهم كذلك في إبراز التنوع الثقافي التي تزخر به مناطق ولاية الشلف خاصة والجزائر عامة، خاصة أن كل ما يتم تصنيعه يرمز لهوية وعادات كل منطقة.
بدوره، قال سليمان هني (مواطن) أن حلي المرجان و الجوهر الأصلي تحمل من الرمزية والدلالة الإجتماعية ما يجعله لا يفوت أي مناسبة لاقتنائها لمختلف نساء عائلته, مع أخذ بعين الاعتبار أسعارها المقبولة مقارنة بأسعار الحلي من المعادن النفيسة.
وكان المعرض الذي نظم هذا الأحد بالمتحف الوطني العمومي “عبد المجيد زيان” فرصة أمام العائلات الشلفية للتعرف على مختلف الحلي التقليدية التي أبدع حرفيون وحرفيات في تصنيعها، ولوحظ أيضا اهتمام واسع من شابات في مقتبل العمر بهذه الحرفة التي تتطلب مزيدا من التأطير والتطوير من مختلف فاعلي القطاع.